لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كيف تشكل وجه الإنسان؟

05:37 م الأربعاء 11 يونيو 2014

تشكل وجه الإنسان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة -(مصراوي):

روايات قديمة عن الشكل القديم لوجه الإنسان في مرحلة ما قبل التاريخ وخلافات حول مراحل تطورها والفروق بين عظام وجه الرجل والمرأة، بحث جديد أجراه فريق باحثون بجامعة ''أوتاه'' ونشرت اليوم في مجلة المقالات البيولوجية.

ويؤكد الطبيبان ديفي كارير ومايكل مرجان من جامعة ''أوتاه'' أن الوجوه البشرية وخصوصا وجوه الأسلاف البدائيون قد تطورت تدريجيا لتصغر الثقوب الناتجة عن الجروح إثر اللكمات، التي كانت تحدث للرجال أثناء الصراعات والشجارات.

وتقدم هذه النظرية بديلا للنظرية القديمة التي كانت تفترض أن تطور وجوه الأسلاف ناتج بشكل أساسي عن احتياجهم لمضغ الأطعمة الجافة بقوة مثل المكسرات.

وقد تكونت ملامح وجه الإنسان الأول، من خلال حزمة من السمات والتي ربما تطورت لتحسين القدرة علي القتال، ويشمل هذا التطور أيضا حجم كف اليد الذي مكن قبضة اليد من العمل كعصاة تضرب بقوة بدلا من أن تكون مجرد عضلات هشة وقابلة للكسر،ويقول '' كارير'' أنه إذا كان تطور حجم أيدينا له علاقة باختيار السلوك القتالي، فنتوقع أن الهدف الأساسي، هو الوجه الذي كان لابد أن يتطور ليوفر حماية أكبر من الجروح أثناء الشجارات.

ويقول ''كارير'' السبب المنطقي وراء استنتاجات الدراسة جاء من استكشاف مجموعة من العناصر، فعندما يتقاتل الإنسان الحديث بالأيدي يكون الهدف الأساسي عادة هو ضرب الوجه، وهو ما تم ملاحظته بالفعل حيث وُجد أن أكثر العظام التي كانت تعاني من الكسر في الشجارات هي نفسها التي أظهرت تطورا كبيرا في زيادة حجم البنية، خلال التطور الإنساني الأول، وهذه الأجزاء في الجمجمة هي نفسها التي تظهر فرق كبير بين النساء والرجال، أو بمعني آخر وجوه الرجال والنساء مختلفة لأن حجم العظام التي تم كسرها أثناء القتال في وجوه الرجال كانت أكبر.

وتظهر هذه السمات في الحفريات القديمة، ففي نفس الوقت الذي تطور فيه حجم كف اليد لتكوين قبضة تستطيع القتال، تغيرت الكثير من سمات الوجه البارزة للإنسان الأول، لحمايته من الجروح أثناء القتال.

وبُنيت دراسة '' كارير'' و''مورجان'' علي دراساتهم السابقة التي توصلت إلي أن العنف لعب دورا كبيرا في عملية التطور الإنساني، خصوصا في العصور الأولي، وقام '' كارير'' باستقصاء الأسباب وراء قصر طول أذرع القرود الأولي، وتطور حجم الذراع لدي الإنسان الأول، كما يعمل حاليا علي حجم القدمين للقرود وعلاقة ذلك بالقدرة على القتال، كمحاولة من العلماء لمعرفة كيف تحول أسلافنا الأولون الذين كانوا يعمرون الأرض منذ أربعة أو خمسة مليون عام إلي الإنسان الموجود حاليا.

الدراسة تهتم بتقديم بديل جديد لنظريات التطور الإنساني، لكنها تطرح عنوانا آخر للنقاش وهو هل كان أسلافنا شديدي العنف، وهذا الخلاف حول الجانب المظلم لأسلافنا، طرحه من قبل الفيلسوف الفرنسي ''روسو'' الذي كان يري أن الأسلاف ما هم إلا نبلاء بدائيون، ويرى أن الحضارة جعلت الإنسان أكثر عنفا، وقد ظلت هذه الفكرة راسخة بقوة في علم الاجتماع، وفي الأجيال الحالية، وربما تكون هذه الدراسة دليل جديد على أن الإنسان الأول لم يكن مسالم لهذه الدرجة.

ويؤكد ''كارير'' و'' مورجان'' أن هذا البحث يوضح إذا ما كانت الخصائص التشريحية للأسلاف والقرود الأولي، (مثل حجم الجسم واليدين والقدمين وشكل الوجه ) قامت بدور في تحسين قدرة الإنسان علي القتال، ويضيفان أن هذا البحث يجيب عن الكثير من الأسئلة ويملأ الكثير من الفجوات في النظريات القديمة، ويبحث في كيفية تطور بناء الوجه الإنساني إلي ما هو عليه الآن، كما أنه يقدم اسئلة عن السلام، ويؤكد أنه يبدأ بنا من خلال تحليل وسائل ضبط النفس ومعرفة إذا كنا ننتمي لعروق مختلفة بالفعل، ويقول الباحثان أن هدفهما الأساسي من الدراسة هو أن ينظر الناس لأنفسهم في المرآه ويبدأون المهمة الصعبة بتغيير أنفسهم للأفضل.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: