هل صلى النبي القيام في المسجد.. أم أن أول جماعة كانت في عهد "عمر"؟
كتب- محمد قادوس:
ورد إلى الصفحة الرسمية لمركز البحوث الإسلامية "فيسبوك" سؤال يقول: هل سيدنا رسول الله ﷺ كان يصلي القيام في جماعة في رمضان أم أن أول جماعة كانت في عهد سيدنا عمر؟، وجاءت الإجابة على النحو التالي:
الصحيحُ أن رسول الله ﷺ أولُ من فعل ذلك؛ حيث صلى صلاة التراويح جماعة بأصحابه ثلاث ليال، ثم تركها مخافة أن تُفرض عليهم؛ رحمة منه وشفقة بأمته، فقد روي عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد، وصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا فاجتمع أكثر منهم ، فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله ﷺ فصلى فصلوا بصلاته ، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله، حتى خرج لصلاة الصبح ، فلما قضي الفجر أقبل فتشهد ثم قال: أما بعد، فإنه لم يَخْفَ علي مكانكم، ولكني خشيت أن تُفترض عليكم فتعجزوا عنها، فتوفي رسول الله ﷺ والأمر على ذلك .
والصحيح من الروايات تشير أيضاً إلى أن رسول الله ﷺ صلاها في آخر حياته ؛ لأنه لم يرد أنه صلاها ولا وقع سؤال عنها بعد ذلك، كما أنها تشير إلي أنه ابتدأ صلاتها ليلة ثلاث وعشرين من رمضان والصحيح من الروايات تشير أيضاً إلي أنه لما زالت العلة التي من أجلها ترك رسول الله ﷺ صلاتها في جماعة وهي الخوف من فرضيتها وذلك بوفاته ﷺ وانقطاع الوحي، أحيا عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذه السُنًة، وقام بجمع الناس علي قارئ واحد وهو أُبي بن كعب رضي الله عنه يصلي بهم، وقال حينما رآهم صفا واحدا وأمة واحدة غير متفرقة: نعمم البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون يريد صلاة آخر الليل أو التهجد، وكان الناس يقومون أوله، وكان ذلك سنة 14هـ في بداية خلافته رضي الله عنه ووافقه على ذلك المهاجرون والأنصار فصار إجماعًا.
ولذا نرى أبا يوسف حينما سأل أبا حنيفة عن التراويح وما فعله عمر، قال له أبو حنيفة: التراويح سنة مؤكدة، ولم يتخرص عمر من تلقاء نفسه، أي: لم يفعله عمر بظن غير صحيح أو كذب، ولم يكن فيه مبتدعا، ولم يأمر به إلا عن أصل لديه وعهد من رسول الله ﷺ وصار على ذلك عثمان وعلي ومن أتى بعدهم إلى يومنا هذا.
فيديو قد يعجبك: