بعد اختفاء شبح كورونا.. ماذا حدث داخل مساجد نيويورك في رمضان؟ (صور وفيديو)

كتب- محمد مهدي:

تصوير: نصر جاكسون

لا ينسى إمام محمد، خطيب مسجد مصعب أبو عميرة في نيويورك، الأيام الصعبة التي عايشها خلال أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد في العالم والولايات المتحدة الأمريكية "كانت المساجد فارغة وكنا نصلي نحن الآمة فقط" لذلك يشعر بأن رمضان هذا العام شهد انفراجة كبيرة بعودة المصلين إلى الجوامع بكثرة بعد تخطي الوباء بصورة كبيرة.

ومن أجل استعادة أجواء رمضان المبهجة كان لابد من إجراء استعدادات خاصة لاستقبال المصلين من جديد "تم عمل خطة متكاملة لشهر رمضان تتكون من عدة محاور، أبرزها المحور التعبدي من خلال صلاة التراويح وقراءة الأذكار والأدعية" فضلا عن 3 محاضرات يومية دينية وعدد من مسابقات حفظ القرآن الكريم "هذا العام اخترنا حفظ سور مريم".

ويتوافد أعداد كبيرة من المصلين على مسجد مصعب أبوعميرة في نيويورك "الآلاف يتوافدون على المكان لأن مسجدنا قديم في المنطقة ومر عليه كوكبة كبيرة من العلماء في السنوات السابقة وله رونق خاص في رمضان" حيث تمتلئ طوابق المبنى جميعها بالمصلين من الرجال والنساء "يتضاعف العدد في ليلة القدر وفي أيام الجمعة، من المسلمين العرب وغيرهم، لأننا نرحب بجميع الجنسيات".

يتفق رياض علي، إمام وخطيب مسجد بيت المقدس في تغير الأحوال بعد زوال تفشي فيروس كورونا وانخفاض أعداد المصابين وهو ساهم في عودة الطقوس والعادات التي كانت تحدث قديما داخل المكان في رمضان "أعمل هنا منذ 15 عاما وخلال شهر رمضان يكون للمسجد شآن آخر" وفي العام الجاري تحديدا تم وضع برنامج عمل متنوع لإرضاء حاجة المصلين إلى التقرب أكثر من العبادات في الشهر الكريم.

"نفتح أبواب المسجد في العاشرة صباحا لنستقبل المصلين على مدار اليوم في كافة الصلوات" على أن يكون هناك تجهيزات خاصة بصلاة العشاء ثم التراويح "لأنهم بيشهدوا أكبر تجمع من أبناء الجالية الإسلامية والعربية والمصرية في المنطقة" ويتم تكثيف البرنامج الدعوي، بحسب إمام وخطيب مسجد بيت المقدس لإضفاء مزيد من الأجواء الروحانية خلال الأيام المباركة.

ويوضح علي أن هناك دروس دينية يومية قبل صلاة العشاء في رمضان فضلا عن خاطر يقرأها المسؤول عن المسجد في صلاة الفجر "وقراءة القرآن بعد صلاة العصر حتى يتمكن الجميع من الانتهاء من الخاتمة في نهاية الشهر" ومن أفضل الأوقات هو توافد العشرات على المسجد قبل صلاة الفجر وتناول السحور في جماعة "ثم نصلي معا لإيقاظ الهمم وتحصيل الثواب والأجر سويا".

ولم يكن مسعود العجمي، إمام وخطيب المركز الإسلامي في بريدج، يتمكن أثناء فترة انتشار الوباء توزيع وجبات الإفطار بصورة ثابتة نظرا لأعداد الإصابة الكبيرة التي جرت في هذا التوقيت، لكن لديهم الحرص الآن على نشر الأطعمة في أيام ثابتة "لكن خارج المسجد مع اتخاذ كافة التدابير الاحترازية للحفاظ على صحة الجميع".

ويؤكد العجمي على خصوصية شهر رمضان في أمريكا، وعلى اهتمام المسؤولين عن المراكز الإسلامية في توفير كافة سبل الراحة لأبناء الجالية الإسلامية وكافة الجنسيات الآخرى "وتوفير أيضا خطاب أقرب للغة الشباب في تناول الموضوعات الدينية" واستضافة عدد من الضيوف المتخصصين لإلقاء بعض المحاضرات أثناء الصلوات الخمسة منوها إلى سعادته بازدحام المسجد بالمصلين.