الكابوس (9).. قصة "مارادونا ألمانيا " مع إصابات الركبة والاكتئاب
كتب- إبراهيم علي:
يتعرض لاعبو كرة القدم أثناء المباريات للعديد من الإصابات والتي تُعد بالنسبة لهم كابوساً في مسيرتهم، والتي قد تبعدهم عن المشاركة مع أنديتهم لعدة أسابيع أو حتى شهور وأعوام.
وعانى العديد من نجوم الكرة لإصابات كادت أن توقف مسيرتهم، منهم من استطاع التغلب عليها ومواصلة كتابة التاريخ ومنهم من رضخ لها وقرر اعتزال الساحرة المستديرة للأبد.
سلسلة "الكابوس" تنشر تباعا على "مصراوي" خلال شهر رمضان، والتي سترصد أبرز اللاعبين الذين عانوا من الإصابات خلال مشوارهم الكروي.
تنبأ الجميع في ألمانيا عندما ظهر اللاعب الشاب سيباستيان دايسلر أنه سيصبح أفضل لاعب الماني في فترة من الفترات حيث أن القيصر "فرانز بيكنباور" لقبه بماراودنا ألمانيا، حيث كان يتمتع بالسرعة والقدرة على المراوغة والرؤية الجيدة في الملعب، ولكن كل هذا لم يكتمل بسبب الإصابات ومتاعبه النفسية.
بدأ دايسلر بتقديم موهبته الاستثنائية في نادي بوروسيا مونشنجلادباخ وهو في الـ17 من عمره، وقدم مستويات رائعة جعلته ينضم إلى نادي هيرتا برلين وساهم في تأهلهم لدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ أكثر من 10 سنوات، ولكن بدأ في العيش بكابوس استمر لفترة طويلة بعد أن أصيب بقطع في الرباط الصليبي في عامي 1999 و2000.
وواصل دايسلر تأهيله للتغلب على الإصابات المتتالية التي لحقت به، وعاد بقوة كي يحجز مكاناً في كأس العالم 2002 مع المنتخب الألماني، وخاض عدداً من المباريات الودية أثبت بها دايسلر قدرته على حجز مكان أساسي في منتخب المانشفت، وخلال مباراة ودية استعداداً للمونديال أمام النمسا، فقدت ألمانيا دايسلر قبل انطلاق المونديال بشهرين حيث تعرض لتهتك بالغضاريف استلزم عملية جراحية، ليضيع حلم دايسلر باللعب في المونديال.
وعلى الرغم من إصابته تعاقد نادي بايرن ميونخ الألماني مع دايسلر بمبلغ 9.5 مليون، وفي موسم 2004/2003 عاد دايسلر بكل إصرار للملاعب مجدداً على أمل أن يخوض بطولة كأس أمم أوروبا عام 2004 في البرتغال مع منتخب بلاده، إلا أن الكابوس واصل مطاردته ليُصاب مرة أخرى بالرباط الصليبي ويبتعد عن الملاعب 7 أشهر.
وتسببت الإصابات المتتالية لدايسلر في مكوثه بمستشفى نفساني ألماني، حيث تعرض لانهيار عصبي واكتئاب، أبعدته عن فريقه البافاري لمدة طويلة، ولكنه تجاوز هذا الكابوس وعاد للملاعب مرة أخرى بعد شفائه من الإصابة والاكتئاب.
عاد دايسلر للتدريبات وخاض نصف موسم رائع استعداداً لعودته لمنتخب المانشافت لخوض كأس العالم 2006 والذي أقيم على الأراضي الألمانية، إلا أنه تعرض لقطع في الرباط الصليبي للمرة الخامسة في نفس القدم بعد تدخل أحد زملائه عليه في أحد التدريبات، ليخيم الحزن الشديد على مسئولي المنتخب الألماني بعد غيابه عن المونديال، لأنهم كانوا يعقدون آمالهم عليه في إعادة أمجاد ألمانيا مرة أخرى.
غاب دايسلر لمدة 9 أشهر وعاد لبايرن ميونخ في نوفمبر عام 2006، وشارك في العديد من المباريات مع الفريق البافاري، إلا أنه بعد العطلة الشتوية، أعلن دايسلر الذي كان يبلغ 27 عاماً حينها في الـ16 من يناير عام 2007، اعتزاله اللعب نهائياً بسبب الإصابات التي لاحقته على مدار مسيرته الكروية: "ليس لدي أمل في ركبتي بعد الآن، ستكون محنة على المدى الطويل، لن يكون بمقدوري اللعب بنفس مستوى الاستمتاع الصحيح وأنا لا أقبل أنصاف الحلول".
النادي البافاري بذل أقصى جهده من أجل دايسلر، حيث كان يتمنى أولي هونيس نائب رئيس النادي حينها أن يكون هذا كله كابوساً حتى اللحظة الاخيرة وأن يعود مرة أخرى لممارسة كرة القدم، ولكن كان دايسلر يحتاج للهدوء التام وأن يعيش بعيداً عن كرة القدم على حد تعبير الطبيب النفسي الذي كان يتابع حالة دايسلر بعد إصابته بالاكتئاب حيث كان تشخيصه النفسي يثبت معاناة دايسلر من إصابته بانهيارات عصبية متتالية ومفاجئة قد تكلفه حياته.
فيديو قد يعجبك: