نظرة على خدمة «الحوسبة السحابية»
01:22 م
الإثنين 24 سبتمبر 2012
تمتاز خدمة الحوسبة السحابية (Cloud computing) بالعديد من المزايا العملية؛ حيث إنها تتيح للمستخدم إمكانية تخزين الصور والأفلام والمستندات والمواعيد وجهات الاتصال على شبكة الإنترنت واستدعاؤها بواسطة حاسوب مكتبي أو لاب توب أو هاتف ذكي ومعالجتها وتعديلها في أي وقت وفي أي مكان. وتتم عملية مزامنة البيانات بين الأجهزة المختلفة عبر شبكة الإنترنت.ومواقع الحوسبة السحابية ليست مكان غامض أو مجهول لتخزين البيانات، لكنها عبارة عن مزرعة خوادم تابعة لشركات الإنترنت. ولذلك يتعين على المستخدم التأكد من الشركات التي تحظى بمصداقية. وفي حالة الشك يمكن التخلي عن استخدام مثل هذه المواقع؛ حيث يمكن للمستخدم تنفيذ العديد من الخدمات بنفسه وبشكل مستقل.وغالباً ما تتوافر خدمات الحوسبة السحابية مجاناً؛ لأن الشركات تقوم بتحليل المحتويات وسلوكيات المستخدم من أجل عمليات التسويق والإعلانات الموجهة حسب الاحتياجات الفردية. وأوضحت ماريت هانسن، نائب مفوض الدولة المسؤول عن الخصوصية وحماية البيانات بمدينة كييل الألمانية، أحد الأمثلة على ذلك بقولها :”تقوم شركة جوجل بتحليل محتويات البريد الإلكتروني، لكي تتمكن من إظهار الإعلانات المناسبة. لذلك يتعين على المستخدم أن يكون واعياً”.بالإضافة إلى أن العديد من مواقع الحوسبة السحابية تعتبر شركات أمريكية، لذلك فإنها ملزمة أمام السلطات الأمريكية بإتاحة إمكانية الوصول إلى بيانات المستخدمين.وفي حين تتم عملية نقل البيانات بين المستخدم وموقع الحوسبة السحابية بشكل مشفر، فإن عملية تخزين ومعالجة البيانات لدى الشركة المقدمة للخدمة لا تتم بشكل مشفر في كثير من الأحيان، أو أنها تعتمد على تقنيات تشفير غير فعالة؛ لأن حملات التسويق والإعلانات الموجهة أو الخدمات الجديدة المرتبطة بالسيرفر، مثل نظام المساعدة عن طريق الأوامر الصوتية بالهواتف الذكية العاملة بنظام تشغيل iOS أو أندرويد، لا تعمل إلا عن طريق النصوص الواضحة.وأضافت الخبيرة الألمانية ماريت هانسن أن الشركات التي تقوم بتخزين البيانات بشكل مشفر، يمكنها إعادة فك تشفير هذه البيانات مرة أخرى، كما هو الحال مع خدمة «آي كلاود» التي تقدمها شركة آبل الأمريكية.وبالطبع ليست كل البيانات مهمة وحساسة بنفس القدر وتستحق توفير أقصى درجات الحماية لها، لذلك يتعين على المستخدم، الذي يرغب في استعمال خدمات الشركات الأجنبية أو المواقع التي يتم تمويلها عن طريق الإعلانات، توزيع بياناته على مواقع مختلفة. ومن المستحسن تشفير البيانات، خاصة في حالة تخزينها على الإنترنت، باستخدام البرنامج المجاني Truecrypt أو BoxCryptor والذي يتم دمجه كمحرك أقراص افتراضي لجهاز الكمبيوتر.ويمكن للمستخدم أن يتمتع باستقلالية تامة عند إرسال واستقبال رسائل البريد الإلكتروني، حيث تقدم العديد من شركات استضافة المواقع سيرفر خاص بالبريد الإلكتروني مع عنوان إنترنت خاص للمستخدم نظير رسوم رمزية في الشهر. علاوة على توافر حلول سيرفر Exchange من أجل إدارة ومزامنة جهات الاتصال والمواعيد بشكل إضافي. ويمكن تقديم طلب الحصول على هذه الخدمات وإنشاؤها بمنتهى السهولة.ولن يضطر المستخدم إلى تسليم بياناته الخاصة إلى أطراف أخرى إذا كان يمتلك جهاز كمبيوتر قديم أو جهاز لاب توب غير مستعمل في المنزل أو وحدة تخزين شبكية (NAS)، وقام بتحويل هذه الأجهزة إلى سيرفر خاص به، بحيث يمكن الوصول إليه باستمرار عن طريق خدمة DynDNS.ويعتبر برنامج OwnCloud أحد التطبيقات المجانية الشاملة التي يمكن تثبيتها على السيرفر الخاص بالمستخدم. ويقوم هذا البرنامج بمزامنة الملفات وجهات الاتصال والمواعيد بين العديد من أجهزة الكمبيوتر، علاوة على أنه يقوم بتشفير البيانات المخزنة على السيرفر.وأوضح أوليفر ديتريش، من مجلة «c’t» المتخصصة في الكمبيوتر والصادرة بمدينة هانوفر الألمانية، قائلاً :”هذا هو بالضبط ما يحصل عليه المستخدم عند استعمال مواقع الحوسبة السحابية لدى شركة جوجل أو موقع Dropbox وخلافه”. ويمتاز برنامج OwnCloud بسهولة الاستخدام، حيث يتمكن المستخدم من استدعاء التقويم ودليل العناوين والمحرر ومعرض الصور ومشغل الموسيقى بواسطة أي متصفح إنترنت.ومن المتوقع أن يتم طرح إصدارات من هذا البرنامج للأجهزة العاملة بنظام آبل iOS أو جوجل أندرويد قريباً. وينصح الخبير الألماني أوليفر ديتريش المستخدم الذي يقوم بإنشاء سيرفر خاص به بضرورة إجراء نسخ احتياطي للبيانات على فترات منتظمة. وهناك العديد من مواقع الاستضافة التي تقدم مساحة تخزينية لإجراء نسخ احتياطي للبيانات.(د ب أ)
فيديو قد يعجبك: