فسحة حنين مع والدها في محيط الاستاد: "بنتي الوحيدة ومرفضلهاش طلب"

كتب وتصوير - عبدالله عويس:
على بعد خطوات من أحد مداخل ستاد القاهرة، كانت أصوات "الفوفوزيلا" تدهش "حنين"، ذات الـ5 أعوام، وتجذب أعلام مصر بين أيادي المشجعين عينيها. تجري أحياناً وتتوقف أخرى، ثم تجلس في أحضان والدها ذو الـ65 عامًا قليلاً، بعدما دفعته للخروج من المنزل الذي يقع في محيط الاستاد لمتابعة المشجعين.

قبل أيام من انطلاق كأس الأمم الأفريقية، كانت الأجواء حول الاستاد هادئة، لا صخب ولا زحام، غير أن انطلاق المباريات غير الوضع، وهو ما رأته حنيناً مدهشًا يستحق المتابعة على الأرض لا من الشرفة، ولأنها ابنة وحيدة، لم يستطع الأب رفض طلبها، وصار يلاعبها في الشارع بكل ما أوتي من محبة: "حنين قالتلي عايزة أتفرج على الناس في الشارع، نزلت معاها وجبتلها علم وفهمتها اللي بيحصل" يحكي سمير أحمد، وهو يمسك العلم من يد طفلته ويشير لها بطريقة التلويح الصحيحة، لتتمكن من تقليده: "طالما هيا مبسوطة أنا مبسوط".

يعيش الرجل في مدينة نصر منذ زمن طويل، وانتقل إلى ذلك المنزل منذ 10 سنوات فحسب: "المكان هنا شبه الصحراء فلما الكأس بدأت مبارياته اتبسطت ونزلت بحنين". غربت الشمس وقلت أعداد الباعة، فيما بقي رجال الأمن وبعض المشجعين، وكانت الطفلة تشاركهم الهتاف أحياناً قبل مباراة مصر والكونغو، ضمن مباريات الجولة الثانية من دوري المجموعات في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019 والتي تستضيفه مصر للمرة الخامسة: "قلت لبابا لازم أنزل، وقعدت ألعب هنا وأتفرج على الناس". يمنحها الأب قبلها ثم يربت على ظهرها قبل أن يخبرها أنها أجمل طفلة في الدنيا.

لوقوع منزل الرجل قرب الاستاد، فإن الخروج مع ابنته الوحيدة وسط الجماهير فسحة مختلفة لها: "عشان جاية متأخر وأول وآخر العنقود فطلباتها مجابة". لم يشتر الرجل تذكرة ولم يحاول حتى الأمر، يرى سعرها مرتفعا بعض الشيء، ويرى أن متابعة المباريات من الخارج أفضل له.