العلم يفسر.. لماذا تتخذ الكواكب شكل الكرة؟

من خلال التلسكوبات الموجودة على الأرض وفي الفضاء، يستطيع علماء الفلك أن يلمحوا المناطق البعيدة من الكون. وبغض النظر عن مدى بعد الكوكب أو مدى غرابته، يبدو أن هناك شيئًا واحدًا على الأقل صحيحًا في الفضاء: كل الأجرام تقريبا يتخذ الشكل الكروي.

إذن ما الذي يجعل هذه الأجرام السماوية مستديرة؟ باختصار، إنها الجاذبية.

تشكلت أجسام الكون بعد الانفجار الكبير قبل حوالي 13.8 مليار سنة. بدأت جزيئات الغبار الصغيرة المنتشرة في سحب الغبار الهائلة على شكل كعكة الدونات في التصادم. إذا كان الاصطدام لطيفًا بدرجة كافية، فإن جزيئات الغبار اندمجت. خلق الاصطدام بعد الاصطدام تأثير كرة الثلج. كلما زادت كتلة الكوكب الناشئ، زادت جاذبيته واجتذبت المزيد من المادة.

وقال برونو ميرين، عالم الفلك ورئيس مركز البيانات العلمية ESAC التابع لوكالة الفضاء الأوروبية في مدريد، إن "الجاذبية تسحب كل المادة نحو مركز الجاذبية". وقال إنه مثل حوض المطبخ: "سوف تتدفق كل المياه من خلال الفتحة الموجودة في الأسفل". وفي حالة الكواكب، "تحاول كل قطعة من المادة الاقتراب قدر الإمكان من مركز الجاذبية".

وتواصل الأجسام الكوكبية تحريك المادة حتى تجد التوازن، وهي حالة تكون فيها كل نقطة قريبة قدر الإمكان من المركز. وقال ميرين لموقع Live Science إن الشكل الوحيد الذي يحقق هذا النوع من التوازن في الفضاء هو الكرة.

يعد عطارد والزهرة مجالين مثاليين تقريبًا لأنهما كوكبان صخريان يدوران بشكل أبطأ. وقال ميرين إن الكواكب الجليدية تميل أيضًا إلى أن تكون مستديرة تمامًا تقريبًا، حيث أن "طبقة الجليد تتوزع بشكل متساوٍ جدًا".

لكن كلمة "مستدير" لا تعني أن كل كوكب عبارة عن كرة كاملة؛ ينتقخ العملاقان الغازيان المشتري وزحل عند خط الاستواء بسبب سرعة دورانهما. وبدلا من أن يكون كوكبا كرويا مثاليا، يبدو زحل وكأنه كرة سلة يجلس عليها شخص ما، وفقا لوكالة ناسا. حتى الأرض لديها انتفاخ صغير بنسبة تقل عن 1%، وذلك بسبب قوة الطرد المركزي، وهي القوة الخارجية المؤثرة على جسم يدور. لذا فإن الأرض مفلطحة، أو كروية مسطحة قليلاً.

على الرغم من أن الكون يعج بالأجرام السماوية، إلا أن العديد من الأجسام الموجودة في الفضاء ليست كروية على الإطلاق. يمكن للكويكبات والمذنبات أن تأتي في أي شكل، وتتغير بسبب الاصطدامات والدوران بين النجوم.

وللمريخ قمر على شكل حبة البطاطس يسمى فوبوس؛ في الواقع، حوالي 20 فقط من بين حوالي 300 قمر معروف في النظام الشمسي لها الشكل الدائري المألوف الذي نتوقعه، والباقي غير منتظم. وقال تريباثي إن السبب وراء وجود كل هذه الأجسام غير الكروية هو أن كتلتها المنخفضة تعني أنها لا تتمتع بالجاذبية الكافية لتسوية شكلها.