بعد جدل "سره الباتع".. مؤرخ: الحملة الفرنسية كان لها جانب إيجابي
كتب- محمد شاكر
أثار مسلسل "سره الباتع"، جدلا واسعا بسبب تناوله للحملة الفرنسية على مصر التي قام بها الجنرال نابليون بونابرت على الولايات العثمانية مصر والشام عام 1798، بهدف الدفاع عن المصالح الفرنسية ومنع انجلترا من القدرة على الوصول للهند.
ومن جانبه أكد الدكتور عاصم الدسوقي أستاذ التاريخ الحديث، أن الحملة الفرنسية كان لها وجه إيجابي تمثل في الكثير من الأمور، فعندما جاء الفرنسيون إلى مصر احتكوا برجل الشارع العادي ورغم أن ثقافتهم مختلفة عن الثقافة المصرية والعربية إلا أن المصريين تأثروا بالثقافة الفرنسية.
وقال الدسوقي في تصريحات لمصراوي: أنشأ الفرنسيون مجلتين واحدة باللغة العربية والأخرى باللغة الفرنسية، الأولى يكتب بها الكتاب المصريون والأخرى يكتب بها الكتاب الفرنسيون، وبدأ المصريون وقتها يشعرون بأن الفرنسيون يحملون قيمة ما.
وأضاف الدسوقي: هناك أيضاً جانب شكلي يتمثل في أن المصريون لم يرتدوا البنطلون إلا بعد مجيء الحملة الفرنسية حيث رأوا أنه مريح أكثر من الجلباب، كما بدأ المصريون يحاكون الفرنسيون في اللغة وتعلموا اللغة الفرنسية، وكان هذا الأمر مقتصر على الطبقة العليا الذين تعاملوا مع الفرنسيون، لدرجة أن المرأة المصرية المتزوجة من الطبقة العليا أخذت نسبة اسمها لزوجها مثل صفية زغلول وهدى شعراوي وهدية بركات،
وأكمل الدسوقي: حكى لي أستاذي الدكتور أحمد عبدالرحيم مصطفى، موقفاً، حدث معه عندما كان طالبا في أربعينات القرن الماضي، تمثل في أن أحد زملاءه طلب منه أن يتوسط له عند زميلة له في أن يخطبها، إلا أنها رفضت لأنه لا يتكلم اللغة الفرنسية، وهو موقف يوضح كيف كان يتم تقدير الثقافة الفرنسية، ويؤكد ذلك أن محمد علي باشا عندما أرسل البعثات التعليمية أرسلها إلى فرنسا ولم يرسلها إلى إنجلترا.
وواصل الدسوقي: كان للحملة الفرنسية الفضل في إنشاء الدواوين، وقاموا بأول إحصاء حقيقى ظهر فى مصر كان خلال فترة الحملة الفرنسية وتحديدا عام 1800.
فيديو قد يعجبك: