الجدل يتصاعد: هل بدأت الأرض مرحلة الانقراض الجماعي السادس؟

11:59 ص الإثنين 15 أبريل 2024

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

وثّق العلماء 5 أحداث انقراض جماعي كبرى في تاريخ الأرض، انقرض خلالها ما لا يقل عن ثلاثة أرباع الكائنات الحية. ولكن مع إزالة البشر للموائل الطبيعية، وإبادة الأنواع وتغيير المناخ، هل نحن الآن على أعتاب انقراض جماعي سادس؟

يزعم العديد من الباحثين أن الانقراض الجماعي السادس بدأ بالفعل، واستخدموا مصطلحات "الإبادة البيولوجية" و"تشويه شجرة الحياة" في دراساتهم العلمية. ومع ذلك، يرى آخرون أن الانقراض الجماعي لم يبدأ بعد.

قال روبرت كوي، أستاذ الأبحاث في جامعة هاواي، لموقع Live Science، إنه بالمعنى الدقيق للكلمة، لا يمكنك إعلان الانقراض الجماعي حتى يحدث بالفعل، بمجرد اختفاء 75٪ من الأنواع.

قدرت دراسة أجريت عام 2022 بقيادة كوي ونشرت في مجلة Biological Review أن ما يصل إلى 13% من الأنواع المعروفة قد انقرضت منذ عام 1500 - وهو أقل بكثير من عتبة الانقراض الجماعي البالغة 75%.

وقال "لم يحدث ذلك بعد".

قدر بعض الباحثين أننا سنصل إلى عتبة 75% في غضون 10000 عام، في حين خلصت دراسات أخرى إلى أننا يمكن أن نصل إلى هذا اليوم الكئيب في غضون بضعة قرون فقط - مع احتمال وجود إطار زمني أقصر إذا ساءت الأمور.

وتحدث الانقراضات الجماعية خلال فترة زمنية جيولوجية قصيرة تقل عن 2.8 مليون سنة، وفقا لمتحف التاريخ الطبيعي في لندن. إن القرون إلى آلاف السنين التي يمكن أن يستغرقها الوصول إلى عتبة الانقراض الجماعي تقع ضمن هذا الإطار الزمني. لذا، إذا أخذت هذه التقديرات على أنها تنبؤية، فيمكن للباحثين القول بأن الحدث قد بدأ بالفعل.

وقال أنتوني بارنوسكي، الأستاذ الفخري لعلم الأحياء التكاملي بجامعة كاليفورنيا في بيركلي: "إننا نشهد الانقراض الجماعي السادس في الوقت الفعلي".

قدرت الدراسات أن الأنواع تنقرض حاليًا بمعدل يتراوح بين 100 إلى 1000 مرة أسرع من المعدل الطبيعي للانقراض، والذي يتم حسابه على أساس وقت تطور الأنواع وانقراضها في السجل الأحفوري. وقال كوي: "أعتقد أن المعدل سيرتفع مع تدمير المزيد من الكوكب".

وأشار بارنوسكي إلى أن معدل انقراض الأنواع قد يخفي الانخفاض السريع في أعداد الحياة البرية لأننا لا نعتبر الأنواع منقرضة حتى يختفي آخر فرد. غالبًا ما يتم الإعلان عن انقراض الأنواع بعد عقود من ظهورها لآخر مرة في البرية، بينما تستمر الأنواع الأخرى في اتخاذ تدابير الحفظ عندما يموت معظم سكانها.

وقال بارنوسكي: "لقد قتلنا ما يقرب من 70% من الحيوانات البرية على الكوكب منذ ولادتي.. من الواضح أن هذا لا يمكن أن يستمر لفترة أطول دون جعل الانقراض الجماعي السادس حقيقة واقعة".

وأفاد تقرير الصندوق العالمي للطبيعة لعام 2022 أن أعداد الفقاريات التي تم رصدها من الثدييات والطيور والبرمائيات والزواحف والأسماك انخفضت بمتوسط 69% بين عامي 1970 و2018. وهذا الرقم هو متوسط عالمي؛ وسجلت أمريكا اللاتينية أعلى انخفاض إقليمي بنسبة 94%. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا العدد لا يشمل الأنواع الأكثر عددًا من اللافقاريات.

لا توجد بيانات عن انخفاض أعداد اللافقاريات، لكن بعض المجموعات عانت من خسائر مذهلة. على سبيل المثال، سلطت دراسة أجريت عام 2015 شارك في تأليفها كوي ونشرت في مجلة Conservation Biology الضوء على انخفاض حلزونات Amastridae في هاواي بسبب الأنواع الغازية وفقدان الموائل. ومن بين 282 نوعًا سكنت هاواي تاريخيًا، لم يتمكن الباحثون من تأكيد سوى أن 15 نوعًا فقط ما زالوا على قيد الحياة. وقال كوي: "هذا انقراض جماعي".

ووصف بارنوسكي تدمير التنوع البيولوجي والانقراض الجماعي المزدهر بأنه "الأخبار السيئة". لكنه قال إن الوقت لم يفت بعد لإنقاذ معظم الأنواع التي تتجه نحو الانقراض وبالتالي منعنا من الوصول إلى عتبة الانقراض الجماعي السادسة.