"عزال العروسة".. حكاية عادة ريفية عجز التضخم عن تحجيمها
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
كتب وتصوير-محمود الطوخي:
حركة السير تباطأت على أغلب طرقات القرى الريفية بالقليوبية بعد انقضاء صلاة الجمعة، والسبب عدد من سيارات النقل المحملة بمستلزمات منزلية من أجهزة كهربائية وأدوات مختلفة، موكب يتقدمه عشرات من الدراجات النارية ومكبرات الصوت في مشهد قد يبدو غريبا لبعض سكان المدن الذين قد يظنونه متجها إلى أحد المعارض، ولكنه مألوف لجميع أهل الريف المصري إنه "عزال العروسة".
انتظر جمال عبد الحميد أمام منزله بقرية كفر شبين بالقليوبية، وقد جهز لاستقبال زوج ابنته الذي لم يتبقى على حفل زفافهم سوي أسبوعين ومن معه من الأهل والأصدقاء لنقل ما اشتراه على مدار عدة سنوات من أجهزة كهربائية وغيرها من المستلزمات التي ستحتاجها ابنته في منزلها المرتقب بل وما يزيد عن احتياجاتها بأضعاف: "ما ينفعش أخرج بنتي وهي ناقصها حاجة الناس تاكل وشى".
وكما جرت العادة في قري الريف على مدار سنوات مديدة، يتوجب على العروس عرض جميع أغراضها من أجهزة كهربائية ومفروشات وأدوات للمطبخ تبلغ قيمتها نحو 400 ألف جنيه في الشارع الذي تسكنه قبل أن تنقله إلى منزل الزوجية بغرض الاستعراض والمزايدة على من سبقوها في ذلك: "لازم نشتري 3 غسالات وفي حاجات لازم نجيب من كل نوع اثنين وثلاثة زي التلفزيون وفيه بلد جنبنا بقوا يجيبوا تروسيكل للعريس".
لم يستطع مؤشرات التضخم المتصاعدة منذ نهاية عام 2022، والتي بلغت 38.6% في أبريل 2023، أن يحجّم من تلك العادات لدي الأسر والعائلات في القري الريفية.
تضاربت تلك العادة الريفية مع رغبة الزوج محمد سعيد الذي كان يأمل في الاقتصاد واقتصار الأمر على الأساسيات دون المغالاة في شراء أشياء إضافية لن يكون في احتياجها مطلقا، وخصوصا "النيش" الذي تقارب تكلفة مستلزماته أكثر من 70 ألف جنيه دون استخدامها: "دلوقتي لما هما بيجيبوا الحاجات دي فأكيد طلباتهم منى بتزيد يعني أنا مضيت على (قائمة منقولات) بقيمة 500 ألف جنيه".
كثير من الشباب لم تعد تحتمل تلك الاشتراطات التي يضعها الأهالي دون المبالاة بالظروف الاجتماعية والاقتصادية الراهنة: "أحد الجيران واجه مشكلة بعدما عقد قرانه بسبب (قائمة المنقولات) وكان الموضوع متأزم لدرجة الطلاق لولا تدخل بعض المعارف بين الأسرتين".
انخفضت نسبة الزواج خلال الـ 3 سنوات الماضية بنسبة 20%، بحسب تصريحات محمد أحمد، الرئيس التنفيذي لشركة إجابات لاستطلاعات الرأي. واستمر تراجعت نسبة الزواج خلال العام الجاري بحسب تصريحات إسلام عامر نقيب المأذونين في يونيو الماضي، حيث أكد أن عقود الزواج حتى الأن لم تتعدى 320 ألف عقد زواج على مستوى الجمهورية، وهي نسبة منخفضة مقارنة بنفس التوقيت من العام الماضي.
بدا أحمد منزعجا من فكرة تحويل إحدى غرف شقته التي جهد في تجهيزها قدر ما استطاع إلى مخزن كما فعل شقيقه الأكبر وكثير من أصدقائه؛ بسبب العادات التي يحاول بعض الأهالي المبادرة بالتملص منها لكن شبح "المعايرة" يعجزهم.
الآن وبعد أن اطمأن عبد الحميد إلى وصول "عزال" ابنته إلى منزل زوجها دون حدوث تلفيات، سيبدأ التجهيز للعرس القريب وستواصل معه هموم كثير من الأقساط التي يتوجب عليه دفعها شهريا نظير مشتريات ابنته: "ربنا يقدرني وأسدد اللي على للناس".
فيديو قد يعجبك: