"فطار بسيط".. "عواطف" تصنع مائدة رمضانية للخير رغم قلة الإمكانيات
كتبت-مروة محيي الدين:
داخل حارة صغيرة أمام مسجد السيدة زينب كانت الحاجة عواطف، تعجِل بتعبئة الأكياس من أواني "المحشي"، تضع كيسًا، وتملأ آخر. تلتفت يمينًا ويسارًا لتنجز ما تبقى قبل آذان المغرب، ما إن يمر صائم حتى تناوله واحدًا، للإفطار، وهي تردد "مدد يارب".
قبل حلول شهر رمضان من كل عام تقبل السيدة، صاحبة الـ 86 ربيعًا على هذه العادة، تستعد لتحضير مائدتها الصغيرة كما تسميها من الخضراوات واللحوم والنشويات، وتحضّر الأواني التي تحتاجها لإتمام الطهي، ثم تنتقل من منزلها الكائن بحارة الوحش بحي السيدة زينب لتجلس في حارة جانبية أمام الضريح.
على سطح مرتفع عن الأرض قليلًا تفترش السيدة عواطف الحصير، تضع الأوعية أمامها، ثم تبدأ عملية الطهي من "رز، محشي، مكرونة، فراخ، لحمة"، ما إن تنتهي حتى تعبأ الأكياس منها "مش بوزع بإيدي عشان مياخدش ميكروبات، يبقى نضيف للي ياكل"، إضافة إلى المشروبات المعتادة "ببل بلح وتمر"، على حد وصفها لموقع مصراوي.
ما إن يمر صائم حتى تناوله كيسًا "على باب الست". طوال الشهر تمكث ذات المكان ليلًا ونهارًا "بايتة هنا من أول رمضان"، حاول أبنائها منعها من الخروج "يحجزوني عشان مطلعش بالمائدة ومتبهدلش قولت مقدرش"، تعي أن لما تقدمه أجر عظيم، لذا تحاول كسبه قدر إمكاناتها "أنا محسوبة على آل البيت، اللي مقدرني عليه ربنا أعمله لوجه الله، يا عالم نقابل ربنا".
أحيانا يرسل أصحاب الخير أشياء بسيطة "اللي بيجبلي حاجة اعملها يزيد على اللي موجود حتى لو شاي، لحد آذان الفجر". يعينها رجل خمسيني على توزيع الأكياس لإفطار الصائمين، كلما انتهت من تعبئة كيس، يخرج على أطراف الحارة، يشير إلى مكانهم، حتى يقبل الصائمون على كيس وتنول هي الأجر والثواب.
تعمل الحاجة عواطف في الموالد "طنطا وسيدي عبد الرحيم"، يذكرها الرجل الخمسيني لمصراوي، تقدم جميع الاصناف في خدمة آل البيت "واحنا بنخدموا على الناس"، تسعد بذلك كثيرًا لقربها من الأضرحة والمقامات، تعتبرها "خليفة ربنا في الأرض" كما تصف، ومن خلالها تحصد الخير والبركة.
فيديو قد يعجبك: