الأفضل في التراويح.. إطالة القراءة أم زيادة عدد الركعات؟
كتب- مصراوي:
تنازع شيوخ وأهل العلم في مسألة "أيهما أفضل: كثرة الركعات أم طول السجود في التراويح"، فمنهم من رأى أن الأفضل كثرة الركعات ولو مع قصر القراءة، ومنهم من رأى أن الأفضل إطالة القراءة ولو مع قلة عدد الركعات.
فالمشهور من المذهب لدى الحنابلة: أن كثرة الركوع والسجود أفضل من طول القيام فيما لم يرد تطويله. واستدلوا لهذا بحديث ثوبان الذي رواه مسلم في (صحيحه)، ولفظه: عن معدان بن أبي طلحة اليعمري، قال: لقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة -أو قال: بأحب الأعمال إلى الله- فسكت. ثم سألته، فسكت. ثم سألته الثالثة. فقال: لقد سألتُ عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "عليك بكثرة السجود، فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط بها عنك خطيئة".. (رواه مسلم)، وحديث: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد". وحديث ربيعة بن كعب الأسلمي لما قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أسألك مرافقتك في الجنة، فقال له صلى الله عليه وسلم: "أَعِنِّي على نفسك بكثرة السجود"
وعن الإمام أحمد رواية أخرى: أن طول القيام أفضل؛ وفاقاً لأبي حنيفة، والشافعي، وعنه: التساوي. اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية. وقال رحمة الله عليه: التحقيق أن نفس الركوع والسجود أفضل من نفس القيام، وأن ذِكْرَ القيام - وهو قراءة القرآن- أفضل من ذِكْرِ الركوع والسجود - وهو التسبيح والدعاء- فاعتدلا؛ ولهذا كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم معتدلة؛ فإذا أطال القيام أطال الركوع والسجود، وإذا خفف القيام خفف الركوع والسجود؛ حتى يتقاربا.
وإذا كان القيام في الركعتين أطول من القيام في أربع ركعات، فالركعتان أفضل عند بعض أهل العلم، بدليل ما رواه مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل الصلاة طول القنوت.
وإذا كان القيام في أربع أطول منه في ركعتين، فهو أفضل من باب أولى.
وقال الإمام النووي رحمه الله: تطويل القيام عندنا أفضل من تطويل السجود والركوع وغيرهما، وأفضل من تكثير الركعات.
فيديو قد يعجبك: