بين جمل حوارية وكوميكس.. مشاهد من مسلسلات رمضان لاقت رواجا على مواقع التواصل

كتب- عبدالله عويس:

أمام عدد كبير من الأعمال الدرامية في الماراثون الرمضاني، كان باسم محمد، ينوي أن يتابع عملا واحدا، غير أن ما تفرزه مواقع التواصل الاجتماعي، من أحاديث حول بعض الأعمال، بما تنطوي من "كوميكس، وميمز، وجمل حوارية" كان سببا في متابعة الشاب لمسلسلين، وخلال رمضان الجاري، كانت هذه الأمور كثيرة، منذ ظهور برومو بعض الأعمال وحتى عرضها.

في مسلسل "الكبير أوي 6" كان لشخصية "مربوحة" التي تجسدها الفنانة رحمة أحمد فرج، أن تخطف الأنظار، بعد زواجها من الكبير "أحمد مكي" لرعاية طفلية، متصدرة "الترند" بعد الحلقة الخامسة، لتكون محط أنظار المتابعين بعد تلك الحلقة، وترفع من أسهم معدلات مشاهدات المسلسل.

"أنا كنت بتفرج على مسلسل الاختيار، لكن لقيت مشاهد بتضحك في مسلسل الكبير أوي، فقلت ليه متفرجش عليه، ويبقى مسلسلين في رمضان، ولقيت كل صحابي على فيسبوك بيتكلموا عنه فاتحمست"، يحكي باسم الذي بات يتابع مسلسلا جديدا مع مرور أول أسبوع من رمضان.

لافتا إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي، ونقاشات المستخدمين حول المشاهد المختلفة، سبب الأمر.

وظهرت الممثلة الشابة رحمة أحمد، في شخصية مربوحة، وهي ترتدي عدة ملابس، منها ما هو خاص بالطالبات، ومنها وما له علاقة بالممرضات، على أن الزي الأبرز كان الذي يضم لمبات وإضاءات كهربائية، سرعان ما تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي واصفين إياها بـ"المرأة الكهربائية".

وكان هذا أول ظهور درامي لها، وقد سبق لها المشاركة في برنامج "أمين وشركاه" مع الفنان أحمد أمين، وكان ظهورها مميزا ولافتا وخاطفا للمتابعين.

الفنان أحمد أمين ذاته، كان رائجا على مواقع التواصل، في دوره بمسلسل "جزيرة غمام"، الذي كتبه المؤلف عبدالرحيم كمال، ولاقت بعض المشاهد استحسان المشاهدين، ناقلين نص حديث الفنان المصري، من خلال شخصية "عرفات" الذي يأتي في صورة شخص محبوب، يتودد له الأطفال، ويخشاه أصحاب السلطة، ويسعى في مصالح الناس.

يقول عرفات في أحد المشاهد والتي لاقت استحسان المشاهدين، "كل اللي أعرفه إن اللي يحب ربنا، ربنا يحبه، وإن فلوس الجامع الفقير أولى بيها. وإن القلب له وضوء زي ما فيه وضوء للإيدين والرأس والرجلين، وإن اللي ينفع الناس هو اللي يخدمهم ويكون تحتيهم مش فوقيهم، وإن اللي ما عايزش تدوله، واللي عايز ويطلب بعدوه، وإن اللي ينصح بالفقر وهو غني يبقى شيطان، واللي شاغل نفسه بمين قعد مع مين ومين قال إيه ومين لبس إيه يبقى ناقص أدب".

وإلى جانب المشاهد والحوارات الجاذبة، تنتشر الإيفيهات كذلك في رمضان، وتتحول إلى "ميمز" على مواقع التواصل الاجتماعي، مثلما حدث مع مسلسل "فاتن أمل حربي" السيدة التي تخوض معركة للحفاظ على حقوقها، وتتجه لبعض المشايخ لسؤالهم عن أمور دينية، وهو مشهد تحول مع الوقت إلى مادة ساخرة.

"مطلعش إخوان يا مكاوي" ظهرت العبارة في برومو مسلسل الاختيار في الجزء الثالث، على لسان مواطن شارك في ثورة 30 يونيو، بعدما ردد الإخوان أكاذيب بشأن انتماء وزير الدفاع المصري آنذاك عبدالفتاح السيسي لجماعة الإخوان. وهو مقطع تم تداوله بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي مع عرض المشهد، وعرض البرومو أيضا. كما أن تسريبات المسلسل لأحاديث قادة الإخوان، كانت محل حديث واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، كاشفة أمورا لم يكن يعرف البعض حقيقتها.

وفي جملة كوميدية تعكس رؤية الفنانة فيفي عبده بالشخصية التي تجسدها في مسلسل "شغل عالي" في الرجال، حين قالت "كل الرجالة في الأول تامر حسني وبعدين يقلبوا تامر عاشور". وقصة المسلسل تدور حول صديقتين، يتعرضان لمواقف كوميدية، في سبيل محاولات لهما لأخذ حقوقهما من الرجال، الذين يتعرضون للأخريات بالتحرش أو المضايقات أو العنف. على أن الجملة منذ ظهرت في البرومو وهي محل تداول على مواقع التواصل الاجتماعي.

يحدث ذلك على مدار شهر رمضان الكريم، حين تزدحم مواقع التواصل الاجتماعي، بما يعد انطباعات عن أعمال درامية، تعرض في كل أيام الموسم الرمضاني. وما بين أفكار شخصية، وبين ترويج مسبوق الدفع أو غيره للعمل، تتعدد أشكال المنشورات، بين "كوميكس، وفيديوهات، وجمل حوارية".

على أن هذه العادة ملازمة لكل رمضان، منذ ظهرت مواقع التواصل الاجتماعي، يشاهد الناس عملا مميزا، فيتحدثون عنه، وقد يصبح المشهد أو تلك الحلقة من المسلسل "تريند" تظهر في قوائم الأكثر مشاهدة، أو الأكثر متابعة، بما يمنح العمل أفضلية في الظهور على محركات البحث، إجابة على فضول البعض عن المشهد أو العمل.

وتلجأ الشركات المنتجة للمسلسلات، والقنوات العارضة لها، لتصميم "كوميكس" سواء كان المشهد كوميديا أو عنيفا، إنسانيا، أو كئيبا، بما يضمن انتشارا أكبر للعمل، محققا تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي خلال أيام رمضان. يقول محمود علي، وهو أحد المواطنين الذين يتابعون ثلاثة مسلسلات في الموسم الرمضاني الحالي، إن ما تخلقه مواقع التواصل من زخم حول المسلسلات والمشاهد، قد يكون مفيدا لمن يحب أن يعرف رأي الناس أولا في عمل ما، قبل متابعته، معتبرا نفسه أحد هؤلاء: "أنا بشوف السوشيال ميديا خلال أول أسبوع بتتكلم عن إيه حلو وببدأ أتابعه حتى لو بأثر رجعي".