قرية "الخميس" بالجزائر.. هنا نام محرز على الأرض وداعب الكرة حافيًا
كتب – محمد الصباغ:
حافي القدمين داعب نجم منتخب الجزائر رياض محرز أرض قرية الخميس ببلدة بني سنوس في ولاية تلمسان شمالي الجزائر. أزقتها الضيقة ومنازلها المتداخلة المتشابكة على أعالي الجبال الشاهقات كونت شخصية محرز على الرغم من أنه لم يولد هناك.
في مدينة بني سنوس القديمة التي تعود إلى النصف الأول من القرن الماضي، تعيش أسرة رياض محرز ويزورها هو كثيرا، ليعيش مع عمه وأقاربه محافظًا على وصية والده بألا يعيش بلا جذور، وأن يحافظ على ارتباطه بالأرض الجزائرية.
قاد محرز الجزائر أو كما يلقب فريقها بالمجاهدين، إلى نهائي بطولة أفريقيا المقامة في مصر، وتتبقى خطوة واحدة لرفاق لاعب مانشستر سيتي على تحقيق حلم التتويج حينما يصطدم بالسنغال يوم الجمعة على ملعب القاهرة الدولي.
قبل عامين نشر رياض محرز على صفحته الشخصية بموقع فيسبوك مقطع فيديو، ظهر فيه يلعب الكرة حافي القدمين في زقاق ضيق منازله على الطراز الأمازيغي، وبجواره عدد من الأطفال.
المقطع انتشر بشدة، واتضح أنها شوارع قرية الخميس وبالتحديد أمام منزل عائلة محرز، ليبدأ الجميع في الحديث عن ارتباط اللاعب الذي كان آنذاك يلعب لصالح نادي ليستر سيتي الإنجليزي، بوطنه.
ووصل الأمر لحد أن قال محرز في حوار تلفزيوني "أفضل التتويج بكأس أمم إفريقيا رفقة الخضر على أن أتوج بكأس العالم رفقة فرنسا"، في إشارة إلى تفضيله اللعب لمنتخب الخضر على فرنسا التي عاش فيها وبدأ حياته الكروية.
تقع قرية الخميس في منطقة جبلية ذات مناظر طبيعية خلابة وأودية يسبح فيها أبناء القرية وبلدة بني سنوس، وأشهرها وادٍ يحمل اسم "بني سنوس" حيث كان محرز يسبح فيه مع أطفال قريته.
وتعتبر بني سنوس بلدة زراعية بالدرجة الأولى تكثر فيها أشجار الزيتون بجانب مخزون مائي جوفي هائل بفضل وقوعها في منطقة تقع بين الجبال الغنية يالمياه نتيجة تساقط الثلوج في فصل الشتاء.
وبحسب تقرير لموقع أصوات مغاربية، فسكان قرية الخميس يحتفلون برأس السنة الأمازيغية وحرصون على احتفال "آيراد" وهي شخصية أسطورية تجسد التضامن مع العائلات الفقيرة.
ويرتدي أهل البلدة في تلك الأجواء الأمازيغية الخاصة، أقعنة ويتجولون في الأحياء السكنية مرددين أهازيج مصحوبة برقصات. ويتخلل الاحتفال عادة جمع الفواكه والخضروات ومختلف الأطباق التقليدية من العائلات الغنية ليتم توزيعها على الفقراء.
لم يولد رياض محرز في القرية، لكن خالد الهيبري أحد أبناءها يقول لأصوات مغاربية "كان رياض، كما هو حال أغلب أطفال قرية الخميس يتردد على الكتاتيب القرآنية في البلدة، ويسبح معنا في وادي بني سنوس".
يحرص رياض على زيارة القرية التي تربى فيها والده، ودُفن هناك كذلك في أكتوبر 2007 بعد وفاته في فرنسا. كان عُمر لاعب مانشستر سيتي آنذاك 12 عامًا، وطالما زار البلدة مسقط رأس والده في الإجازات الصيفية.
وبحسب تصريحات سابقة لعمّه عبد المؤمن محرز لصحيفة الخبر الجزائرية، فإن رياض لم ينقطع عن "زيارة المنطقة يوما من الأيام... مهم بالنسبة له أن يزور منطقة الخميس ولو لبضع ساعات حتى لا يقطع الصلة معها.
خلال مباريات منتخب الجزائر أو النادي الذي يلعب له محرز، يتجمع سكان المنطقة وعائلته للمشاهدة، ويقول عمّه إن "الحركة تنعدم تماما في قرية الخميس، حيث يتوجه الجميع إلى المقهى لمشاهدة مباريات رياض، والكثير منهم من يغادر مقر عمله من أجل المتابعة".تحدث شباب القرية الجزائرية أيضًا عن أخلاق محرز وقلبه المعلق بمسقط رأس والده، حيث لا يبدي امتعاضا حين يُطلب منه الكثيرون التقاط الصور.
كما أشاروا إلى مساهماته الاجتماعية سواء في بناء المساجد أو علاج المرضى.
ومع تعلقه بقريته وبلدته في تلمسان، يواصل محرز الحديث عن عرز أبيه حب الجزائر في قلبه. وقال في حوار مؤخرًا مع قناة "الكأس" التلفزيونية "الجزائر هي البلد الذي يخفق له قلبي".
وتابع "كنت أحيانا أقضي شهرين في قرية بني سنوس مع العائلة وكنا نقاسمهم نفس الظروف... كنت أنام على الأرض وأتناول الطعام الجزائري وهذا ماغرز في قلبي حب الجزائر".
فيديو قد يعجبك: