دراسة أمريكية: مرهفو المشاعر يحللون المعلومات بشكل مختلف‎

كتبت- جهاد التابعي:

يتأثر بعض الناس بالمواقف والمشاعر أكثر من الآخرون، ويكون لديهم استعداد لفهم ما يمر به الغرباء ووضع أنفسهم مكانهم، والتأثر لمواقفهم، فإذا كنت ممن ينفجرون بالبكاء عند حضور زفاف أو كنت من الذين يشعرون بالإرهاق من كثرة تدفق المشاعر المختلفة داخلك طوال الوقت، ربما إذن تكون واحد من 20 في المئة من الناس الذين صنفهم الباحثون بمرهفي الحس.

يرتبط الأمر بطبيعة فطرية تجعلك تتعاطف مع الآخرين لكن الأمر ليس مجرد صفة عادية فقط، حيث كشفت دراسة جديدة أن الأمر متعلق بمؤثرات الاستقبال الحسية في المخ وبالجينات. ويقول دكتور ''ألين أرون'' الإخصائي النفسي بجامعة ''ستوني بروك'' بالولايات المتحدة أن مرهفي المشاعر الذين يولون عناية فائقة للتفاصيل الصغيرة جدا، تكون عملية تحليلهم للمعلومات بالمخ أدق من الناس العاديون.

وقد طورت إخصائية علم النفس الاجتماعي دكتوره ''آرثر آرون'' وفريق الباحثون، الخاص بها اختبارا لتعرف هل الأشخاص مرهفي الحس لديهم ردود أفعال حادة أيضا نحو مشاعر الآخرين أم تجاه مشاعرهم الشخصية فقط.

وقد اختبر الباحثون 18 شخص متزوج من الناس العاديون ومرهفي الحس وقاموا بفحص وظائف مخهم بالرنين المغناطيسي أثناء مشاهدتهم صور لناس حزاني أو مبتسمون من الغرباء أو من أفراد العائلة. وعند استعرض عينات البحث من مرهفي الحس هذه الصور تزايد نشاط مخهم وخصوصا في أجزاء ومناطق معينة مرتبطة بالوعي، ورد الفعل وعملية استقبال المشاعر، والذي يرتبط بقوة بردود الفعل الخاصة بالتعاطف، وقد أظهرت هذه الاجزاء زيادة ملحوظة في نشاطها بينما لم يظهر أي نشاط زائد في مخ المفحوصين العاديين ذوي ردود الأفعال الطبيعية.

وقد وجدت الدراسة أن مناطق المخ المرتبطة بالوعي والإحساس تكون أنشط لدي الأشخاص الذين يظهرون ردود أفعال حادة أو مبالغ فيها، فقد أظهرت نتائج فحص العينة أن خلايا مخ مرهفي الحس حدث بها تدفق قوي للدم خلال 12 ثانية وهي مرحلة استعراض الصور وذلك مقارنة بالأفراد العاديون الذين لم يبدون تأثرا كبيرا، ويؤكد دكتور '' آرثر آرون'' أن هذا دليل علمي قوي علي أن عقول الأشخاص الأكثر حساسية تستجيب بشكل مختلف للمواقف الاجتماعية، وفي هذه الحالة يظهر رد الفعل علي وجوههم سواء بالسعادة أو الحزن تفاعلا مع مشاعر الغرباء.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا