الحبيب الجفري: الكذب يورث ظلام القلب ويفقد المرء معونة الله

كتبت – آمال سامي:

في حلقات مقتطفة من كتابه "الإنسانية قبل التدين" للشيخ الحبيب علي الجفري، يرصد الداعية، في 30 حلقة قصيرة ومنفذة برسومات الكولاج المتحركة، كيف تكون الإنسانية قبل التدين في ظل الحاجة إلى منظومة قيم أعلى وقابلة للتطبيق، مؤكدا أن النقص في الإنسانية يتبعه حتما نقص في التدين.

تحدث الجفري، في الحلقة السادسة والعشرين، عن خطورة الكذب والتبرير له واستخدامه كسلاح مع من نختلف معه، فيقول الجفري إن من أسوأ ما نعاني منه في زمننا هو تغلغل علة الكذب الواضح والمغلف، ونخرها في سلوكياتنا ومفاهيمنا والأصعب هو استمرارنا في تبرير هذا الكذب وتقعيده وتأصيله وتزيينه وتهوينه، "وحتى أسلمته ولبرلته" حسب تعبيره، يقول الجفري إنك عندما تكذب على من تختلف معه فإنك تعترف بأنك فاقد للحجة، وهو ما يسيء إلى نفسك ويضر بالقضية التي تحملها، وعندما تحترف الكذب مع من تختلف معه فانك تخسر معونة الله، "فما فائدة ان يصدق الناس كذبك إذا كنت ستكتب عند الله كذاباً"، يتعجب الجفري مضيفًا أنه إذا سهل الكذب على المرء وتوقف ضميره عن القلق قبله واللوم بعده، فهو في خطر السقوط من عين الله، وعندما تبرر له نفسه بأنه ينصر الدين، فهو بذلك يشكك في مصداقيته، فالحق لا يمكن ان ينصر بالباطل، واختتم الجفري حديثه قائلًا: "عندما تكذب وتبرر بأن هناك من كذب عليك، وتظلم وتبرر الظلم بأنك قد ظلمت، فانتبه واحذر لأن الظلام يقرع أبواب قلبك، فيقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)".