بالفيديو| بعد إعصار عمان الذي أخرج السحر.. هذا ما وجدوه في جبل عرفات
إعداد – سارة عبد الخالق:
حتى هذه البقعة الطاهرة التي يأتي إليها الناس من مشارق الأرض ومغاربها أثناء موسم الحج ليقفوا بين يدي الله يطلبون غفرانه ورحمته لم تسلم من بعض الأعمال الشريرة، فبعد إعصار "مكونو" الذي ضرب سلطنة عمان الشهر الماضي، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي وقتها لصور تظهر آثاراً لأعمال سحر وشعوذة، أعاد نشطاء على المواقع ذاتها الحديث عن أعمال سحر وشعوذة بجبل الرحمة في عرفات بالأراضي المقدسة بالسعودية.
ونشر بعض المستخدين صوراً وفيديوهات لمجموعة شباب كشافة سعوديون تطوعوا بتنظيف جبل عرفات المعروف بـ"جبل الرحمة" ليجدوا بعض الآثار الغريبة والتي يعتقد أنها لأعمال السحر، حيث وجدوا بقايا شعر آدمي "ضفيرة شعر لامرأة" وبعض الأحجية وأوراقاً مكتوباً فيها طلاسم، ومتعلقات شخصية كخواتم مستعملة وبعض التركيبات غريبة الشكل.
وجاءت التعليقات على "فيسبوك" رافضة هذا العمل منها: تعليق سما يطا البيارق (هم رايحين يحجوا ويعتمروا ويصلوا ويعبدوا الله ولايخربوا بيوت عالم وناس، حسبنا الله ونعم الوكيل)، وكتبت سلوى المهتدي : (يعني حد ربنا كرمه وراح يحج وقف على جبل عرفات يقوم يحط سحر في الجبل)، وقالت نيروز صبري: (حسبي الله ونعم الوكيل، سحر في جبل عرفات وفي رمضان)، في حين عبرت زينة البداوي على ذلك قائلة (حتى جبل عرفات ما سلم من السحر)، وقالت إيمان إبراهيم الحسين: (حسبنا الله ونعم الوكيل ، من شر النفاثات في العقد حتى بمكة، تنظيف جبل الرحمة بعرفة من الأسحار).
وفي سؤال ورد لفضيلة الدكتور نصر فريد واصل، مفتي الديار المصرية الأسبق، عن رأي الدين في السحر والسحرة نشر على الموقع الإلكتروني لصفحة دار الإفتاء المصرية، جاء رده كالتالي:
(ذَكر اللهُ السحرَ في أكثر من موضع في القرآن الكريم، كما ورد ذكره في السُنَّة المطهَّرة، وثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صنع له لبيدُ بن الأعصم سحرًا، يقول الله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} إلى قوله: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ} (البقرة: 102).
ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اجتنبوا السبع الموبقات» - رواه البخاري، وعَدَّ منها السحر، ولقد ذكر العلماء أن جمهور المسلمين على إثبات السِّحر، وأن له حقيقة كحقيقة غيره من الأشياء الثابتة، وكون السحر له حقيقة ثابتة لا يعني كونه مؤثرًا بذاته ولكن التأثير هو لله تعالى وحده؛ لقوله تعالى: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ}.
فقد نفى الله - عز وجل - عن السحر التأثير الذاتي ومفعوله، ونتيجته منوطة بإذن الله تعالى، ولا تتجاوز حقيقته حدودًا معينة، ولا يمكن أن يتوصل إلى قلب الحقائق وتبديل جواهر الأشياء.
ولقد وصف الله سحر سحرة فرعون بأنه تخييل في قوله تعالى: {فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} (طه: 66)؛ أي إن الحبال لم تنقلب في الحقيقة إلى ثعابين، وإنما خُيِّل ذلك للمشاهدين، ومن الآيات الكريمة نفهم أن الشياطين هم الذين يعلِّمون الناس السحر، وأن تعلم السحر ضارٌّ وليس بنافع، ويَحرُم على الإنسان أن يتعلم السِّحر أو الشعوذة لخداع الناس أو إضلالهم أو فتنتهم أو التأثير السيئ فيهم، كما يَحرُم على الإنسان أن يعتقد أن العراف أو المشعوذ أو الساحر هو الذي ينفعه أو يضره؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ كَاهِنًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» - رواه أبو داود والطبراني.
وبناء على ما ذُكر: فإنه يجب الاعتقاد بأن كل شيء بقضاء الله تعالى، ولا يقع في ملكه تعالى إلا ما يريده، فيجب الإيمان بأن الله فعال لما يريد، والنفع والضرر من عنده، وتفويض الأمر لله، والرضا بما قضى به، ولو كان ثمة من يوثَق به في رفع هذا المرض فلا بأس به.
والله سبحانه وتعالى أعلم).
فيديو قد يعجبك: