قصص الأنبياء (22): إلياس عليه السلام.. وقصته مع الصنم "بعل" ومنع المطر عن قومه
كتب- إيهاب زكريا:
في حلقات يومية، وخلال شهر رمضان المبارك، يقدم مصراوي للقارئ الكريم قصص الأنبياء، استنادا لمصادر معتبرة في السيرة والتاريخ الإسلامي
وفي الحلقة الثانية والعشرين يقدم "مصراوي" قصة إلياس -عليه السلام- وهو نبي من أنبياء بني إسرائيل، وهو إلياس بن ياسين، من ولد هارون أخي موسى عليهم السلام، فقال سبحانه: {وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين} (الأنعام:85).
وجاء في تفسير السعدي لقوله تعالى: {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ* إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ* أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ* اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ* فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ* إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ* وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ* سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ* إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ}، [الصافات:123–132]، عن نبي الله إلياس أنه أرسل إلى قومه الذين كانوا يعبدون صنما اسمه بعل، فتوعدهم الله بالعذاب يوم القيامة.
عبادة قومه لصنم اسمه "بعل"
قال "البغوي" في تفسير لقوله تعالى، "أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ": (إذ قال لقومه ألا تتقون أتدعون)، أتعبدون (بعلا)، وهو اسم صنم لهم كانوا يعبدونه، ولذلك سميت مدينتهم: بعلبك. وقال مجاهد وعكرمة وقتادة: "البعل": الرب بلغة أهل اليمن، (وتذرون أحسن الخالقين) فلا تبعدونه.
وقال السعدي في تفسيره: يمدح تعالى عبده ورسوله، إلياس عليه الصلاة والسلام، بالنبوة والرسالة، والدعوة إلى اللّه، وأنه أمر قومه بالتقوى، وعبادة اللّه وحده، ونهاهم عن عبادتهم، صنمًا لهم يقال له "بعل"، وتركهم عبادة اللّه، الذي خلق الخلق، وأحسن خلقهم، ورباهم فأحسن تربيتهم، وأدرَّ عليهم النعم الظاهرة والباطنة، وأنكم كيف تركتم عبادة من هذا شأنه، إلى عبادة صنم، لا يضر، ولا ينفع، ولا يخلق، ولا يرزق، بل لا يأكل ولا يتكلم؟"، وهل هذا إلا من أعظم الضلال والسفه والغي؟".
تكذيب قومه له وإحضار الله لهم
وأضاف السعدي: {فَكَذَّبُوهُ} فيما دعاهم إليه، فلم ينقادوا له، قال اللّه متوعدا لهم: {فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ}، أي يوم القيامة في العذاب، ولم يذكر لهم عقوبة دنيوية، {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ}، أي: الذين أخلصهم اللّه، ومنَّ عليهم باتباع نبيهم، فإنهم غير محضرين في العذاب، وإنما لهم من اللّه جزيل الثواب، {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ} أي: على إلياس {أي الْآخِرِينَ}، ثناء حسنا، {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ}، أي: تحية من اللّه، ومن عباده عليه، {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ}، فأثنى اللّه عليه كما أثنى على إخوانه صلوات اللّه وسلامه عليهم أجمعين
منع المطر ثلاث سنين عن قومه
وروى "ابن كثير" عن وهب بن منبه في مختصره، أن الله سبحانه بعثه في بني إسرائيل بعد النبي حزقيل عليه السلام، وكانوا قد عبدوا صنماً يقال له: (بعل)، فدعاهم إلى الله، ونهاهم عن عبادة ما سواه. وكان قد آمن به ملكهم، ثم ارتد، واستمروا على ضلالتهم، ولم يؤمن به منهم أحد.
فدعا الله عليهم. فحبس عنهم المطر ثلاث سنين، ثم سألوه أن يكشف ذلك عنهم، ووعدوه الإيمان به، إن هم أصابهم المطر. فدعا الله لهم، فجاءهم الغيث، فاستمروا على أخبث ما كانوا عليه من الكفر، فسأل الله أن يقبضه إليه.
فيديو قد يعجبك: