لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"في 5 دقائق".. باحث مصري يساعد أستراليا في أزمة حرائق الغابات

07:50 م الأحد 19 يونيو 2022

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

- مارينا ميلاد:

كان صيف عام 2019 مأساويًا في أستراليا. ارتفعت ألسنة اللهب واحمرت السماء.. أخلت الحكومة مدن بأكملها، وفر الآلاف إلى الشواطئ.. خسائر كبيرة في الأرواح والمنازل والحيوانات وأكتر من 17 مليون هكتار من الأراضي أكلتها النيران.. كل ذلك اضطر أستراليا إلى الاعتماد على باحثيها لمنع تكرار الكارثة في صيف أخر. وهنا جاء دور الباحث المصري مينا حنين.

فبنهاية عام 2020؛ تشكل فريقًا من الباحثين في الجامعة الوطنية الأسترالية لمعالجة المشاكل المتعلقة بتغير المناخ وتحديدًا حرائق الغابات.. كان "مينا" المصري الوحيد ضمن الفريق.

الآن، وبعد مرور عامين على تلك الفرصة؛ أعلن المهندس البالغ 32 عاما عن نجاحه وفريقه في إطلاق مشروع للتنبؤ بحرائق الغابات والبدء في عمليات الإطفاء خلال فترة زمنية قياسية، مما سيساهم في الحد من خسائرها ويحول دون حدوث المشهد الكارثي السابق مرة أخرى.

صورة 1

رحلة "مينا" من طالب هندسة في مصر إلى باحث يساعد الحكومة الأسترالية في أزمتها، مرت بأكثر من محطة.

بدأها من القاهرة، حيث قضى أغلب حياته حتى تخرج من الجامعة الألمانية، ثم عمل في مجال إدارة الأعمال لمدة سنة.. لكن سرعان ما تركه ووجده لا يناسبه، فحان موعد محطته التالية.

سافر إلى إيطاليا لدراسة الماجيستير في مجال قلما ما يشارك فيه مصريون وهو "علم الروبوتات" (Robotics)؛ ثم جعله ماجيستيرًا مزدوجًا ودرس عامًا أخر في فرنسا، واتجه بعدها نحو سويسرا لعمل رسالته هناك.

وكانت أستراليا محطته الأخيرة لدراسة الدكتوراة في جامعتها الوطنية، حتى عمل فيها بعد ذلك باحثًا في مجال السبرانية (Cybernetics)، المجال الذي يعرفه "مينا" ببساطة بأنه "الجزء المشترك بين التكنولوجيا والبشرية والبيئة"، فهو يبحث ويدرس الآثار البيئية والمجتمعية والأخلاقية والاقتصادية للتكنولوجيا.

صورة 2

ولأن أستراليا شهدت في السنوات الأخيرة درجات حرارة مرتفعة، واستمرار لموجة الجفاف الشديدة، ما يؤدي إلى انتشار موجة حرائق غير مسبوقة.. كانت الحاجة لفريق "مينا" لإيجاد حلا، فيشرح أنهم اكتشفوا أن البرق هو أحد الأسباب الرئيسية لحدوث تلك الحرائق، حيث يبقى بالأشجار لأيام ثم يسبب الاشتغال عندما تحدث الظروف الجوية المناسبة كالحرارة وسرعة الرياح.

وفي الأخير؛ ظهر مشروعهم المقسم على ثلاث أجزاء، والذي يقول إنه "فكرة المجموعة كلها وليس شخصًا واحدًا".

الجزء الأول فيه هو "التنبؤ بأماكن وتوقيت حدوث الحرائق"، باستخدام الأقمار الصناعية وبيانات ومعلومات لما حدث من وقائع حرائق خلال عشرات السنين. بينما الجزء الثاني يكمن في "الاكتشاف"، وهنا يرسل الفريق المنوط به تنفيذ المهمة طيارات بدون طيار، مُحملة بكاميرات تلتقط صور للأماكن في أقل وقت ممكن، يحدده "مينا" بـ60 ثانية فقط.

أما المرحلة الثالثة والأخيرة هي "التعامل والسيطرة"، وفيها يتم إطلاق طائرات بدون طيار أيضًا لكنها مُحملة هذه المرة بكميات هائلة من المياه لإخماد الحريق فور اندلاعه.. والهدف الذي يسعى إليه "مينا" أن يتم كل ذلك في خمس دقائق على الأكثر.

صورة 3

بعد انجاز نموذج التجربة الأول؛ يواجه "مينا" تحديًا في التمويل لاستكمال هذا المشروع، وهو ما جعلهم يقدمون طلبًا للحكومة الأسترالية لدعمهم بمبلغ مليون دولار. وإن تم حل ذلك؛ فعليهم إقناع المجالس القانونية بالبدء في اختبار المشروع وتنفيذه في أقرب وقت ممكن قبل حدوث حرائق خلال هذا الصيف.

في الوقت نفسه؛ تمثل أشياء أخرى تحديًا لـ"مينا" عند بدء التنفيذ؛ فلا مجال للخطأ – على حد قوله. لأن كمية المياه المُحملة على الطائرات تصل إلى نصف طن، وإن سقطت على مكان غير صحيح؛ فذلك يمكن أن يؤدي إلى هدم بيت أو تدمير أراضي المحميات.

على أي حال؛ يستمر "مينا" وفريقه في العمل يوميًا على المشروع لتفادي أي خطأ يمكن حدوثه، ولا زال الفريق بانتظار دعم وموافقة الحكومة.

وقد حصل بهذا المشروع على المركز الثالث بتحدي الابتكار "سبيس هاك"، الذي نظمته جامعة "نيو ساوث ويلز كانبيرا"، و"شبكة كانبيرا للابتكار"، وتقوم عليه الحكومة الأسترالية ومؤسسات عالمية كبرى في علوم التقنية والفضاء، من بينها رابطة الفضاء الأسترالية، ومنظمة الكومنولث للبحوث CSIO.

صورة 4

يشعر "مينا" تجاه كل ذلك وما أنجزه بـ"فخر كبير"؛ فيقول: "المصريين يظهرون للعالم ما نحن قادرون عليه.. وأرى أن العلم يجب أن يكون أداة تستخدمها البشرية بغض النظر عن مكان نشأتها أو من قام بذلك أولاً".

وقدمت نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة، التهنئة لـ "مينا" على اكتشافه وفريقه، إذ قالت إنه مع استعداد مصر لاستضافة قمة المناخ Cop-27، تأتي إسهامات علماء وخبراء مصر بالخارج، لدعم قضايا البيئة والتنمية المستدامة.

ورغم أن "مينا" لم يقرر بعد ما إذا كان سيستمر في أستراليا أم سيعود إلى مصر مستقبلا، إلا أنه يخطط لتنفيذ مشروعات في بلده، التي يرى أن الفرق بينها وبين أستراليا ليس في خبرات أو عقول بقدر الإمكانيات وتقدم الأبحاث خاصة في مجاله (الروبوتات).

وضمن تلك المشروعات التي يخطط لها "مينا"منذ عامين، مشروع لحل أزمة المواصلات في مصر ومشاكل البيئة الناتجة عنها.. لم يتمكن الآن من الخوض في تفاصيل أكبر ، لكنه يحلم أن تفسح له بلده المساحة ويخرج مشروعه إلى النور: "أتمنى أحدث تغييرًا في الاهتمام بمجال البحث العلمي.. فالعقول المصرية التي تذهب للخارج ولا نستغلها هي خسارة كبيرة لنا".

اقرأ أيضًأ:

"شمسنا" توفر الكهرباء.. مشروعات لإدخال الطاقة الشمسية للبيوت في مصر

فيديو قد يعجبك: