إعلان

منزل "السنوار".. استهدفته إسرائيل 3 مرات وغضبت بعد تسليم الرهائن على ركامه

04:48 م الخميس 30 يناير 2025

منزل السنوار في خان يونس.. استهدف ثلاث مرات ومكان

-مارينا ميلاد:

يحيى السنوار (قائد حركة حماس) الذي ظنت إسرائيل أن قصته انتهت يوم مقتله في جنوب غزة أكتوبر الماضي، وأن بيته بخان يونس انتهى أيضًا يوم تحول إلى ركام بعد استهدافه عدة مرات، اليوم ظهرت أنقاضه كرمز اتخذه سكان غزة لتعليق اللافتات والتقاط الصور من ناحية، واتخذته "حماس" كموقع لتسليم الرهائن من ناحية أخرى، ما أثار غضب حكومة إسرائيل التي سارعت بالرد بتعليق مؤقت لصفقة تبادل الأسرى.

اليوم الخميس، اجتمعت الحشود أمام منزل "السنوار"، جنوب غزة، رافعين الأعلام الفلسطينية وأعلام لحركة حماس، ووسطهم كان يتحرك ببطء موكب يضم كتائب القسام التابعة لحركة حماس وسرايا القدس وخلفهم سيارات أخرى تخص الصليب الأحمر في إطار العملية الثالثة لتبادل الرهائن، وبينهم أربيل يهود وخمسة تايلانديين. ذلك في مقابل إطلاق إسرائيل سراح 110 من السجناء فلسطينيين.

بينما تم تسليم "أغام بيرغر" من بين ركام مخيم جباليا شمال القطاع إلى الصليب الأحمر في الساعات المبكرة من اليوم. لكن العملية في "خان يونس" بدت معقدة عن المرات السابقة لتجمهر أعداد كبيرة أمام منزل "السنوار".

فما قصة "بيت السنوار" الذي تردد اسمه كثيرًا وبقي أثره رغم استهدافه وصاحبه ومن حوله؟

أكتوبر 2011- كان محمد السنوار (نجل شقيق يحيى السنوار) يوزع الحلوى من فوق البيت بخان يونس احتفالا بإدراج اسم عمه ضمن صفقة تبادل كالتي تجري اليوم في نفس المكان، ليخرج وقتها يحيى السنوار مع أكثر من 1000 معتقل فلسطيني مقابل تسليم الجندي الإسرائيلي شاليط.

وتوزيع الحلوى يوم خروجه بعد أن أمضى نحو 24 عاماً في السجن كان "نذرا قطعته أمه"، بحسب ما قاله نجل شقيقه حينها ونقله المركز الفلسطيني للإعلام، لكنها رحلت قبل لحظة إطلاق سراحه.

وفي الأصل، فوالدة "السنوار" وعائلته ينحدرون من مدينة المجدل عسقلان – قبل إعلان دولة إسرائيل عام 1948، ولجأوا إلى مخيم خان يونس بغزة، ليولد هناك عام 1962 ويتعلم ثم يُسجن بتهمة الانخراط في "أنشطة تخريبية"، ويفرج عنه ليصبح قياديًا في كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس.

وفجر يوم 12 يوليو 2014، ضربت الطائرات الإسرائيلية منزل "السنوار" لأول مرة، وسوته بالأرض. وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أدى ذلك إلى تدمير عدد من المنازل المجاورة أيضًا.

كان ذلك في وقت تكثف فيه إسرائيل ضرباتها على القطاع، بالأخص منازل القيادات السياسية البارزة لحركة حماس. وقدرت الأمم المتحدة عدد المنازل التي دمرت مثل منزل "السنوار" بأكثر من 17 ألف منزل، بجانب مقتل ألفي ومائة شخص (حسب وزارة الصحة الفلسطينية).

وبعد وقف إطلاق النار، سرى اتفاقا يخص آلية إعمار غزة من خلال السماح بدخول مواد بناء إليها وإعادة بناء المنازل المدمرة كليًا.

وربما أعاد "السنوار" بناء منزله مثل آخرين. فتردد اسمه مجددًا عام 2018، عندما نفذت إسرائيل ما أسمته "عملية سرية" في خان يونس، ادت إلى مقتل ضابط إسرائيلي وسبعة فلسطينيين.

كان الفريق الإسرائيلي المتخفي تسلل إلى خان يونس في سيارة مدنية ليستهدف القيادي في كتائب القسام (نور بركة) الذي قُتل بالفعل، حسب ما أعلنت "حماس". وعلى الأغلب، كان كل ذلك يجري بالقرب من بيت "السنوار"، وفقا لتصريحات لاحقة لمصدر أمني إسرائيلي لـشركة الأخبار (القناة الإسرائيلية الثانية سابقا)، فقال "الجنود كانوا قرب منزل قائد حماس (السنوار) الأسبوع الماضي"، وهو الأسبوع نفسه الذي نُفذت فيه عملية خان يونس.

وفي ساعات مبكرة من صباح أحد أيام الهجوم الإسرائيلي الجديد على القطاع - مايو عام 2021- أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف "بيت السنوار" مجددًا في إطار عملية تسمى "حارس الأسوار". وقال: "تم قصف منزلي يحيى السنوار (رئيس المكتب السياسي لحماس) وشقيقه محمد السنوار، كونهما من بين الأهداف التي تعتبر بنيه تحتية عسكرية لمنظمة حماس".

ثم نشر مقطع فيديو يوثق لحظة القصف؛ ويظهر فيه مبنى محطمًا، يتصاعد منه غبار أو أدخنة.

ولم يصب "السنوار" بأذى نتيجة هذه الغارة الإسرائيلية التي قصدت منزله.

وفي تلك الأيام، كان الصراع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية مشتعلا، فقد ضربت حماس مدنا في العمق منها تل أبيب، واستهدفت إسرائيل غزة بقصف جوي متواصل. (اقرأ عن حرب 2021: كيف دمر الاحتلال البنية التحتية في غزة بعد حرب الـ11 يوما؟)

ولم يظهر اسم "بيت السنوار" مجددًا إلا بعد يوم 7 أكتوبر 2023، حين باغتت "حماس" إسرائيل بهجوم على مناطقها، واحتجزت 251 شخص كرهائن في غزة.

فمنذ اللحظة الأولى؛ اعتبر مسؤولون إسرائيليون "إن السنوار هو الرأس المدبر لتلك الهجمات"، رفقة محمد الضيف (قائد الجناح العسكري لحماس). فحاصروا منزله.

وفي السادس من ديسمبر 2023، قال بنيامين نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) عن السنوار: "قواتنا تحاصر الآن منزله، منزله ليس حصنه الحصين وهو يستطيع أن يهرب، لكن هذه هي مسألة وقت فقط حتى نلقي القبض عليه".

ورغم مطالبات إسرائيل الأولى لسكان غزة بالاحتماء في الجنوب (خان يونس، رفح) بعيدًا عن المناطق الشمالية، إلا أن "خان يونس"، وهي مسقط رأس "السنوار" و"الضيف" ظلت هدفا رئيسيا لضرباتهم ومسرحًا للكثير من العمليات في الحرب التي استمرت نحو 15 شهرًا وراح فيها نحو 47 ألف فلسطينيا.

وأشارت تقارير أمريكية على مدار العام الماضي إلى إحتمالية اختباء "السنوار" في أنفاق أو مكان ما هناك. ويبدو أن إسرائيل صدقت ذلك، فيظهر ذلك جليا على أرض الواقع من خلال أعمال الحفر العميقة والتدمير التي أحاطت منطقة منزل "السنوار".

لكن "السنوار" حين ظهر في أكتوبر 2024، لم يكن عند بيته ولا في خان يونس. فقد قُتل بعد عام من الحرب في بيت آخر بحي تل السلطان، غرب مدينة رفح.

ثم اختفى اسم "بيت السنوار" الواقع في شارع 5 قليلا حتى عاد اليوم إلى الواجهة عندما اختارته "حماس"، وهو ليس إلا ركام متناثر، لتُسلم عنده الرهائن.

المشهد الذي وصفته في بيانها بأنه: "رسالة للعالم بأن شعبنا باقٍ على أرضه، وسيواصل المقاومة، ومُصَمِّم على التحرير والعودة". وفي المقابل، رأت إسرائيل أن ما حدث اليوم "مشاهد صادمة"، حسب وصف "نتنياهو"، وعبر مسؤولون آخرون عن "غضبهم".

وفي العمليات، تعلن "حماس" أسماء الرهائن المفرج عنهم بشكل مسبق دون أن تكشف عن أين ستتم عمليات التسليم.

وتأتي عملية إطلاق سراح الرهائن وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، الذي بدأ في 19 يناير الماضي، ويُلزم "حماس" بإطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلية خلال المرحلة الأولى التي تمتد مدة ستة أسابيع. ثم المزيد في المرحلة الثانية. وعلى الناحية الأخرى، سيعود سكان غزة إلى مناطقهم بالشمال، ستفرج إسرائيل عن أسرى فلسطينين تباعا، وستنسحب قواتها من المناطق المأهولة بغزة.

اقرأ أيضا:

"مساعدات غزة".. أكثر من مجرد صناديق طعام (قصة مصورة)

قصص من غزة.. عام على طوفان الأقصى

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان