لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عاصم عبد القادر يشرح الفرق بين الرؤيا والحلم والكابوس

12:27 م الأربعاء 20 مارس 2024

الدكتور عاصم عبد القادر، الأستاذ بجامعة الأزهر الش

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب-محمد قادوس:

شرح الدكتور عاصم عبد القادر، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، الفرق بين الرؤيا والحلم والكابوس.

وأوضح الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، فى تصريحات خاصة لمصراوى، أن الرؤيا بمعنى الرؤية، إلا الرؤيا مختصة بما كان منها في المنام دون اليقظة، قال ابن الأنباري: ولا فرق بين أن يقول القائل: رأيت فلانًا رؤية، ورأيته رؤيا، إِلا أن الرؤية يقلُّ استعمالها في المنام، والرؤيا يكثر استعمالها في المنام، ويجوز كل واحد منهما في المعنيين.

وفند أقسام ما يراه النائم، لافت الى ان سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ما يراه إلى ثلاثة أقسام، وذلك فيما أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ: فَرُؤْيَا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنَ اللهِ، وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ، فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ، وَلَا يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ". وعن ابن مسعود، والرؤيا ثلاثة: الهم يهم به الرجل من النهار فيراه في الليل، وحضور الشيطان، والرؤيا التي هي الرؤيا الصادقة.

واشار الى ان الرؤيا: هي ما يراه النائم من الأمور الطيبة المحببة للنفس، وهي مِن الله تعالى، وهي من إكرام الله تعالى لعبده فهي إما بشارة خير وإما تحذير من شرٍّ، والرؤيا الصادقة حالة يكرم الله بها بعض أصفيائه الذين زكت نفوسهم فتتصل نفوسهم بتعلقات من علم الله فتنكشف بها الأشياء المغيبة بالزمان قبل وقوعها، أو المغيبة بالمكان قبل اطلاع الناس عليها اطلاعا عاديا، وإنما اختصت الرؤى الصادقة بالصالحين؛ لأن الاعتياد على الأعمال الصالحة شاغل للنفس عن السيئات، ولأن الأعمال الصالحات ارتقاءات وكمالات فهي معينة لجوهر النفس على الاتصال بعالمها الذي خلقت فيه وأنزلت منه، وبعكس ذلك الأعمال السيئة تبعدها عن مألوفاتها وتبلدها وتذبذبها كما يقول أحد المفسرين.

أمّا الحُـلم، فاوضح انه هو ما يراه النائم مِن الأمور المكروهة، وهو من الشيطان، يريد أن يسلب من الإنسان صفوه وسعادته واستقراره وهدوءه مما يوقعه في الاضطراب ويشغل به فكره ويصرفه عما هو فيه، أما الرؤيا التي تشتمل على البشرى والسعادة والفرح فهي رؤيا من الله تعالى إكراما لعبده.

وتابع "بين النبي صلى الله عليه وسلم الفرق بين الرؤيا والحُلْم فيما رواه أبو قتادة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الرُّؤيا من الله، والحُلْم من الشَّيطان فإذا رأى أحدُكم الشيءَ يكرَهه فلْينفُثْ عن يساره ثلاث مرَّات إذا استيقَظ، ولْيتعوَّذْ بالله من شَرِّها، فإنَّها لن تضُرَّه إن شاء الله".

أما الكابوس: فهو أن يتخيل الإنسان أثناء النوم خيالا كأن إنسانا ثقيلًا قد وقع عليه ويضغطه ويعصره ويأخذ بأنفاسه ويمنعه الحركة، وقد يكون بسبب إكثار من أكل دسم، أو إرهاق، أو بذل مجهود، أو هم أصابه، أو مشكلة وقع فيها، وعلى ذلك فالرؤيا من الله والحلم من الشيطان، والكابوس من النفس.

وأَمَّا حديث النفس، فقال إنه هو عبارة عن المخاوف والأحداث التي يمر بها الإنسان في اليقظة، أو في نومه بأن يُعيد العقل الباطن عرضها مرة أخرى أثناء النوم، وهو ما يسمى بـ"أضغاث أحلام".

وتابع ان علامة الرؤيا التي هي من الله تعالى أن يقع الشيء مصدقا لما رآه في نومه، أما الحلم الذي هو من الشيطان، فإنه يخيل للنائم رؤية أشياء مقلقة ومزعجة، لحرصه دائما على بث ما يزعج الإنسان ويقلقه، وهذا ما حكاه القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾.

وعن ما الذي يجب فعله إذا رأى الإنسان شيئا في نومه؟، قال وقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أدب رفيع وهو أن يحمدَ الإنسان ربَّه إذا رأى ما يسره، بوصفها نعمة أنعم بها عليه، وليخبر بها غيره، ممن يفرح لفرحه ويسعد لسلامته، والعلة في ذكرها لمن يحب دون غيره كما يقول ابن حجر: أنه إذا حدَّث بالرؤيا الحَسَنة مَن لا يحب قد يُفسِّرها له بما لا يُحَب، إما بُغْضًا وإمَّا حَسَدًا، فقد تقع على تلك الصفة، أو يتعجَّل لنفسه مِن ذلك حُزْنا ونَكَدًا.

أما إذا رأى ما يكره، قال: فقد دلت الأحاديث النبوية أن عليه أن ينْفث عن يساره ثلاث مرَّات، في إشارة واضحة على وجوب عدم الالتفات إلى ما رأى، وأن يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وألا يخبر أحدا بما رأى في نومه، حتى لا يؤثر في نفسه وفيمن حوله بنشر السلبيات التي تدعو للاكتئاب، فالمسلم إيجابي ناشر للبهجة وما يفرح الناس ويدخل السرور على قلوبهم، ثم عليه أن ينهض من نومه ويتوضأ ثم يدخل في حضرة الله تعالى مُصليا، فإنها لا تضره -بإذن الله-، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأى أحدُكم رؤيا يُحبُّها، فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها، وليحدّثْ بها، وإذا رأى غيرَ ذلك مما يكرهُ، فإنما هي من الشيطانِ، فليستعذْ من شرِّها، ولا يذكرْها لأحدٍ، فإنها لا تضرُّه".

ووشدد على ان إذا أصاب الإنسان ما يزعجه فعليه أن يهدأ وأن يعلم أنه من الشيطان وأنه مهما بلغ فهو ضعيف، وقد وصف الله كيده فقال: "إنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا" كما يجب عليه أن يتأسى بفعل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أبي سلمة قال: إن كنت لأرى الرؤيا تمرضني فلقيت أبا قتادة فقال: وأنا كنت لأرى الرؤيا فتمرضني، حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الرؤيا الصالحة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث بها إلا من يحب، وإن رأى ما يكره فليتفل عن يساره ثلاثا، وليتعوذ بالله من شر الشيطان وشرها، ولا يحدث بها أحدا فإنها لن تضره، وعلى الإنسان أن ينام طاهرا متوضأ، وأن يقرأ آية الكرسي، فقد جاء في الحديث: "إذَا أوَيْتَ إلى فراشك فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ، لن يَزَالَ عَلَيك مِنَ اللَّهِ حافظ، ولَا يقربك شيطَانٌ حتَّى تصبح" فهي تحفظ العبد أثناء نومه من الشياطين حتى يصبح، وآية الكرسي هي قوله تعالى: "اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ"

كما يجب عليه أن يحافظ على ما أرشدنا إليه حضرة النبي صلى الله عليه من صلاة ركعتين قبل النوم وقراءة سورة "قل هو الله أحد" و"المعوذتين" في يده ويمسح بهما ما استطاع من جسده، فعن عائشة أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانَ إذا أوَى إلى فِراشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَع كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِما، فَقَرَأَ فِيهِما: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، ثُمَّ يَمْسَحُ بهِما ما اسْتَطاعَ مِن جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بهِما علَى رَأْسِهِ ووَجْهِهِ وما أقْبَلَ مِن جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذلكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ".

كما كان من هدي النبي إذا آوى إلى فراشه نامَ علَى شِقِّهِ الأيْمَنِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ أسْلَمْتُ نَفْسِي إلَيْكَ، ووَجَّهْتُ وجْهِي إلَيْكَ، وفَوَّضْتُ أمْرِي إلَيْكَ، وأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إلَيْكَ، رَغْبَةً ورَهْبَةً إلَيْكَ، لا مَلْجَأَ ولا مَنْجا مِنْكَ إلَّا إلَيْكَ، آمَنْتُ بكِتابِكَ الذي أنْزَلْتَ، وبِنَبِيِّكَ الذي أرْسَلْتَ وقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن قالَهُنَّ ثُمَّ ماتَ تَحْتَ لَيْلَتِهِ ماتَ علَى الفِطْرَةِ.

وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح البخاري: اللَّهُمَّ أسْلَمْتُ نَفْسِي إلَيْكَ، ووَجَّهْتُ وجْهِي إلَيْكَ، وفَوَّضْتُ أمْرِي إلَيْكَ، وأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إلَيْكَ، رَغْبَةً ورَهْبَةً إلَيْكَ، لا مَلْجَأَ ولا مَنْجا مِنْكَ إلَّا إلَيْكَ، آمَنْتُ بكِتابِكَ الذي أنْزَلْتَ، وبِنَبِيِّكَ الذي أرْسَلْتَ، فإنَّكَ إنْ مُتَّ في لَيْلَتِكَ مُتَّ علَى الفِطْرَةِ، وإنْ أصْبَحْتَ أصَبْتَ أجْرًا.

واكد على المسلم أن يتوجه إلى الله بمثل ما توجه به النبي صلى الله عليه وسلم مع يقينه أن الله تعالى وحده هو الحافظ الذي يكشف الضر، وأن يعتقد أن الشيطان مهما بلغ من تأثير فإنه ضعيف، وأن الإنسان إذا حافظ على وضوئه وأوراده وأذكاره المأثورة عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في منعة من الشيطان.

اقرأ أيضاً

بالفيديو| أمين الفتوى يحذر من عادة يفعلها الكثيرون: تعطل عن العبادة

متعلقة بالنوم.. داعية أزهري يكشف عن سنة مهجورة عن سيدنا النبي (فيديو)

ما حكم صلاة التراويح في المنزل؟.. الإفتاء توضح

حسام موافي يوجه رسالة للمرضى في رمضان: اطعم مسكين وحافظ على نفسك

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك: