لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

قصة واقعية.. معاناة "راندة" الحقيقية تفوق حنان في "تحت الوصاية"

09:11 م الأحد 16 أبريل 2023

تحت الوصاية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمود الطوخي:

"تعود حنان المُنهكة من عملها الشاق إلى منزلها المتواضع بعزبة البرج بدمياط، وكلها شوق للقاء طفليها بعدما غابت عنهما ليلتين.. حاولت "حنان" منح الحنان إلى طفليها وتعويضهما عن مدة الغياب باللعب والطبطبة، رغم أن قدماها بالكاد تحملاها من فرط التعب"، هذا المشهد الذي لامس قلوب جمهور مسلسل "تحت الوصاية" بطولة الفنانة منى زكي، يتكرر يومياً ويتطابق واقعياً مع راندة جمال، صاحبة الـ 36 عاما التي تقيم بإحدى العزب المجاورة لمدينة أبو زعبل بالقليوبية، وهي أرملة تعول 3 أطفال وتعمل في أحد مصانع المدينة كعاملة نظافة.

تتقاطع تفاصيل حياة البطلة الواقعية مع قصة منى زكي الخيالية، في نحو 7 نقاط، فهي أرملة، وتعول أطفالها، وتكد من أجلهم، وتسكن بعيداً عن أسرتها وأسرة زوجها، وتواجه مصاعب الحياة بمفردها بعزيمة الرجال، من دون أي دعم من الطرفين، لكنها تختلف في طبيعة العمل والوصاية على أولادها، فبينما تعمل منى زكي في مهنة الصيد، وتفتقد الوصاية على طفليها، فإن راندة تعمل في النظافة، وهي الوصية على أطفالها الثلاثة بسبب وفاة والد زوجها.

قبل 15 عاما تعرفت راندة التي كانت تقيم في محافظة البحيرة على زوجها بدير أبو المجد الذي كان يعمل سباكاُ عن طريق شقيقته (زوجة أبيها) حالياً، تزوجا وبدأت هي الأخرى في العمل لمعاونته، فبحسب قولها: "إيد على إيد بتساعد"، وبعد فترة من الزمن تمكنت راندة وزوجها من توفير مبلغ من المال إلى جانب ما تملكه من بضع جرامات من الذهب لبناء المنزل الذي يقيمون فيه، وما أن تم ذلك حتى قام إخوته بطردهما منه، فاضطرت راندة وزوجها إلى استئجار سكن متواضع يكلفهما نحو 600 جنيه ليأويهم وأطفالهم.

وبين مأكل ومسكن ازدادت نفقات الأسرة فسعى الزوج إلى الالتحاق بعمل ثان، حتى تعرّض لحادث ذات يوم أثناء عودته من الخارج نٌقل على إثره إلى المستشفى نهاية أكتوبر الماضي.

إساءات كثيرة واجهتها راندة على مدار شهر قضاه زوجها ينازع الموت في المستشفى، فتعرضت لها شقيقاته واعتدوا عليها بالضرب ولم يسمحن لها بالدخول لزيارة زوجها المريض، تمر الأيام ويلفظ الزوج أنفاسه الأخيرة، فيمنعنها أيضا من وداعه أو حضور جنازته حتى بلغ الأمر حدّ اتهامها بالتسبب في موته والمطالبة بتشريح جثة أخيهم، قبل أن ينصفها القدر وتبرؤها تقارير الطب الشرعي.

تتذكر راندة الأيام التي سبقت الحادث حينما أخبرها زوجها عما يراوده من أحلام تؤرق منامه: "كان بقولي بشوفك أنتي والعيال حد بيضربكوا".

احتضنت الأم الشابة أطفالها الصغار وعاشت الحداد على زوجها وحيدة، فغاب أبوها وإخوتها ولم تجد من يعزّيها في فقيدها، ولكن سرعان ما تبدّت لها الأمور واضحة، أسئلة كثيرة تجول في خاطرها، تتلخص جميعها في نظرتها إلى أطفالها الثلاثة الذين ما زالوا جميعاً في أعمار صغيرة، كيف ستربيهم؟

لم تكن راندة التي تتقاضى راتباً يومياً لا يتخطى الـ 80 جنيهاً، تدرِ أن ما هو آت سيتطلب منها أن تجمع بين دور الأب الذي يعمل ويكدّ خلال النهار لتوفير ما يحتاجه أطفاله، ودور الأم التي تربي وتطعم وتحنو في الليل بآن واحد.

لكن الأمر يزداد تعقيداً في وجود طفلتها التي لم تبلغ سوى 4 أعوام، من الذي قد يعتني بها أو يطعمها بينما لا تستطيع أن تصحبها إلى العمل، وفي الوقت ذاته لا ترتضي أن تقصي ابنتها الكبرى من التعليم، فاستقرت أخيرا رغم إرادتها على أن تتركها وحيدة في المنزل، حتى يعود أشقاؤها من المدرسة.

تؤكد راندة أن 80 جنيها ليست كافية لإطعام وتعليم أطفالها، وحتى ميراث والدهم من أمه الراحلة استولى عليه إخوته قبل أن يتزوج، وكذلك معاشه الذي لم تتحصل عليه بعد لن يكون كافياً، فقررت راندة أن تعمل لساعات إضافية بغية تحصيل بضعة جنيهات تغطي نفقاتهم، فباتت تعمل من الثامنة صباحاً وحتى السادسة مساء، تاركة طفلتها وحيدة في المنزل أحياناً كثيرة مع أشقائها على غرار ابن حنان في "تحت الوصاية".

وبحسب بيان صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في اليوم العالمي للأسرة في عام 2020، فإنه من بين 24.7 مليون أسرة في مصر، 3.3 مليون أسرة تعولها امرأة.

ووفقا لدراسة أعدّها المرصد التابع للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، فإن 70.3 % من هؤلاء السيدات يعُلن أسرهم بعد وفاة الزوج، 16.6 % من المتزوجات و 7.1 % من المطلقات.

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك: