تجربة "إنترستيلر".. ما يقوله العلم عن السفر عبر الأكوان الموازية؟
ترجمة - محمد طه:
في فيلم "Interstellar"، تتجاوز شخصيات الفيلم حدود المكان والزمان، فيسافر البطل عبر ثقب دودي إلى مجرات بعيدة، ويتمكن في النهاية من التواصل مع الماضي عبر بُعد خامس.
هذه الأفكار، رغم ما تبدو عليه خيالية، فإنها تستند إلى نظريات علمية حقيقية، تناقش إمكانية وجود أكوان موازية وطرق محتملة للسفر بينها. لكن السؤال: هل يمكن لهذه الأفكار أن تتحقق في الواقع؟ وهل يمكننا يومًا ما السفر إلى أبعاد أخرى كما فعل أبطال "Interstellar"؟
ما معنى الأكوان الموازية؟
تظهر فكرة الأكوان الموازية في مجالين رئيسيين من الفيزياء:
نظرية التضخم الكوني، وهي التي تفترض أن الكون في بدايته تمدد بسرعة هائلة، وربما أدى ذلك إلى نشوء عدة أكوان مختلفة، لكل منها قوانين فيزيائية خاصة به. لكن هذه الأكوان بعيدة جدًا لدرجة أننا لا نستطيع رؤيتها أو الوصول إليها.
تفسير العوالم المتعددة في ميكانيكا الكم، والذي يقترح أن كل حدث عشوائي يؤدي إلى انقسام الكون إلى نسخ متعددة، بحيث تتحقق جميع الاحتمالات الممكنة في أكوان مختلفة.
هل يمكننا الانتقال بين الأكوان الموازية؟
إذا كان من الممكن السفر إلى الأكوان الموازية، فقد يكون السفر عبر الزمن هو المفتاح. لكن المشكلة، وفق ما يقوله بول إم سوتر عالم الفيزياء الفلكية في جامعة ستوني بروك الأمريكية، إن السفر إلى الماضي قد يؤدي إلى تناقضات غريبة.
على سبيل المثال، إذا عدت إلى الماضي ومنعت ولادة جدك، فكيف ستُولد أنت لكي تعود إلى الماضي أصلًا؟
تُسمى هذه المعضلة في تفسير استحالة السفر عبر الزمن في الماضي بـ"معضلة الجد"، والتي هناك فرضيتان علميتان تتعامل معها:
فرضية ستيفن هوكينج: تقول إن السفر إلى الماضي قد يكون مستحيلًا تمامًا بسبب هذه التناقضات.
فرضية إيجور نوفيكوف: تقترح أن السفر إلى الماضي ممكن، لكن دون أن يتمكن المسافر من تغيير الأحداث التي حدثت بالفعل.
وبين هذين الرأيين، هناك فرضية أخرى، تقول: عندما يعود الشخص منا إلى الماضي، لا يعود إلى ماضيه كونه الأصلي، بل إلى كون آخر يشبهه. فلو تمكنت من العودة إلى الماضي وقتل هتلر، مثلًا، فلن يؤثر ذلك على عالمك، بل على عالم موازٍ كان فيه مصير هتلر أن يُقتل بهذه الطريقة.
معضلة آلة الزمن
ويقول سوتر عالم جامعة ستوني بروك إنه رغم كون هذه الأفكار تبدو مثيرة، إلا أن الفيزياء الحديثة لم تتمكن من إثبات إمكانية تنفيذها بعد. فكلما حاول العلماء إدخال آلة زمن في معادلاتهم، وجدوا أن قوانين الفيزياء الحالية لا تدعم هذه الفكرة.
وحتى في الفيزياء الكلاسيكية (غير المرتبطة بالكم)، فإن هناك مشاكل، مثل كيفية عمل آلة الزمن، وكيف يمكنها تغيير الأحداث في الأكوان الموازية.
ماذا لو اخترعناها؟
إذا تمكنا من بناء آلة زمن، يمكننا اختبار فرضية العوالم المتعددة بسهولة: إذا حاولنا تغيير الماضي ولم نتمكن من ذلك، فقد يعني ذلك أن هناك كونًا واحدًا لا يمكن تغييره، أما إذا نجحنا في تغيير الماضي، فقد يكون ذلك دليلًا على وجود أكوان موازية، حيث يتفرع كل خيار نصنعه إلى واقع جديد.
وفي الأخير، فإن السفر عبر الزمن يبدو مستحيلًا، لكننا لا نعرف سبب هذه الاستحالة. وقد يكون الماضي مغلقًا للأبد، أو قد يكون مجرد فرع واحد من شجرة ضخمة من الأكوان. وفي كل الأحوال، لا يبدو أن هذا الأمر سهل على الإطلاق.
فيديو قد يعجبك: