إعلان

"دوري الزمالك" يضيء ليالي عائلة الأسطل في غزة.. عشق ووفاء من الجد للحفيد (صور)

07:18 م الخميس 25 أغسطس 2022

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- عبد الله عويس:

في إحدى حارات مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، كانت الاحتفالات بالدوري الـ14 لنادي الزمالك المصري على أشدها. هتافات باسم فيريرا، المدير الفني لنادي الزمالك. صور محمود عبد الرزاق (شيكابالا) في يد الأطفال. أعلام الزمالك ترفرف. الفرحة جمعت بعض أبناء «حي المحطة» في فلسطين، باحتفالات «ميت عقبة» في مصر، بعدما صار درع الدوري مستقرا هناك لعامين متتاليين. أفراح أحدثتها أسرة فلسطينية لها تاريخ طويل مع تشجيع القلعة البيضاء.

التاريخ: 19 يوليو 2014. الزمالك يواجه سموحة في نهائي كأس مصر. إسرائيل تصعد عملياتها العسكرية في مجزرة وصفت بالأعنف خلال عقود، في حرب الـ«50 يوما»، سقط خلالها 2189 فلسطينيا. حازم إمام لاعب الزمالك السابق، يحرز هدفا في الدقائق الأخيرة ويفوز الزمالك بالكأس، لتعم الفرحة في منزل «أولاد الحاج غانم الأسطل» في ظل انقطاع الكهرباء، ورصد الاحتلال الإسرائيلي لأي تحرك ثم قصفه: «اتصل بنا الجيران، وكنا قد اعتمدنا على مولد كهربائي لعمل التلفزيون، وأخبرونا أن اخفضوا صوت احتفالاتكم هناك شهداء».

يروي عبد الرحمن غانم أحد أبناء عائلة الأسطل، تلك اللحظات، التي جمعت بين قسوة الحرب، وفرحة فوز الزمالك. يستدل بتلك الواقعة على مدى عشق عائلته لـ«الفانلة البيضاء بخطين حمر»، وهو حب قديم بكل ما هو مصري، زرعه في قلوبهم أمهم، المصرية التي تزوجت فلسطينيا وعاشت هناك: «أمي رحمها الله كانت سبب حبنا للزمالك، حتى أبي الذي كان يشجع الإسماعيلي استقطبناه لصفوفنا فصارت العائلة كلها من جماهير القلعة البيضاء».

أنجب غانم الأسطل، 9 من الأبناء، 5 أولاد و4 بنات، وجميعهم بما في ذلك الأحفاد ورثوا حب نادي الزمالك المصري. يجتمعون سويا لمتابعة المباريات التي يخوضها، يهتفون معا، ويحتفلون كما لو كانوا في أحد مقاهي وسط القاهرة. يعرفون تاريخ الدوري المصري، ويحفظون أسماء لاعبي الزمالك جميعا، يأسون لخسارته، ويفرحون لفوزه، وفي مدارسهم يتحملون «تحفيل» مشجعي الأهلي، لكن حارتهم بخان يونس، تعوضهم عن ذلك، إذ أن أكثريتها من مشجعي الزمالك.

يقول عبد الرحمن، الذي فاته الاحتفال بلقب الدوري الـ14 والـ13 للزمالك مع أسرته لعمله في الكويت منذ عامين لـ«مصراوي» إن «مصر بيتنا، منتخبها منتخبنا، ومحمد صلاح ابننا، وشيكابالا أحدنا، وبعض أبناء أختي يدرسون الطب في جامعة القاهرة، ويحضرون مباريات الزمالك في الاستاد.. ونحن من الحفيد إلى الجد نحب مصر ونشجع الزمالك» محبة النادي وتشجيعه صار أمرا متوارثا بين العائلة، لكن اثنين من أبناء أخته الكبرى اتجها لتشجيع الأهلي، على غير عادة الأسرة، لكن عبد الرحمن ذو الـ29 عاما يقول بفخر «لكن أبناءها الآخرين مثلنا يشجعون الزمالك، وهذا مكسب كبير».

لدى عبد الرحمن زوجة وابن، وكلاهما من مشجعي الزمالك. يحتفل الصغير ذو الـ3 أعوام بانتصارات الزمالك، يردد ما يقوله أبوه. يغني لشيكابالا ويحبه. يرتدي فانلة الزمالك وقت المباريات، ويعمد الأب إلى تغيير جدول عمله ليوافق مباريات الزمالك، خشية أن تفوته مباراة واحدة: «هذا الدوري كنت أتمنى أن أحتفل به وسط أسرتي لكن السفر والعمل حالا دون ذلك، احتفلت مع زوجتي وابني، والعائلة كانت ترسل لي التهاني والمباركات عبر الإنترنت، كانت فرحتنا كبيرة».

تلك الفرحة التي يتحدث عنها عبد الرحمن، تعود لنسخة استثنائية من تاريخ الدوري المصري، فالزمالك معاقب بالحرمان من إبرام تعاقدات جديدة لفترتي انتقالات، وكانت هزيمته أمام الأهلي بـ5 أهداف مقابل 3 في بداية الدوري صعبة، وتغيير المدرب الفني، وخسارات متتالية، سرب له وللعائلة يأسا من الفوز بالدوري، لكن الرياح أتت بما يشتهي أبناء القلعة البيضاء، واحتفلوا أخيرا بدرع الدوري.

عقب انتهاء مباراة فيوتشر وبيراميدز، وخسارة الأخير، الاثنين الماضي، احتفلت الأسرة كلها بفوز الزمالك باللقب رسميا. لحظات يصفها عبد الرحمن بـ«أجمل فرحة». وتابع الشاب مع ابنه وزوجته لحظات تتويج الزمالك رسميا بلقب الدوري الممتاز، بعد مباراته مع الاتحاد السكندري الثلاثاء الماضي. يقول الشاب بكل ثقة: «الزمالك الآن لديه كل عوامل القوى للفوز بالدوري القادم، وسيكون الدرع في ميت عقبة أيضا، وسنحتفل كما احتفلنا في هذا الدوري».

اقرأ أيضا:

«قوس وفارس والسهم زملكاوي».. القلعة البيضاء تحتفل «قبل الميعاد»

مُشجع زملكاوي عاصر الـ"14 دوري": "لِعب الزمالك أهم من أرقامه"

فيديو قد يعجبك: