بالصور والدعوات.. طمأنة افتراضية وتضامن شعبي عربي مع السودان
كتب- عبدالله عويس:
مع اندلاع اشتباكات الخرطوم، بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، دعت دول عربية وأجنبية ومنظمات أممية إلى ضبط النفس، والتوقف عن إطلاق النار بشكل فوري، والعودة إلى طاولة التفاوض. وما بين وساطات معروضة، واستعدادات للتدخل بالتفاوض، كانت دعوات افتراضية أخرى، ربما لا تلقى صدى وسط أصوات واقعية الرصاص، بالتوقف عن الاقتتال، لا سيما في شهر رمضان.
كان لافتا في بيان جامعة الدول العربية أمس، حين دعا الأمين العام أحمد أبو الغيط لوقف التصعيد وحقن الدماء، صدمته من "الاقتتال بين الإخوة بهذا الشكل وفي نهار شهر رمضان الكريم"، معلنا استعداد الجامعة العربية للتدخل مع الأطراف لحقن الدماء.
كانت كلمة "رمضان" التي وردت في بيان الأمين العام لجامعة الدول العربية، واضحة في تعليقات كثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي، استهجنوا أن تقوم قوات الدعم العسكري بالاشتباك مع الجيش السوداني، في رمضان، لكن التعليقات تبرز أيضا استهجان الاشتباك وإن كان في غيره.
اشتباكات ومشاهد قادمة من السودان رآها بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي قاسية وصعبة على بلد يعاني منذ سنوات طويلة، فعبروا عن رغبتهم الشخصية في وقف تلك الاشتباكات الدائرة، وإن لم يكن لرغبتهم ثقل في وقف الاشتباكات "السودان الشقيق يعاني منذ سنوات ولا يحتمل هذا الصراع الدائر هناك" كتبها محسن علي، في تغريدة على تويتر وأرفق معها صورا من هناك.
استمرت اشتباكات السبت، ما بين إعلان عن سيطرة على أماكن استراتيجية وبيان مضاد، فباتت البيانات تلك سيدة المشهد وسط ضبابية لم يعرف كيف ستنتهي، ومع أذان فجر الأحد المؤذن ببداية صيام المسلمين في السودان، كانت قاسية وسط أصوات إطلاق النار المتبادل.
مشهد وثقته فضائية عربية عبر عنه الكثيرون بكلمات تحمل الحزن والأسى، إذ اختلط صوت الأذان بالرصاص "الصيام الذي لا يصح معه سباب أو شتم باتت معه أصوات الرصاص أقوى، هذا لا يليق أن يحدث في دول عربية" كتبتها فاطمة السيد، وأرفقت معها المشهد.
خلال ساعات الأحد واستمرار الاشتباكات وتصاعدها، كان سودانيون في مصر يعبرون عن خوفهم على بلدهم الأم، فينشرون تفاصيل تصل إليهم من هناك، ويتحدثون عن دمار يلحق ببلدهم، يخشى معه أن تصل البلاد إلى مرحلة مسدودة لا يعرف متى تنتهي.
"أعيش في مصر منذ سنوات، لكن قلبي في السودان" كتبها صادق علي، عبر مجموعة تجمع أبناء السودان في مصر، فيما كانت التعليقات قاسية، وسط كلمات من مصريين تحاول طمأنة المتخوفين، وإن كانت بلا سند واضح "أنتم في بلدكم الثاني ولكم منا كل المحبة، وسنطمئن جميعا على أهاليكم هناك".
المواجهات الدائرة في السودان، يدفع ثمنها مدنيون، إذ سقط منهم ما لا يقل عن 56 مدنيا حتى الآن، وإصابة أكثر من 600 وسبق للأمين العام للأمم المتحدة أن حذر من تداعيات الأمر على المدنيين، في بلد مأزوم.
فيديو قد يعجبك: