إعلان

تآخى مع مدينته قبل 13 قرنًا.. بالصور: "جامع القيروان" منارة الإسلام في بلاد المغرب

03:45 م الثلاثاء 05 يونيو 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هاني ضوه :

كان للفتوح العربية الإسلامية لبلاد المغرب العربي تأثير كبير على الحضارة في هذه البلدان فأثرت وتأثرت بما فيها وظهر ذلك جليًا في العمارة والفنون وحتى والعادات الاجتماعية.

ومع الفتح العربي للقيروان على يد عقبة بن نافع كان من أول الإنشاءات التي تمت هو بناء جامع القيروان أو كما يسميه البعض مسجد عقبة، وذلك في مدينة القيروان التي أسسها بعد فتح إفريقية - تونس الآن- وتم افتتاح المسجد في مثل هذا اليوم من شهر رمضان في اليوم العشرين منه سنة 50 هجرية 670 ميلادية أي قبل ثلاثة عشر قرنًا من الزمان.

وتم إنشاء الجامع في بداية الأمر على مساحة صغيرة وبتصميم بسيط، وكانت أسقفه مسنودة على الأعمدة مباشرة، دون عقود تصل بين الأعمدة والسقف، غير أن هذا المسجد تعرض للهدم وأعيد بناؤه بعد 12 عاما من تشييده كما تم تجديده وإعادة بنائه عدة مرات.

ويعد جامع القيروان أكبر مساجد الإسلام القديمة وأول بناء أقيم في المغرب العربي في أول عاصمة أسست له، ومنه انطلق الإسلام وشرع الدعاة في نشر الرسالة وتبليغ الدعوة وتعليم اللغة العربية في بلاد المغرب.

ولأهمية الجامع نجد أن ما من أمير أو خليفة أو سلطان أراد أن يخلد ذكره والفوز بالأجر إلا وقد التمس لوحًا من ناحية من هذا المسجد يسجل فيه ترميمًا قام به أو تحسينًا أذن به أو توسعة للمسجد.

وكان للعلماء الذي تخرجوا من جامع القيروان أثر كبير ومهم في الحركة العلمية وفي الحياة العامة، حيث ضم الجامع أنواعاً من حلقات العلم في شتى فروعه، إذ حلَّ به في أول عهده جماعة من علماء التابعين.

ولم يقتصر على علوم الفقه واللغة العربية وآدابها، فقد اشتغل علماؤه وطلابه فيما بعد بعلوم الفلك والطب والنبات والهندسة والرياضيات، وعلى الأخص في عهد الصنهاجيين والأغالبة وما بعدهما، وإلى جانب جامع القيروان كانت المدارس أو ما يعرف بدور الحكمة تحمل شعلة التعليم لمختلف الأعمار وشتى العلوم والمعارف.

وفي مقدمة الأسماء الكبرى لعلماء القيروان يأتي اسم العلامة علي بن زياد تلميذ مالك بن أنس الذي حمل أول نسخة من الموطأ إلى أفريقية، والإمام سحنون بن إسحاق الذي نشر الفقه المالكي بمدونته الشهيرة، وأسد بن الفرات الذي أحضر قبله قبسات من الفقه المالكي في كتابه المعروف بالأسدية، وإلى جانب هذين العالمين الكبيرين اشتهر آخرون في علوم وآداب متنوعة، منهم ابن رشيق القيروان الناقد، وابن شرف القيرواني الأديب، وابن الجزار الطبيب، وابن القزاز الشاعر، وأبو اليسر إبراهيم الشيباني الرياضي، وغيرهم من البارزين، وقد وجدوا في مكتبات القيروان العامرة في المساجد ودور الحكمة ما وسَّع مداركهم وقرب إليهم علوم المشرق والمغرب والأندلس.

ويضم المسجد منبرًا خشبياً منذ عام 298هـ وهو أقدم المنابر الإسلامية التي سلمت من تقلب الأزمان وهو مصنوع من خشب الساج، ويشتمل على ما يربو عن 106 لوحات تحمل زخارف نباتية وهندسية بديعة وتعبر عن تمازج التأثيرات البيزنطية والفارسية وتوحدها في روح إسلامية.

ويعود الفضل لزيادة الله الأول في رسم ملامحه وتخطيطه النهائي (220-226 هـ) وهو يشتمل على 17 بلاطة و ثمانية أساكيب يستمد تخطيطه من الجوامع الأموية مع الاقتداء بجامع الرسول صلى الله وعليه وسلم.

وبناء الجامع في شكله وحجمه وطرازه المعماري الذي نراه اليوم يعود أساسا إلى عهد الدولة الأغلبية في القرن الثالث هجري أي التاسع ميلادي وقد تواصلت الزيادات والتحسينات خصوصا في ظل الحكم الصنهاجي ثم في بداية العهد الحفصي.

للجامع ثمانية مداخل، أربعة في الجانب الشرقي وأربعة في الجانب الغربي وواحد من هذه المداخل فقط في الجانب الشرقي له بهو، أما الرابع فهو من الشمال المعروف بأسم باب الله رجانا المنسوب - حسب النقش - إلى أبي حفص في عام 693هـ -1294م والثلاثة أبواب الأخرى قائمة في ارتدادات مقنطرة ضحلة مختلفة العمق ومحاطة بأعمدة نصف ظاهرة، أقواس المدخلين الأولين متشابهة تماما، كلاهما ذو قالب زخرفي ممتد حولها ويشكل عقدة في القمة، ثم يمتد حتى يشكل إطارا مستطيلا والنتيجة هو أنه شكل نسخة طبق الأصل عن قوس باب الله رجانا. أما الباب الثلاث فإن حجارته مستوردة تماما بالطلاء الكلسي ولكن قوسه من النوع المدبب البسيط، الذي لا يشبه بأي شكل أقواس الجزء القديم من المسجد.

وتوجد أمام الأبواب جهة الجانب الغربي بهو صغير مقنطر في الباب الأول والرابع و آخر متصالب والأخير بسيط مؤلف من العوارض الخشبية. والباب الوحيد الخالي نسبيا من الكسوة والطلاء الأبيض هو المدخل الرئيسي للحرم المعروف باسم السلطات مقابل باب الله رجانا. وإلى الجنوب من الباب في الجانب الغربي يوجد ارتداد آخر بعرض (2.75) مترا يعلوه قوس دائري حدودي وهذان المدخلان لابد وأنهما كانا على جانب الواجهة القديمة للحرم بما هو الحال في مسجدي دمشق و قرطبة.

ويعتبر المسجد الجامع بالقيروان من أضخم المساجد في الغرب الإسلامي وتبلغ مساحته الإجمالية ما يناهز 9700 متر مربع ومقياسه كالتالي ما يقارب 126 متر طولا و 77 متر عرضا وبيت الصلاة فيه واسع ومساحته كبيرة يستند إلى مئات الأعمدة الرخامية هذا إلى جانب صحن فسيح الأرجاء تحيط به الأروقة ومع ضخامة مساحته فجامع القيروان الكبير أو جامع عقبة بن نافع يعد أيضا تحفة معمارية وأحد أروع المعالم الإسلامية.

ومئذنة جامع عقبة تعد من أقدم المآذن في العالم الإسلامي وهي تتكون من ثلاث طبقات ويصل ارتفاعها إلى 31.5 متر.

مصادر:

- موسوعة المساجد حول العالم.

- كتاب "رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية" - لأبي بكر عبد الله بن محمد المالكي.

- الموسوعة الحرة "ويكيبيديا".

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان