إعلان

"كنا محرومين منها".. كيف استقبل الصائمون عودة موائد الرحمن في السيدة زينب؟

01:03 م السبت 23 أبريل 2022

منطقة السيدة زينب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- مروة محيي الدين:

في حضور موائد الرحمن، حلّت البهجة على حي السيدة زينب من جديد، اجتمع الصائمون على الإفطار، من بقاع مختلفة، بمجرد أن بدأ الأذان، امتدت أياديهم بالطعام، ليتقاسموا "اللقمة" جنبا إلى جنب دون خوف، من مرّ أمامها ينادونه "تعالى افطر معانا"، طقوس افتقدتها الأسر المصرية بعد غياب عامين لم تزر الشهر المبارك، بسبب كورونا.

عام 2020، أصدرت وزارة الأوقاف قرارًا بإلغاء موائد الرحمن خلال شهر رمضان، بسبب أزمة فيروس كورونا، منعًا لحدوث تجمعات، وحرصًا على سلامة المواطنين، وطبق محمد مختار، وزير الأوقاف، القرار مرة ثانية عام 2021؛ بسبب استمرار الازمة كما شدد على الالتزام بالإجراءات الاحترازية.

وصل عصام إبراهيم برفقة ابن عمه إلى القاهرة، قاصدين أحد محال شارع نجيب الريحاني، لشراء بضاعة "اكسسوارات موبايلات" لمحله في المنصورة، فلم يجد التاجر موجودًا، فاقترح على ابن عمه أن يذهبا إلى حي السيدة زينب، لزيارة الضريح، ومن ثم ليستكملا جولتهما بعد الإفطار.

لم يعتَد عصام صاحب الـ 56 عامًا النزول إلى القاهرة في شهر رمضان، في العادة "بنزل في الأيام العادية"، لكن حينما يقرر ذلك، يحب زيارة ضريح السيدة "قولتله تعالى نقرأ الفاتحة ونقعد هنا". كان متبقِ وقتًا قليلًا على الإفطار، أثناء سيرهما في الحي قابلا مائدة، فجلسا الاثنين.

تلك المرة الأولى التي يفطر على مائدة رحمن في القاهرة، فيما اعتاد على المائدة التي يقيمها قريبة في المنصورة. يعتبر عصام أن موائد الرحمن أحد أهم طقوس رمضان، يستشعر أجواء رمضان برؤيتها، لذا حزن بشدة عند اختفاؤها العامين الماضيين "كنا محرومين منها" لكن عندما رآها من جديد "حسيت إن أنا دلوقتي في رمضان".

موائد الرحمن عادة لا تنقطع لدى المصريين، خصيصًا من اعتاد إقامة مائدة سنويًا، فكان لاختفائها أثرًا على نفس وائل شاهين، صاحب أحد المحلات الشهيرة للأجهزة المنزلية، يقول لمصراوي "كان في شخص عزيز غايب عننا"، لكن بعودتها أدخلت على قلوب الجميع البهجة والفرحة.

في العامين الماضيين استبدل وائل مائدة الرحمن التي يقيمها كل سنة بوجبات طعام تُوزع مجانًا على الصائمين في بيوتهم، وفي العام الجاري مع قرار عودة موائد الرحمن كما في السابق استطاع تخصيص مائدة، بمشاركة كل الشباب المتواجد في الشارع، ما أسعده وذكّره بمائدة الرحمن التي أُقيمت في عزبة حمادة بالمطرية منذ أيام.

فكرة مائدة الرحمن لا تكمن في إفطار الصائم فقط، إنما "ليها طابع أعمق وأفيد"، يضيف وائل في تصريحات لمصراوي أن عن طريق المائدة "الناس بتتواصل وتتجاور"، لذلك فُقد جزء هامًا باختفائها بعد فرض الإجراءات الوقائية إثر انتشار كورونا.

كما مُنعت عادة متوارثة عبر السنين، ومع عودتها أرجعت "الناس مش خايفة وهي ماسكة كوباية المياه، أو وهي بتوزع على بعض وجبات".

بينما يُوزع الشباب الوجبات، استعدادًا للإفطار، مرّت أسرة مكونة من 7 أفراد بحي السيدة زينب، بالمائدة، أثناء شراء ملابس العيد لأطفالهم، أتت من دار السلام، حُبًا في زيارة السيدة "هي روح رمضان"، يقول رب الأسرة لمصراوي.

وكانت المرة الأولى لإفطارهم بمائدة الرحمن، كانوا يحملون إفطارهم الخاص، غير أن جذبهم التفاعل بين الصائمين على تلك المائدة، استشعروا نفحات رمضان "الجو نفسه جميل".

في رحاب السيدة زينب، تحب أم فاطمة الإقبال على المسجد وزيارته مع ابنتيها، ترى أنها تجلب البركة والخير لها كلما ترددت عليها، فخرجت وجارتها وبناتها لقضاء وقتًا في المسجد، ثم شراء ملابس العيد؛ إلا أن تلك المرة لم تدخلن الضريح؛ إذ كان يخضع لبعض أعمال الصيانة والترميم، ضمن خطة تطوير مساجد آل البيت وفقا لتصريحات صحفية.

في ذلك الوقت كانت مُقامة مائدة بجانب المسجد، شجّعت ابنتيها على خوض التجربة، فهي تحسب المائدة رزق وبركة تحل بزيارتها؛ لذا انضمت وابنتيها إلى جوار الصائمين، لتناول الإفطار.

في كل عام تخرج أم فاطمة، التي تسكن بالقلعة –منطقة بالقرب من السيدة زينب- لتتابع أجواء رمضان داخل الحي، فاعتادت أن تحضر الإفطار في بعض الأحيان على مائدة الرحمن "على أساس إنها فرحة في رمضان وكأنك شايفة عيد".

لذلك تأثرت بغياب موائد الرحمن "كنا زعلانين جدًا"، لكنها سعدت بمعرفة نبأ عودة موائد الرحمن، تقول السيدة الخمسينية "حتى لو بحاجات بسيطة الناس بتقدمها بس برضو جميلة"، "بنبقى واقفين عند السيدة بتلاقي الناس بتشدك عشان تفطري"، مثّل رجوعها بالنسبة لهن رزقًا وخيرًا "أي حد ماشي جعان مفطرش هيدوله ياكل".

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك: