عقل المباراة: سامباولي وميسي مسؤولان عن خروج الأرجنتين من كأس العالم
كتب- أيمن محمد:
في تحليلات عقل المباراة.. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارئ.
عندما أتي خورخي سامباولي لقيادة منتخب التانجو بعد نجاحاته في إشبليه بسبب أسلوبه المتميز والشبيه أحيانا بأسلوب مارسيلو بيلسا مع في 2002 هل كان يعرف نواقص المنتخب الأرجنتيني وكيف سيستعد للمنافسة في المربع الذهبي لكأس العالم أم إنه اعتمد علي ميسي فقط.
الحقيقة أن الاعتماد علي لاعب بصفة أساسية ليس مرفوضا؛ ففي النهاية ستجد لاعبا أو أكثر ممن يسجلون الأهداف، إذن الاعتماد عليهم في إنهاء الهجمات لا يمنع من تواجد تنظيم متكامل في كافة خطوط الفريق.
أين يلعب لاكساليت؟
لا تظن أن كاتب التحليل اختلط عليه الأمر بين لاعب في الأوروجواي وبين الأرجنتين، ولكنه مدخل لمعرفة مدى مسؤولية سامباولي عن الخروج.
لاكساليت جناح الوسط الأيسر الذي يلعب في جنوة في دوري الدرجة الأولي بإيطاليا تم توظيفه من قبل الخبير أوسكار تاباريز ومن المباريات الودية كظهير أيسر لعلاج أزمة ارتفاع عمر ماكسيمليانو بيريرا الظهير الأيمن، وبالتالي انتقل مارتن كاسيرس إلي مركز الظهير الأيمن.. تباديل وتوافيق ولكن تاباريز اتخذ قراره وقام بتنفيذه في المباريات الودية.
لا يمكن لمنتخب في كأس العالم أن يلعب أربعة مباريات بأشكال مختلفة جذريا ، ورغم أن الأزمة معروفة في عدم تواجد تواصل بين ميسي وبين لاعبي الفريق في المقدمة لذا كان اشترك ميزا وبافون ودي ماريا وهيجواين وديبالا واجويرو من أجل إيجاد أفضل تشكيلة للمنتخب تساعد ميسي كما قال سامباولي ..تلك مسؤولية ميسي التي سنتعرض لها مستقبلا في التحليل، ولكننا ما زلنا عند مسؤولية سامباولي.
خورخي لديه إرتكاز دفاعي صريح وحيد في قائمته إسمه لوكاس بيليا وكان أحد نجوم المنتخب الأرجنتيني في كأس العالم الماضية وهو الذي جعل ماسكيرانو يظهر بشكل جيد أيضا.. السؤال: لماذا لم يلعب بيليا رغم كوارث الدفاع والتي تجعله خيارا أولا في تشكيل الفريق بل وقبل ميسي نفسه؟
بالطبع أنت لا تحتاج إلي التذكرة بكيفية دخول الأهداف في مرمي الأرجنتين بدء من إنطلاقة مبابي الأولي والتي أدت لركلة الجزاء وكدت أظن أن الأمر إختلط عندي بسباقات الخيول الملكية في إنجلترا فمبابي انطلق دون أن يوقفه أحد، ولا في الهدف الثاني الذي افتقد أسس التنظيم الدفاعي السليم بسبب ضغط ساذج عالي دون جماعية أدى في النهاية إلى كارثة.
إذا كان دي ماريا سجل هدفا من خارج المكان الذي من المفترض عليه ألا يتواجد فيه فهو جناح أيسر ولكنه بات أقل في المرواغات عن ذي قبل فمعني هذا أن سامباولي لديه مشكلة في معرفة قدرات اللاعبين الحاليين وليست السابقة كتاريخ.
لا أجد أفضل من فالفيردي والذي وجد أن برشلونة السابق بات تاريخا فقرر مع إصابة ديمبلي في أول الموسم وعدم توافق دوليفو مع الفريق إلا اللعب ب 4-4-2 وبذلك أنت ستساعد ميسي بشكل أقوي في ترك الفرصة كاملة له مع سواريز مع انشغال ثمانية لاعبين بالتأمين الدفاعي ثم المساندة الهجومية وقت الضرورة.
