فيديو نادر| الشعراوي يجيب: هل يمكن أن يرى الإنسان الجن.. وماذا يفعل حينها؟
كتبت – آمال سامي:
"إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ" تحدث الشيخ الشعراوي عن حقيقة ظهور الجن للإنسان وكيف يتعامل معه في إطار تفسيره للآية السابقة، إذ أوضح أن كلمة "إنه" تعود على الشيطان، وأن من يراهم هم المكلفون، وقبيله تدل على جماعة أقلها ثلاثة من أجناس مختلفة، أو جماعة ينتسبون إلى أب وأم واحدة، ولكنه نبه على أن المراد هنا اختلف فيه العلماء، فقال بعضهم أنهم جنوده وذريته، ولكن هذا يعني أن الآية تضم أيضًا جنوده من البشر، وهو ما يتنافى مع معنى الآيات من أنهم يرونه ولا يراهم، فالقبيل هنا هو الذرية.
وقال الشعراوي إن هذا تغليظ لشدة الحذر لأن العدو الذي تراه تستطيع أن تدفع ضره ولكن العدو الذي يراك ولا تراه فعداوته وكيده أشد، "إذا تنبهوا من مداخل الشيطان من الخفاء لأنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم"، وأشار الشعراوي إلى تفسير العلماء لرؤية الجن لنا مع عدم رؤيتنا لهم وهو أننا مخلوقون من طينة وهي كثيفة وهم مخلوقون من نار وهي شفيفة، فالشفيف يستطيع أن ينفعل للكثيف ولكن العكس ليس صحيحا، وضرب مثالًا على ذلك بقوله إن جلس الإنسان وخلفه جدار وفيه حجرة أخرى وفيه تفاح وفواكه فلا يتعدى طعم التفاح من الفواكه إليه، ولكن إن كانت هناك نار مشتعلة خلف الجدار سيشعر الإنسان بحرارتها، ولذا فنفوذ الجني وشفافيته أكثر من شفافية الإنسان ومن هنا أخذ خفة حركته، وأكد الشعراوي أن معنى ذلك أن الشيطان لا يرى.
ثبت في الروايات رؤية البشر للشيطان.. فكيف ذلك؟
يقول الشعراوي إن الشيطان من نار والملائكة من نور، وكلاهما جنس خفي، والملك تنكر في إنسي وجاء لرسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين هذا جبريل جاء ليعلمكم شئون دينكم، فتمثل ببشر، "إذا حين نراه لا نراه على صورة جنيته ولكن على صورة تتفق مع جنسيتي أنا فيتمثل لي بشرًا أو أي شيء"، وروى الشعراوي حديثًا ثابتًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إِنَّ الشَّيْطَانَ عَرَضَ لِي فَشَدَّ عَلَيَّ لِيَقْطَعَ الصَّلَاةَ عَلَيَّ فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ ، فَذَعَتُّهُ وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أُوثِقَهُ إِلَى سَارِيَةٍ حَتَّى تُصْبِحُوا فَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَام: رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي، فَرَدَّهُ اللَّهُ خَاسِيًا".
لذا يقول الشعراوي إن الشيطان لا يرى إلا في صورة شيء آخر مادية، مؤكدًا أن نقاش العلماء في هذا الأمر يدل على حرصهم على فهم كتاب الله، فحين يقول تعالى إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم فهو يعني أن نؤمن أننا لن نراه، فنحن لا نراه بالفعل على صورته التي خلق بها ولكن نراه على المتشكل الجديد.
لكن يقول الشعراوي لو أن الجني يمكن له أن يتصور بصورة بشر أو حيوان أو نحوه، فيمنع هذا الوثوق من معرفة الأشخاص، وهو أمر ضروري لحركة الحياة والمجتمع، "فأنت لا تعطف على ابنك إلا لأنك تعلم أنه ابنك، ولا تثق في صديق إلا إذا تأكدت أنه صديق، ولا تأخذ العلم إلا عن عالم، فإن كان الشيطان يتمثل في صورة إنسان فسوف يشككه فيمن يقف أمامه"، فيقول الشعراوي إن كان بإمكانه ذلك فلم لا يتصور في صورة عالم ويقول كلاما مناقضًا لمنهج الله؟
لذا يقول الشعراوي إن تمثل الشيطان ليس تمثلًا استمراريًا ولكن تمثل الومضة، لأن الشيطان يعلم أنه لو تشكل في صورة مادية حكمته الصورة التي انتقل إليها، فإذا حكمته الصورة فإن أتى الإنسان بمسدس وضربه به لمات، "لذا الشيطان يخاف منا أكثر مما نخاف منه لأنه يعلم أنه إن تمثل سوف نعرفه ونتغلب عليه"، وقال الشعراوي إن الإنسان إذا رأى جنًا متمثلًا سيجد فيه شيئا مخالفًا، "يشوفه راجل برجل معزة.. وأيضًا ييجي ومضة ويختفي".
فيديو قد يعجبك: