معجزة الكون.. لماذا لا توجد النار إلا على كوكب الأرض؟
عندما تنظر إلى الشمس، ستعتقد للوهلة الأولى كما هو شائع، أنها كتلة ملتهبة من النار، وأن كل نجوم الكون هي كرات من النار.
لكن الحقيقة أن الشمس خالية من النار، وما نراه ليس نارا فعلية، بل تفاعل ذري ينتج كميات هائلة من الضوء والحرارة، يعطي الشمس مظهرها الناري.
ويوجد في كوكب الزهرة وآيو (أحد أقمار كوكب المشتري) براكين نشطة، لكن الحمم البركانية التي تندلع من تلك البراكين لا تكون مصحوبة بالنار.
الأكثر إثارة للدهشة، أن كوكب الأرض الذي نعيش عليه، هو الوحيد حتى الآن الذي تشتعل فيه النار.
وتكشف الأدلة التاريخية أن أجداد البشر بدأوا استخدام النار لأول مرة منذ حوالي 1.5 مليون سنة، ومن المحتمل أن يكون هذا أحد الاكتشافات القديمة القليلة التي لا تزال على القدر نفسه من الأهمية حتى اليوم.
إذن ما الذي يجعل الأرض الكوكب الوحيد الذي تشتعل فيه النار؟
تعتمد النار على 3 عوامل: الأكسجين الجزيئي (O2) والحرارة والوقود.
وهناك كواكب، داخل نظامنا الشمسي تحتوي على كميات ضئيلة من الأكسجين في غلافها الجوي، وبعضها لديه حرارة (عطارد) إلى جانب الأكسجين.
ولكن الأكسجين الموجود في غلافها الجوي ليس متاحا بسهولة للاحتراق. وبالإضافة إلى ذلك، تفتقر جميع هذه الكواكب إلى الوقود اللازم لإشعال النار، والذي يأتي على الأرض من المواد العضوية المتحللة.
وتحتوي الأرض على المكونات الثلاثة بالنسب الصحيحة مع درجة الحرارة والضغط المناسبين، ما يجعلها الكوكب الوحيد القادر على إنتاج النار.
وربما ساهمت الحرائق بشكل كبير في زيادة عدد سكان البشر الأوائل عن طريق تقليل عدد الوفيات الناجمة عن الطقس البارد والحيوانات المفترسة والتسمم الغذائي، حسب تقرير interesting engineering.
ويرى العالم تشارلز داروين أن النار واللغة هما أهم اكتشافات البشرية.
وتقول كاثرين ماكدونالد، عالمة الآثار من جامعة ليدن، في دراستها التي تركز على النار: "دائما كان يُنظر إلى النار على أنها واحدة من الابتكارات التكنولوجية البشرية الأساسية الكامنة وراء نجاح التطوري البشري، بما في ذلك توزيعنا على نطاق واسع وتوجيه التكيفات اللاحقة".
حتى لو تجاهلت دور النار في تطور النباتات والحيوانات، فإن العديد من العوامل الأخرى المرتبطة بوجود واستمرار الحياة على الأرض تتأثر بالنار، مثل الأكسجين الذي يشكل زهاء 21% من الغلاف الجوي للأرض وهو ضروري لبقاء معظم أشكال الحياة.
ومع ذلك، إذا قفز تركيز الأكسجين إلى 30 أو 40%، فقد تختفي الغابات من الوجود، وكذلك جميع أشكال الحياة التي تعتمد عليها. ويؤدي الكثير منه إلى تسمم الأكسجين لدى البشر والحيوانات (ما يسبب خللا في الجهاز التنفسي)، والإجهاد الفسيولوجي في النباتات، وزيادة معدلات حرائق الغابات.
وتشير الدراسات إلى أن النار هي المسؤولة عن تنظيم الأكسجين الجوي.
وأوضح الباحثون أن "ارتفاع وتيرة الحرائق وكثافتها ينظمان الأكسجين في الغلاف الجوي عن طريق تثبيط نمو النباتات وإنتاج الكتلة الحيوية على الأرض، ما يعني أن هناك كمية أقل من المواد العضوية المتاحة لدفن الكربون على الأرض وعن طريق النقل إلى المحيط".
اقرأ أيضا:
20 صورة مقربة تكشف لنا خبايا العالم الذي لا نراه
بالصور.. أقدم وأضخم وحوش العالم الجليدية يتحرك ويقترب من نهايته
البحيرة العجيبة في كندا.. هل تكشف كيف بدأت الحياة على الأرض؟
بالصور.. العثور على آثار أقدام بشرية عمرها 90 ألف سنة في دولة عربية
فيديو قد يعجبك: