شيخ الأزهر: "الإلهيات" أشرف العلوم ويجب على الإنسان أن يأخذ منه
كتب - محمود مصطفى:
قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن ثبوت صفة العلم لله لم ينكرها أحد من العلماء ولا يمكن لأن هذه قيمة فكرية مُسلم بها، والدليل على إثبات صفة العلم واضح جدًا فصنعته -سبحانه وتعالى- وما في صنعته من علوم دقيقة دليل واضح على علمه.
وأضاف فضيلته، خلال حديثه اليوم في الحلقة الثانية والعشرين ببرنامجه الرمضاني "حديث شيخ الأزهر"، أنه لو نظرنا إلى العالم العلوي أوالسفلي، سواء كواكب أو شمس أو غيرها من نظام الفلك، وإلى الأرض من الجبال والبحار والإنسان بأجهزته الدقيقة، فإن العقل بالضرورة يقول لا بد أن صانع هذه الأشياء عالم، لا بد أن يكون عالمًا بأكثر مما في هذه الأشياء من علوم، وهنا هو الاستدلال العقلي، فضلا عن الاستدلال من القرآن الكريم في قوله تعالى: "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير".
وفرق فضيلة الإمام الأكبر، بين العلم الإلهي وعلم المخلوق، قائلا: "نحن نعلم أن اسم العليم من الأسماء التي لا يختص بها الله سبحانه وتعالى مثل الله ومثل الرحمن كما تحدثنا، و إنما تطق إطلاقين، إطلاق حقيقي وإطلاق مجازي، تطلق على الله تعالى إطلاقا حقيقيًا، يعني عالم بالمعنى الحقيقي للعلم، وتطلق على العبد بالمعنى المجازي.
وأضاف أن المعنى الحقيقي هو العلم الإلهي له سبحانه وتعالى علمه قديم وأزلي فكما أن ذاته تعالى قديمة لا أول لها فعلمه قديم لم يسبقه جهل، فلا تفترض في العلم الإلهي أنه علم حادث، أوحدث بعد أن لم يكن، لأن هذا يستلزم الجهل، وهذا بخلاف الإنسان لأنه مولود جاهل، فدائما علوم الإنسان حادثة باستمرار.
وأوضح فضيلة الإمام الأكبر أن صفة العلم لله تعالى واحدة في ذاته، غير متغير وغير متعدد، فلا يتعدد بتعدد المعلومات، بخلاف الإنسان فعلمه يتعدد بتعدد المعلومات، إذا العلم الإلهي علم واحد محيط بجميع المخلوقات دفعة واحدة لا يتغير بتغير المعلوم بخلاف العلم البشري، فإنه يتغير بتغير المعلوم.
وأوضح فضيلة الإمام الأكبر، أن علم العبد نسميه علم مكتسب، يعني يكتسبه عن طريق المصادر، ولذلك لا يصح أن أقول مصادر علم الله، إنما أقول مصادر علم الإنسان، ومصادر المعرفة عند المسلمين كما قلنا الحس والعقل والوحي المعصوم، لأنه كثيرا ما يغرر بالشباب، ويراد أن يعتقد أن الحواس هي المصدر الوحيد الذي يمول الإنسان بالمعرفة.
وذكر فضيلة الإمام الأكبر، بأن حظ العبد من اسم الله العليم هو أنه إذا علم العبد أن الله تعالى يعلم كل شيء فعليه أن يفوض الأمر لله سبحانه وتعالى، وإذا علم الإنسان هذا اطمأن وكان لجوءه إلى الله سبحانه تعالى أو وقوفه دائما على هذا الباب، وليس على أبواب أخرى جاهلة والأمر الثاني هو أن يعلم الإنسان شرف العلم ويكتسب العلوم ويسعى للتعلم.
وأكد أن العلماء قالوا إن العلوم تتفاضل بتفاضل موضوعاتها، وإذا كانت العلوم تتفاضل وشرفها يتفاوت بشرف موضوعها، وكان هذا العلم علم الإلهيات موضوعه أشرف الموجودات فهذا العلم هو أشرف العلوم ويجب على الإنسان أن يأخذ منه بحظ قليل أو كثير، وهو ما يسمى بعلم أصول الدين، حتى أنه يقدمونه على علم أصول الفقه، لأن أصول الفقه تتعلق بالأحكام الفرعية كأحكام الوضوء والصلاة والزكاة وغيرها، أما أصول الدين تتعلق بأصول المسائل الفرعية وليس بالمسائل الفرعية.
فيديو قد يعجبك: