اليوم 26 ساعة.. متى حدث هذا ولماذا تناقص إلى 24 ساعة؟
اكتشف باحثون أن أيام الأرض كانت في الماضي أطول بساعتين من وقتنا الحالي، بفضل ابتعاد القمر آلاف الكيلومترات في مداره.
يقول الباحثون إن ساعات ضوء الشمس الإضافية، بدورها، ربما أدت إلى أحداث أكسدة بشرت بفترة انفجرت فيها تعقيدات الحياة.
كتب الباحثون في الدراسة الجديدة، التي نُشرت في 6 أغسطس في مجلة PNAS، "قد تؤثر تغييرات طول النهار على توزيع الطاقة الشمسية وتدرجات درجات الحرارة، ما قد يؤثر على أنظمة الطقس وديناميكيات الغلاف الجوي".
في الوقت الحاضر، يدور القمر على مسافة متوسطة تبلغ (384.400 كيلومتر) من الأرض. لكن قمرنا لم يكن دائمًا حيث هو الآن.
يبلغ طول أيام الأرض حاليًا حوالي 24 ساعة، لكن لم يكن هذا هو الحال دائمًا. بمرور الوقت، يسحب القمر كوكبنا. وبينما يفعل ذلك، يبتعد عن الأرض، ويستنزف طاقته الحركية. ونتيجة لذلك، يتباطأ دوران كوكبنا حول محوره، وبالتالي يطول أيام الأرض، وفقًا للدراسة.
يمكن أن تعطي نمذجة التغييرات في كيفية تأرجح الأرض أثناء دورانها صورة تقريبية لهذا التباطؤ على مدار تاريخ الكوكب. لكن مؤلفي الدراسة لاحظوا أن هذا التقدير معيب بوضوح، لأنه يؤدي إلى التنبؤ بأن الأرض والقمر قد اصطدما منذ حوالي 1.5 مليار سنة.
في الدراسة الجديدة، حاول فريق بقيادة الجيولوجي هي هوانج من جامعة تشنجدو للتكنولوجيا في الصين توضيح تاريخ دوران الأرض من خلال النظر في 8 مجموعات بيانات التقطت طبقات صخرية من البيئات البحرية التي يعود تاريخها إلى ما بين 700 مليون و200 مليون سنة تقريبًا.
يمكن لهذا المد والجزر، كما يطلق عليه، تسجيل قوة المد والجزر بمرور الوقت، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنها تكشف عن سمك المحيط. ودمج الفريق هذه المجموعات من البيانات مع نماذج قوى المد والجزر المؤثرة بين القمر والأرض لرسم خريطة توضح مدى سرعة دوران الأرض حول محورها خلال فترة الدراسة التي تغطي نصف مليار عام.
ووجد الباحثون أن هناك نمط "سلم" في دوران الأرض، مع فترتين تغير فيهما دوران الكوكب بسرعة وبشكل كبير، تلاهما فترات من الاستقرار. وخلال فترة الدراسة، أصبحت الأيام أطول بمقدار 2.2 ساعة. كما ابتعد القمر خلال هذه الفترة بمعدل (20000 كيلومتر).
وكانت إحدى هذه الفترات الزمنية، منذ ما يقرب من 650 مليون إلى 500 مليون سنة، تشمل الانفجار الكامبري، وهي الفترة التي تنوعت فيها الحياة بشكل كبير وانتشر في مجالات جديدة. أما الخطوة الثانية في سلم دوران الأرض فقد حدثت منذ ما يقرب من 340 مليون إلى 280 مليون سنة، وهو ما يتوافق مع فترة غطت فيها الأنهار الجليدية الضخمة الكوكب.
وتشير الدراسة إلى أنه من خلال زيادة طول اليوم - وبالتالي التعرض للشمس - ربما يكون القمر قد أثار أحداث أكسدة كبيرة أدت إلى تنوع الحياة. ومع ذلك، كتب المؤلفون في الدراسة أن هذه النتائج "تحتاج إلى تفسير بعناية".
كما تلقي الدراسة بظلال من الشك على نظرية أخرى: وهي أن الفترة التي غطت فيها الأنهار الجليدية الأرض بسرعة، مما أدى إلى انقراض جماعي، كان لها تأثير كبير على دوران الأرض. وبدلاً من ذلك، اقترحوا أن معظم التباطؤ ناتج بشكل مباشر عن قوى المد والجزر، وفقا لمجلة لايف ساينس.
فيديو قد يعجبك: