لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

خواطر رمضانية مع الشيخ محمود الهواري.. الإخلاص (1)

03:18 م السبت 11 مايو 2019

د. محمود الهواري

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ محمد قادوس:

اختص الدكتور محمود الهواري، عضو المكتب الفني لوكيل الأزهر الشريف، مصراوي بالحديث عن خواطر إيمانية رمضانية، وفي الحلقة الأولى يتحدث الهواري وعن الخاطرة الأولى وهي "الإخلاص":

أوضح الهواري أن شهر رمضان شهر عجيب، يستخرج منَّا عبوديات متنوعة، ويتيح لنا ألوانا من التلذذ بهذه العبادات. ولا يدرك لذة هذه العبادات على الحقيقة إلا من حقَّق روحها، وسرها الأعظم، والذي عليه مدار قبولها، وهو: "الإخلاص".

وتابع فضيلته أن هذا الإخلاص يربينا عليه رمضان وعبادات رمضان؛ ولذلك ترى حديث رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» يربط بين الصوم وكونه لله، فالصائم يصوم إيمانا بالله واحتسابا للأجر منه، ولا يصوم لمعنى آخر.

وإن كان تاريخ البشرية حفل بمن قدَّم القرابين للأصنام والأوثان، وبمن سجد وركع بين يدي مخلوقات فانية، وبمن قدَّس غير مقدَّس؛ أن الصوم لم يكن أبدا لغير الله.

واضاف عضو المكتب الفني لوكيل الأزهر الشريف: لعل خصوصية الصوم تفهم من الإشارة الربانية المذكورة في الحديث القدسي الذي يقول فيه رب العالمين: « كلُّ عملِ ابن آدمَ له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به...» ولما كان الصوم لله وليس لغيره استحق من يقع صومه على هذا الوصف أن يكون عطاؤه من الكريم، فلم يذكر جزاء خاصا، وإنما ترك مجالا للخيال ليطوف حول كل جزاء يتوقعه، ليقرر بعدها أن عطاء الله أوسع من ذلك كله.

والخروج من رمضان بهذه الفائدة، وهذه العبادة الراقية هو المقصود الأعظم في عبادة الله عز وجل.

قال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ [البينة: 5].

وأكد الهواري أن الإخلاص: سرٌّ بين الله وبين العبد؛ لا يَعلمه مَلَك فيكتبه، ولا شيطان فيفسده، ولا هوًى فيميله.

والإخلاص: أن يقصد المسلم بقوله وعمله كلِّه وجهَ الله، وابتغاء مَرضاته، وحُسنَ مثوبته، من غير نَظر إلى مَغنم أو مظهر، أو جاهٍ أو لقب، أو تقدُّم أو تأخر، ولهذا كان محل نظر الملك الجليل سبحانه وتعالى قلوب عباده، يقول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الله لا يَنظُرُ إلى صوَركم وأَموالِكم، ولكنْ يَنظُرُ إلى قُلوبِكم وأَعمالِكم".

وهذه العبادة القلبية إذا لم تكن مقرونة بالعمل أيا كان العمل، فلا قيمة له ولا أجر لصاحبه.

قال الفضيل بن عياض في تفسير قوله تعالى: ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ [الملك: 2]: هو أخلَصه وأَصوبه، قالوا: يا أبا علي، ما أخلَصه وأصوَبه؟ فقال: إنَّ العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا، لم يُقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا، لم يُقبل؛ حتى يكون خالصًا صوابًا، الخالص: أن يكون لله، والصَّواب: أن يكون على السنَّة.

ووفي نهاية خاطرها الأولى بعنوان الإخلاص، قال الهواري: لعلنا نلمس أهمية الإخلاص في السؤال الذي سأله جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم، حين قال: «يَا رَسُولَ اللهِ مَا الإِحْسَانُ؟»، قَالَ: «الإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ» فهو روح العبادة وسر قبولها، نسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص في الأعمال وقبولها.

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك: