رياض البوعزيزي في المونديال.. الجندي الذي عشق كرة القدم
كتب-: سليمان غريب
"من هاوي إلى عاشق كرة القدم" هكذا عاش رياض البوعزيزي حياته مع كرة القدم التونسية، حيث يُعد حالة استثنائية لا نقابلها كثيرًا في عالم الساحرة المستديرة.
البوعزيزي هو حكاية من حكايات نجوم العرب في كأس العالم والذي يظل في أذهان الجماهير مهما مر من أعوام، خاصة وأنه صنع اسما في الكرة التونسية.
وُلد رياض البوعزيزي يوم 8 أبريل 1973 ولم يضع كرة القدم ضمن أحلامه ولم يفكر في احترافها إلا أنه تحول إلى عاشق لها بل مُضحي من أجلها.
بدأت حياته الكروية عبر بوابة الملعب الأفريقي بمنزل بورقيبة ثم التحق بصفوف النجم الرياضي الساحلي في عام 1995.
ويقول البوعزيزي عن تلك الفترة في تصريحات تليفزيونية: "في بدايتي لم أكن لدي طموح بأن ألعب في نادٍ كبير أو حتى انضم لصفوف المنتخب".
وأضاف: "بدأت كهاوي أو مُحب لكرة القدم ولكن لم أكن أحلم بتحقيق المزيد في هذه اللعبة".
ورغم أن النجم التونسي السابق لم يكن يحلم بذلك إلا أن كرة القدم أجبرته على تحول مشواره بعدما انضم لصفوف النجم الساحلي.
ومع انضمام البوعزيزي لصفوف النجم الساحلي تصادف ذلك مع وجوده في الجيش لأداء الخدمة العسكرية ونجح في تلبية الواجب الوطني ولعب كرة القدم في وقت واحد.
واستعاد النجم التونسي ذكرياته عن هذه الفترة، قائلًا: "كنت أتدرب مع النجم الساحلي ثم أعود إلى الثكنة العسكرية ولا أعتقد أن هناك لاعب تونسي مر بهذه الظروف".
واستكمل: "في الحقيقة الجيش خدمني خدمة العمر، فالمعروف عن الجيش الالتزام والانضباط وهو ما ساعدني في مشواره الكروي".
وجاءت اللحظة الأهم في مسيرته الكروية عندما انضم البوعزيزي لمنتخب تونس في الفترة ما بين 1994 و1995 ومن حينها بدأت الكرة بالنسبة له في الاحتراف الحقيقي، وزامل الجيل الذهبي لنسور قرطاج والذي ضم زبير بية وخالد بدرة وحسان القابسي وعادل السليمي.
وعانى رياض كثيرًا في بداياته مع المنتخب، حيث لم يشارك وكان جالسًا على مقاعد البدلاء قبل أن يتحول إلى أحد أعمدة نسور قرطاج.
واستطاع البوعزيزي أن يكتب مشاركته الأولى في كأس العالم عام 1998 وخاض مباراتين أمام كولومبيا ورومانيا.
خلال هذه الفترة استطاع أن يحصد المزيد من البطولات مع النجم الساحلي ولعل أبرزها فوزه بكأس الاتحاد الإفريقي مرتين بالإضافة إلى الدوري التونسي وكأس تونس والسوبر الإفريقي.
ونجح في لفت الأنظار بشدة إليه وساهم ذلك في احترافه بالدوري التركي ولعب لأكثر من فريق عبر بورصا سبور وغازي عنتاب سبور وقيصري سبور.
وعاد البوعزيزي للمشاركة للمرة الثانية في كأس العالم نسخة 2002 وشارك في المباريات الثلاثة بدور المجموعات أمام روسيا وبلجيكا واليابان.
واستمرت رحلة النجم التونسي حتى توج بكأس أمم أفريقيا عام 2004 وكان قائدًا لنسور قرطاج في هذه البطولة.
وفي عام 2006، كتب البوعزيزي مشاركته الثالثة في المونديال ولعب أمام إسبانيا والسعودية وأوكرانيا ولكن جاءت مثلها مثل المشاركات السابقة بدون أي إنجاز.
عدم تحقيق أي إنجاز لمنتخب توس في هذه المشاركات الثلاثة كان يرجع إلى بعض المشاكل التي أثرت سلبًا على المنتخب.
وصرح البوعزيزي، قائلًا: "على سبيل المثال في نسخة 1998 كان لدينا مشاكل كثيرة تخص عقد المدرب ونحن من صنعنا المشاكل بأنفسنا، وفي 2006 قمنا بأسوأ تحضيرات قبل المونديال والتجهيزات كانت رديئة وتسببت لنا في مشكلة بدنية في مواجهة المنتخبات بهذه النسخة".
ووصل البوعزيزي إلى 88 مباراة دولية مع نسور قرطاج مُسجلًا 5 أهداف ولا ينسى أحد هدفه الرائع الذي سجله في مرمى الكاميرون في لقاء ودي عام 2003.
وبعد أن منح رياض البوعزيزي وقته لكرة القدم، كان لابد أن يُعلق حذائه وجاءت هذه اللحظة في عام 2008 بعدما قرر الاعتزال وهو بقميص نادي البنزرتي.
فيديو قد يعجبك: