فتاة مدرج السنغال: أعشق ماني.. والجماهير مصدقوش إني مصرية

كتب- محمد مصطفى:

تصوير- علاء أحمد:

"هند" فتاة مصرية نوبية عاشقة لكرة القدم، قررت التوجه لملعب الدفاع الجوي، لمتابعة مباراة السنغال وكينيا في الجولة الأخيرة لحساب المجموعة الثالثة بكأس الأمم الإفريقية.

الفتاة تؤازر السنغال فالهزيمة في تلك المواجهة تعني وداع منتخبها المُفضل لكأس الأمم مبكرًا، ولكن لم تعلم أن الأضواء ستُسلط عليها وتصبح حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد التقاط صورة لها بالعلم السنغالي.

مصراوي التقى "هند غريب" ليتحدث معها عن حبها لكرة القدم وسبب تواجدها لمتابعة مباراة المنتخب السنغالي، لتبدأ حديثها: "ما حدث لم يكن خطأ لإننا فعلا كنا واقفين في مدرجات السنغال، طبيعي إن محدش يعرف أنا مصرية ولا سنغالية، علشان كدا خدت الموضوع هزار".

ولكن عن سر اختيارها للمنتخب السنغالي، قالت بحماس: "أنا فتاة نوبية، والسُمر في أي مكان بيحنوا لبعض، هو شيء لا إرادي مقدرش أوصفه". لتكمل حديثها: "أتابع منتخبات إفريقية أخرى، بحب طريقة لعبهم.. غانا ونيجيريا وغيرهم، ولكني قررت الذهاب للاستاد لتشجيع السنغال خصيصا بسبب ساديو ماني".

وعبرت عن حبها لماني: "في لعيبة معينة لو لعبت في أي مكان هشجعهم، بول بوجبا أصله غيني ولكنه يلعب بالجنسية الفرنسية، ولذلك شجعت فرنسا في كأس العالم بسببه، وكذلك ساديو ماني كنت عايزاه يعرف اننا بنشوفه هنا في مصر، وإني جايه أشجعه وبحبه".

ولم تذهب "هند" وحدها للاستاد، صاحبَتّها شقيقتها: "كله فاكر إننا سنغالين، ولما دخلنا، الجمهور بدأ يتكلم معانا إننا سنغالين". هنا لم تُرِد الكشف عن هويتها المصرية لتطالب شقيقتها بالتعامل بشكل طبيعي مع الجمهور، ولكن بعد مرور الوقت اكتشف السنغالين إنهما مصريتان: "مكنوش مصدقين اننا مصريين".

في الطريق للدخول للملعب، لم تكن تعرف هند إلى أين تتجه للوصول لمدرجات الثالثة يمين حيث مقر الجماهير السنغالية: "في واحد اتعرفنا عليه كان بيدور على بوابة التالتة يمين، والده سنغالي، ووالدته من جنوب السودان، ولذلك يتكلم العربية، فقدرنا نتفاهم مع بعض ونوصل للمدرج، كان جدع جدا".

ولأن "السمر يحنوا لبعض" كما وصفت هند، أكملت حديثها: "الأفارقة محترمين وبيساعدوا دائما، أعطونا أعلام، كان في مشجعين مصريين بس مكنوش معانا، الفرق بيني وبين الباقي إني كنت بشجع وبسمعهم بيقولوا ايه وأقول زيهم، وساعدني في دا الولد اللي دخل معانا، حتى المنظمين اعتقدوا أننا سنغاليين بسبب تشجعينا بروح وحماس".

وظهرت هند في المدرجات بقميص الأهلي: "مش عارفه من امتى بدأت أشجع الأهلي، بس خالي كان أهلاوي جدا، وبروح معاه الاستاد من صغري، وبحاول دائما أروح ماتشات الأهلي بس منع دخول الجماهير وإقامة الماتشات في برج العرب كان صعب عليها إني أبقى معاه في كل الماتشات".

تذكرت هند تواجدها في المدرج منذ سنوات: "كنت بحب الأهلي بس مش فاهمه، لما كبرت بدأت أفهم، الكرة دي لعبة حلوة جدا ووممتعه، ولازم طبعا يكون فيها تعصب".

"احنا في مجتمع لما بنت بتتكلم في الكرة يقولولها ادخلي المطبخ"، قالتها بسخرية، قبل أن تقرر معاندة الواقع حولها: "بدأت أقرأ وأشوف فيديوهات من اليوتيوب، وأسال زمايلي يشرحولي التسلل وكل قواعد الكرة".

وكشفت هند عن عشقها لعدد من نجوم الأهلي، أبرزهم محمد أبو تريكة، ومن الجيل الحالي حسام عاشور ووليد سليمان.

وفي حالة مواجهة المنتخب المصري نظيره السنغالي، كشفت هند عن عشقها لأسود التيرانجا لتقرر مساندتهم أمام الفراعنة إذا اصطدم المنتخبين، لتعد ساديو ماني ورفاقه بدعمهم حتى نهاية البطولة: "إن شاء الله ساديو ماني يحقق أمنيته بالفوز بكأس الأمم، بعد تصريحه بأنه مستعد لمبادلة دوري الأبطال بكأس إفريقيا".