الحقيقة أن المنتخب الأرجنتيني كان يحتاج بشدة إلي 4-4-2 ، ثنائي إرتكاز قوي بيليا بجواره لاعب مثل إندرياس كوباس لاعب بوكا جونيورز السابق طالما أعين خورخي رأت بافون هناك أو حتي لياندرو باريديس لاعب روما السابق والذي يلعب حاليا في سان بطرسبرج بالتأكيد ودون أدنى شك كانا سيكونا أفضل من إنزو بيريرز وبانيجا دفاعيا رغم تميز الأخير في بناء الهجمة من الخلف.
أتخيل تواجد ماسكيرانو بجوار أوتامندي واللعب بروخو في الجانب الأيسر لتفادي كوارثه في منطقة العمق ثلاثي دفاعي قوي مع تواجد بيليا وباريديس في عمق وسط الملعب يساندهم بانيجا في دور أشبه إنيستا مع برشلونة وبالتأكيد سيتواجد لاعب في الجناح الأيمن وليكن ديبالا وإن كان ديبالا يميل إلى العمق فإن فاسوخة سامباولي (ميزا) يلعب بالأساس كصانع ألعاب رقم 10 مع إينديبنتي في الأرجنتين.
نأتي لمسئولية ميسي في الأرجنتين، في الحقيقة رأيت في ماسكيرانو قائدا أكثر قوة مع المنتخب داخل أرض الملعب فهو من يقوم بتحريك اللعبة ميسي فقط ينتظر دوره وعندما تأتي له الكرة يبدأ في التصرف، ربما العيش طويلا في ظل تشافي وإنيستا من جعل ميسي لا يمتلك القدرة علي شحن اللاعبين والمحافظة علي تركيزهم خاصة بعد التقدم.
سواريز وكافاني.. ثنائية تبدو متكررة في أورجواي، من شاهد جيل مونديال 90 سيعرف أن اورجواي عرفت ثنائي رائع أيضا في تلك الفترة (روبن سوزا وإنزو فرانشيسكولي) وفي تشيلي رأينا سالاس وزامورانو 1998، والبرازيل روماريو وبيبيتو 1994، وفي اخر كأس العالم حصلت عليه أمريكا الجنوبية مع البرازيل كان هناك رونالدو وريفالدو ورونالدينيو.
إذا رجعنا بالتاريخ قديما ستجد بوروتشاجا كان معاونا لمارادونا في 1986، كانيجيا كان مع دييجو في 1990، المهم أن مارادونا كان يجد من يصنع معه الحدث وظل كما هو دييجو أرماندو مارادونا.
مع ميسي لم نجد إنسجاما منه مع أي لاعب ، نعم هيجواين أضاعه في مونديال وكوبا أمريكا ولكن كان هناك أجويرو وهناك إيكاردي وحتي ديبالا ، لم يستطع النجم العالمي أن يجد لاعبا واحدا يصنع معه التاريخ وربما لم يجد في الفريق من يقبل بدور الظل مثل سواريز معه في برشلونة فإستطاع الظل أن يكون ذو تأثير مماثل للضوء الحقيقي.
في المقابل هناك مدربا يمتلك ترسانة من النجوم الجاهزة لم يجد مشكلة في وضعهم في التشكيل الأساسي ليلعبوا بأقل مجهود حتي يصلوا لدور الثمانية ولكن مواجهة أوروجواي تختلف بالتأكيد.
أخيرا.. في المباراة الوحيدة التي تحمل فريقين حملا لقب كأس العالم من قبل لم نشاهد جملة تكتيكية مؤثرة واضحة المعالم تكررت مرتين ، وهذا إن دل علي شىء فسيدل علي أننا رأينا مباراة بدون عقل خارج الملعب.
فيديو قد يعجبك: