موقف الصحافة الأمريكية من هيلاري كيلنتون ودونالد ترامب
كتبت - أماني بهجت:
قالت بوليتيكو الأمريكية إن 6 صحف أمريكية فقط أعلنت دعمها للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، مقابل أكثر من 200 صحيفة تدعم منافسته الجمهورية هيلاري كلينتون في السباق نحو البيت الابيض.
تطرق التقرير للصحف التي قامت بدعم هيلاري والصحف التي التزمت موقف الحياد، غير تلك الصحف التي لم تقم بدعم هيلاري ولكنها طالبت قرائها بعدم التصويت لترامب!
وقالت المجلة إنه في يوم 16 أكتوبر 2016 وجد سكان بلدة سانت جوزيف والتي يبلغ تعدادهم 75 ألف شخص في شمال غربي ولاية ميسوري أن الصحيفة الخاصة ببلدتهم تدعم المرشح الجمهوري ترامب.
وقالت الصحيفة في دعمها لترامب أنه "يُمثل شيئًا مختلفًا لشريحة واسعة من أمريكا الجادة في رغبتها نحو حكومة أقل تدخلًا في الاقتصاد وتسعى لتقويته والقيادة التي تحمي مصالحنا في جميع أنحاء العالم".
وقال دايفيد برادلي، مدير تحرير الصحيفة أنه لم يكن يتخيل أن بدعم الصحيفة التي يرأس تحريرها فهو بذلك يفعل ما لم يكن متوقعًا، وأن بدعمنا هذا فنحن من الأقلية التي أعلنت دعمها لترامب.
وتعد انتخابات 2016 واحدة من أغرب أعوام الانتخابات وصاحبة الخطوات غير المتوقعة، فكثير من الصحف ذائعة الصيت اتخذت موقف "عدم دعم ترامب" وهو شئ جديد للغاية في تاريخ الصحافة الأمريكية.
حتى أن صحيفة "يو أس ايه توداي" خرجت من موقعها الحيادي ولتطلب من الناس إنه تحت أي ظروف لا يجب التصويب لترامب. أما كلينتون فقد حصلت على دعم 200 من الصحف اليومية والأسبوعية في الولايات المتحدة. وما يقرب من 10 صحف طلبت عدم دعم ترامب، ولا توجد صحيفة طالبت بعدم التصويت لكلينتون، و38 صحيفة فضلت عدم دعم أي مرشح في هذه الانتخابات.
حتى الآن عدد الصحف التي دعمت ترامب ومن ضمنها صحيفة "سانت جوزيف" هي 6 صحف. ما يعد بمثابة عودة درامية للماضي. فلطالما أعلنت الصحف دعمها لمرشح ما على مدار 100 عام ولكن في الـ30 عامًا الماضية لم يكن الأمر ذو أهمية.
ومن المعروف أن الصحف ذات التوجه اليميني تدعم المرشح الجمهوري والصحف ذات التوجه اليساري تدعم المرشح الديمقراطي. في انتخابات عام 2012، انقسمت الصحف بشكل حاد بين أوباما ومنافسه وقتها الجمهوري ميت رومني.
ووجد مركز بيو للأبحاث أن 7 من كل 10 من الأمريكيين لم يتأثر تصويتهم بدعم الصحف لأي مرشح في انتخابات 2008. وفي 2011 كشفت دراسة للمكتب الوطني للبحوث الاقتصادية أن تأييد الصحف لديه تأثير تافه لأنه لا يمكن التنبؤ به.
قامت المجلة بالتواصل مع كل من الصحف الأمريكية التي أقدمت على تأييد المرشح الجمهوري. هذه الصحف هي: سانت جوزيف، وأخبار صحافة سانتا باربارا، واكساهاشي اليومية بإحدى ضواحي دالاس، وتايمز جازيت في هيلزبورو في ولاية أوهايو، ولا فيجاس جونال المملوكة لأديلسون-شيلدون، وهي الصحيفة الرئيسية الوحيدة في الولايات المتحدة التي قامت بدعم ترامب.
ويوم الأحد أعلنت صحيفة أنيلوب فالي –وهي صحيفة يومية مملوكة لعائلة في بالم دايل كاليفورنيا- دعمها لترامب بدون أي تفسير مرافق، وتوزع 20 ألف نسخة منها.
في عام تقليدي كانت الصحف اليمينية لتتخلى عن دعم ترامب بسبب مزاجه المتقلب وسلوكه الديماجوجي وجهله وإساءاته المتكررة، ولكن هذه الصحف الستة دعمت ترامب لخروجه عن المألوف من قيادته للأعمال والوقوف ضد قضايا الهجرة والأهم من ذلك كله تمثيله للرئاسة المختلف تمام الاختلاف عن الثمان سنوات الماضية.
بالنسبة لهم، فدعم ترامب في حين مهاجمة كل وسائل الإعلام بأكملها ضده يبدو أمرًا شجاعًا ومسؤولًا وهو أمر ينبغي على كل الصحف المستقلة القيام به.
فيديو قد يعجبك: