لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

المنازل الخشبية كبديل عن التشرد والعيش في الشوارع

01:38 م الأربعاء 13 ديسمبر 2017

المنازل الخشبية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بون (ألمانيا) – (دويتشه فيله):

باتت المنازل الخشبية الصغيرة تشكل في الكثير من المدن الألمانية ملاذا للأشخاص الذين يفتقدون لسكن. فهذه المنازل الصغيرة، التي يبينها متطوعون توفر للمتشردين، وخاصة النساء منهم، فرصة للعيش في غرف خاصة بعيدا عن حياة التشرد.

1

وأخيرا أصبحت آنا تتوفر على مأوى، بعد أن كانت تقضي ليلها ونهارها في العراء. بالرغم من أن غرفة آنا لا تتعدى سبعة متر مربع إلا أنها تتسع للأغراض الأساسية مثل السرير وخزانة الملابس وطاولة. الفضل في ذلك يرجع إلى مشروع مشترك بين كاريتاس (منظمة إغاثة كاتوليكية) و جامعة هامبورغ التطبيقية. تسع نساء يستفدن حاليا من هذا المشروع الذي يوفر لهن مأوى خاص في حاويات سكنية، بعد أن كن ينمن في الشوارع.

2

تقع الحاويات السكنية التي أنشأتها منظمة كاريتاس في وسط جامعة هامبورغ للعلوم التطبيقية. وكانت الحاجة ماسة لإنشاء مثل هذه المآوي السكنية الخاصة بالنساء بالنظر للصعوبات التي تعاني منها السيدات بدون مأوى، حيث يكن باستمرار عرضة للعنف والاستغلال الجنسي. وتوجد في هامبورغ وحدها أكثر 2000 سيدة بدون مأوى.

3

فطور مشترك في الصباح: تتولى أخصائية اجتماعية بالتعاون مع طلبة من شعبة العمل الاجتماعي، رعاية السيدات اللواتي يعشن في هذا المأوى الخاص طيلة أيام الأسبوع، كما يرافق الطلبة ساكنات المأوى إلى الدوائر الحكومية ، والهدف من ذلك هو مساعدتهن لحصول على سكن دائم. بيد أن غلاء أسعار الإيجار تجعل من ذلك هدفا صعب المنال.

4

حسب أندريا هينوبيك، التي تترأس قسم "الحد الأدنى من المعيشة" في منظمة كاريتاس، فإن النساء يعشن في هذا المأوى المؤقت حوالي ثلاث سنوات، وتقول هينوبيك، التي تعمل أيضا محاضرة في جامعة هامبورغ "نستقبل في المأوى نساء ليست لديهن أي إمكانية للسكن في مكان آخر أو اللواتي تم طردهن من سكنهن لسبب أو لأخر". وكثيرا ما تؤدي الإصابة بالأمراض أو كثرة الديون إلى فقدان السكن والتشرد.

5

روزن المتحول جنسيا إلى امرأة والبالغ من العمر 34 عاما قدم قبل أعوام من بلغاريا إلى ألمانيا من أجل العمل. لكنه أصيب بمرض، ليجد نفسه في الشارع بدون مأوى. ويواجه المتحولون جسنيا صعوبات في إيجاد سكن لهم مع النساء، كما أنهم لا يشعرون بالراحة عند سكنهم في مآوي خاصة بالرجال. وعن ذلك يقول روزن "هنا يطرح السؤال ماهو معيار تصنيفي كإمرأة حتى أتمكن من السكن في المآوي الخاصة بالنساء؟".

6

هنا أشعر بالآمان، تقول سارة المتحولة أيضا جسنيا لامرأة، سارة البالغة من العمر 39 عاما والمنحدرة من سلوفاكيا عانت كثيرا في حياتها. فعندما كانت طفلة بترت ساقها بسبب حادثة سير، وفي سن الخامسة عشرة دخللت عالم الدعارة. عاشت سارة أعواما كثيرة في الشارع، والآن بفضل مشروع كاريتاس وجامعة هامبورغ أصبحت لديها غرفتها الخاصة.

7

جولانا السلوفاكية تعيش أيضا في الحاويات السكنية. وشأنها شأن باقي السيدات هناك لا تتلقى أي مساعدات اجتماعية من الدولة. فمشروع الحاويات السكنية هذا مخصص للنساء اللواتي يصعب عليهن الحصول على المساعدات العادية، بسبب إصابتهن بأمراض عقلية أو بسبب الإدمان أو الدعارة أو بسبب عدم صدور قرار نهائي بشأن إقامتهن في البلاد.

8

فكرة إنشاء مآوي صغيرة للمتشردين موجودة أيضا في مدن ألمانية أخرى مثل كولونيا. ففي أحد الأيام تفرج المصور سفين لوديك على تقرير تلفزيوني من الولايات المتحدة الأمريكية حول بناء منازل خشبية للأشخاص بدون مأوى. فبادر مباشرة بعدها لشراء معدات وشرع في بناء مآوي صغيرة للمتشردين في مدينة كولونيا. وعن ذلك يقول لوديك "الهدف هو إعادة الناس إلى الحياة الطبيعية".

9

يستخدم لوديك فناء منزله كورشة لإنشاء المآوي الصغيرة. وتبلغ تكلفة بيت خشبي واحد 600 يورو إضافة إلى تكاليف النقل. ويحق للأشخاص الذين سيسكنون في هذا المزل مستقبلا أن يشاركوا في تجهيزه، كاختيار لون الصباغة ونوع السقف وشكل النوافذ. ولتسهيل عمله في هذا المشروع قام لوديك بتأسيس جمعية ويعتمد في تمويل المشروع على التبرعات.

10

قضى بيتر 17 عاما في الشوارع بدون مأوى، والآن انتقل مع كلبه للعيش في منزل خشبي صغير. ويقول لوديك الذي يرجع له الفضل في حصول بيتر على مأوى "لقد بكى من شدة الفرح". توجد في مدينة كولونيا 25 وحدة سكنية على شكل بيوت خشبية صغيرة وتوجد وحدات سكنية مشابهة أيضا في نورنبيرغ وبرلين. للإشارة فإن سلطات المدينة لا تتحمس كثيرا لمثل هذه المآوي المؤقتة وتفضل تحويل المتشردين إلى مراكز الإيواء الخاصة.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: