أضحية "الزبالة".. احذر صدقة اللحم المسموم (صور)
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
كتب وصور - محمود الطوخي:
موعد الظهيرة قد اقترب والشمس آنت إلى التعامد، تزداد حرارتها مع الوقت وتُثير معها الروائح المنبعثة من كومة قمامة على جانب الطريق بمنطقة زينين بالجيزة، مجموعة من الخراف والماعز قد تجمعت حولها تنبشها بحثا عن الغذاء غير آبهة بالمركبات المارة إلى جانبهم، وقف أحمد عبد العظيم يتأملهم وقد ساورته شكوك حول الأضحية التي ينوي شراءها هذا العام، المشهد استحضر في ذهنه صورة غير محببة: " أنا مش فاهم أزاي سايبينها تأكل من الزبالة".
الظاهرة المنتشرة بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، والتي تزايدت في أعقاب الارتفاعات الكبيرة التي شهدتها أسعار الأعلاف خلال الشهور الماضية، تقع على مرأى ومسمع من المسؤولين دون اتخاذ إجراءات للقضاء عليها.
على مقربة جلس الراعي (رجل خمسيني) ممسكا بعصاه التي يهشّ بها على غنمه، يستظل بشجرة على الجهة المقابلة من الطريق يراقب الأغنام: "كيلو الخروف القايم بـ 170 جنيه والماعز بـ180".
وبحسب بيان صادر عن وزارة الزراعة في 2022 بلغ عدد الأضاحي داخل المجازر الحكومية نحو 19623 من مختلف أنواع الماشية، شملت 12573 بقرة، 3074 جاموس، 3379 من الخراف، 423 من رؤوس الماعز و165 جملا.
تقول الدكتورة هاجر على أستاذة فسيولوجيا الحيوان بكلية الطب البيطري جامعة أسيوط، إن الأغنام تستطيع تحويل الورق وبقايا الطعام إلى مواد مفيدة، لكن يتوقف الأثر السلبي على المواد السامة التي يتناولها الحيوان من القمامة والتي تؤدي إلى تكون بعض أنواع البكتيريا والفطريات الضارة، وتتوفر القدر لدي الحيوان للتخلص منها خلال شهر في حال توقفه عن تناول تلك المواد.
ومن أشهر الإصابات التي قد يعاني منها الخراف هي الديدان الشريطية، التي تكون في مراحل مبكرة من النمو وتتواجد بصفة أساسية داخل اللحوم والعضلات، ويمكن التخلص منها بالتجميد أو التسخين على عكس بعض أنواع البكتيريا التي قد لا تتأثر بالحرارة وحدها، ونتيجة ذلك النظام الغذائي السيئ تتراجع أوزان الخراف ولذلك يلجأ بعض مربو الأغنام لتزييف أوزانها: "بيشربوها مياه مالحة عشان تشرب كميات كبيرة وتظهر ان وزنها كبير".
"إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً" يقول الدكتور محمود الصاوي، أستاذ الثقافة الإسلامية والوكيل السابق لكلية الدعوة بجامعة الأزهر، فالأضحية واحدة من أفضل الشعائر التي يتقرب بها الإنسان إلى ربه؛ لذلك اشترط الفقهاء أن تكون الأضحية سليمة خالية من العيوب كالهزال أو أن تكون عوراء أو عمياء أو مصابة بأي مرض من الأمراض.
ويري الصاوي أن الأضحية التي تأكل من القمامة مكروهة، فلا يجوز التضحية بها ولا أكلها إلا إذا حُبست لأربعين يوما لتتطهر معدتها: "مفيش مشكلة في الأغنام اللي بتأكل بقايا الطعام الموجودة في القمامة ولكن الأفضل دائما عرضها على طبيب بيطري للتأكد من صحتها".
ووفق أطباء فإن لحوم هذه الأغنام والماعز التي تتغذي على القمامة، تحتوي على كثير من مسبّبات الأمراض مثل البكتيريا والطفيليات بالإضافة إلى بعض المواد الكيميائية من منظفات المنازل التي تتجمع داخل الكبد والمخ والليّة بنسبة كبيرة للغاية، وقد تنتقل تلك الأمراض للإنسان عند تناول لحومها: "فيه بعض الأمراض اللي ممكن تنتقل من الخروف أو الماعز للمربي أو المشتري عن طريق العدوى".
لم يستطع أحمد عبد العظيم أن يتخلص من تلك الصورة الشاذة للخراف التي كانت ترعي على كومة القمامة، لكنه تراجع عن فكرة شراء الأضحية من القاهرة: "أنا كنت عايز اشتريها من هنا وارتاح من المشوار.. بس بعد اللي شوفته مش هاشترى غير من البلد أضمن".
فيديو قد يعجبك: