لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الثقافة في عهد "كورونا".. مترجمة إيطالية تشارك في المبادرة المصرية للقراءة

01:33 م الخميس 30 أبريل 2020

مترجمة إيطالية تشارك في المبادرة المصرية للقراءة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

قبل حوالي 3 أسابيع، جلست ماريانا ماسّا أمام شاشة الكمبيوتر، تقرأ من رواية "السايكلوب" للكاتب إبراهيم عبد المجيد، يتابعها العشرات عبر موقع يوتيوب، تُشاركهم بضعة صفحات من الكتاب، تكسر حاجز العُزلة التي يعيشها كثيرون في ظل حظر التجوال والتباعد الاجتماعي، فيما تسعد المترجمة الإيطالية بالمشاركة في مبادرة وزارة الثقافة المصرية.

"الثقافة بين إيديك" هي المبادرة التي أطلقتها الوزارة قبل حوالي شهر ونصف، لتشجيع المواطنين على البقاء في المنزل ومتابعة حفلات وندوات ومحاضرات مختلفة، ضمن تلك المبادرة كان برنامج "اقرأ معنا"، الذي تستعين فيه الوزارة بكُتاب ومترجمين من جنسيات مختلفة للقراءة من نصوص متنوعة "رشحني الأستاذ وائل فاروق للمشاركة" تقول ماريانا.

لم يكن النص من اختيار المترجمة الإيطالية المقيمة بمصر "تواصلنا مع الكاتب إبراهيم عبدالمجيد وهو اختار الرواية.. والحقيقة أن كل أعماله ممتعة بالنسبة لي".

منذ حوالي 10 سنوات تستقر ماريانا بمصر. درست صاحبة الـ37 عاما اللغة العربية بمدينة ليتشة الإيطالية ثم استكملت دراستها في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، دائما ما كانت اللغة العربية "صعبة وبعيدة.. حتى إننا في الإيطالية عندما نريد أن نقول على شيء صعب نُشبهه بالعربية"، حينما تبحرت المترجمة "اكتشفت إنها ممتعة جدا على قدر تعقيدها".

كان التعاون في برنامج "اقرأ معنا" هو الأول لماريانا مع الوزارة، تدربت على النص لحوالي ساعة ونصف قبل أن تُرسل الفيديو الأخير، تلقت ردود فعل جيدة على مشاركتها، كما طالبها أحد المتابعين بالقراءة بعربية فصيحة "لكن دي كانت لغة الرواية وأنا كنت أقرأ بالعامية المثقفة".

تستقر ماريانا في القاهرة منذ 2013، تزوجت وأنجبت هنا، وكان الذهاب لإيطاليا أمرا حتميا في كل صيف لزيارة والديها وأشقائها، لكنها لم تذهب ذلك العام بسبب إغلاق الحدود بعد تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) الذي أصاب ما يزيد عن 3 ملايين شخصا حول العالم.

"أفتقد عائلتي كثيرا.. تواصلي الآن معهم يحدث عبر شاشة الكمبيوتر"، تحاول المترجمة الثلاثينية تقريب المسافات، تتبادل معهم الأحاديث "وعملنا عيد ميلادي معاهم من فترة على الإنترنت"، لا تفتقد ماريانّا عائلتها فقط بل مدينتها ليتشة التي وُلدت فيها "والبحر والأكل الإيطالي.. مفيش حد عايش برة إيطاليا مش بيوحشه الأكل بتاعنا".

ص

تعمل ماريانا مترجمة حُرة للأفلام والنصوص المكتوبة، اعتادت على البقاء في المنزل لأيام طويلة، لذا لم يؤثر العزل الحالي على أسلوب حياتها، لا تشعر بالملل ككثيرين، بل تضحك قائلة "انا عايزة اليوم يكون 50 ساعة عشان ألحق أخلص الشغل وحاجات البيت"، فمع مكوث أبنائها في المنزل بات العبء أكبر.

مع بداية تفشي فيروس كورونا المستجد في مصر، ظنّت ماريانا أن عملها لن يتأثر "بحكم إني مش بنزل وشغلي أونلاين"، لكن مع قرارات إيقاف التجمعات "اتلغت كل المؤتمرات اللي كنت هشارك فيها كمترجمة فورية"، أثر ذلك عليها بالسلب، ليس بسبب العمل فقط "لكن كمان هي فرصة لأي مترجم إنه يقوي لغته وتحدي كبير".

يمر يوم المترجمة الإيطالية مليئا بالقراءة والمذاكرة ومتابعة الجديد في المهنة ورعاية الأسرة والاطمئنان على الأهل، مازالت تتمنى أن ينتهي الوباء الحالي وتُفتح الحدود في الصيف "يمكن وقتها أقدر أسافر أشوف عيلتي"، وحتى ذلك الحين تتمسك الأم ببرنامجها اليومي، ولا تغفل مطالعة الروايات العربية لكتابها المفضلين "زي توفيق الحكيم وإبراهيم أصلان ويحيي الطاهر عبدالله".

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك: