حدث في 5 رمضان: مولد "صقر قريش" مؤسس مسجد قرطبة الكبير

كتبت – سارة عبد الخالق:

في مثل هذا اليوم الموافق الخامس من رمضان من عام 113 هـ، ولد الخليفة الأموي "عبد الرحمن الداخل" الملقب بـ (صقر قريش)، والمعروف أيضا بلقب "عبد الرحمن الأول" مؤسس الدولة الأموية في الأندلس.

هو أبو المطرف عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك الأموي القرشي، ولد في خلافة جده "هشام بن عبد الملك" ، توفى أبيه وهو شابا، ونشأ في بيت الخلافة الأموي بدمشق حيث كفله وإخوته جده هشام، امتاز عبد الرحمن الداخل برجاحة عقله وشجاعته وعدله، كما كان شاعرا فصيحا.

وبعد سقوط الدولة الأموية في دمشق عام 132 هـ، وإقامة العباسيين دولتهم على أنقاض الدولة الأموية وملاحقة العباسيين لأمراء بني أمية وقاموا بقتل بعضهم، فر عبد الرحمن الداخل من بطش العباسيين ساعيا لتأسيس دولة إسلامية قوية في الأندلس، وانتقل بين عدة بلاد حيث مر بفلسطين ومصر وإفريقيا ووصل برقة ثم ذهب إلى طرابلس فالقيراون والمغرب الأقصى ، حتى وصل إلى الأندلس.

وبالفعل تمكن من دخول الأندلس بعد أن تمكن من تجهيز جيش قوي، وانقاذها من حالة الدمار والفوضى التي كانت تعيشها، وتمكن من إعادة الإسلام إلى مكانته في الأندلس، واستطاع أن ينفصل بدولته عن المشرق الإسلامي، وقام بإصلاح أمور البلاد الداخلية وبحفظ الأمن فيها، واهتم بالعلم والدين ورفع مكانة العلماء فيها، واهتم ببناء المساجد ومن أهمها : (مسجد قرطبة الكبير)، كما أنشأ دارا لسك النقود وتعتبر الأولى من نوعها في الأندلس.

وبذلك.. استطاع عبد الرحمن الداخل أن يؤسس الدولة الأموية في الأندلس عام 138 هـ بعد أن فر من الشام في رحلة طويلة دامت لمدة 6 سنوات انتقل فيها بين البلاد ليستقر بالأندلس، وأصبح بعد دخوله الأندلس أول أموي يدخل الأندلس حاكما، ويرجع إليه الفضل في تأسيس هذه الدولة العريقة التي ظلت لقرون عديدة منارة للعلم والعلماء.