إعلان

"سجل الخالدين" بفلسطين.. رفاق شيرين أبو عاقلة في الشهادة برصاص الاحتلال

08:47 م الأربعاء 11 مايو 2022

e88cb1fe-c05b-4187-8500-27117f77beed

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

كتبت-إشراق أحمد:

أراد الاحتلال دومًا الصمت، وما قبلوا هم إلا برفع صوت الحقيقة. يراهن في كل مرة أن تكتب بندقيته كلمة النهاية، فتكون بداية يلتف حولها الجموع ولو لحين. رحلت اليوم، المراسلة الصحفية الفلسطينية، ابنة القدس، شيرين أبو عاقلة، اغتالتها طلقات القوات الإسرائيلية كما سبق أن فعلت لأعوام سابقة، فمنذ الانتفاضة الثانية، مطلع الألفينيات، بدا أن استهداف الصحفيين الفلسطينين بالرصاصات القاتلة حدثًا متكررًا.

رحلت صاحبة الطلة المعهودة على قناة الجزيرة منذ عام 1997، عن عمر 51 عامًا، لتنضم إلى قائمة شهداء الصحافة الفلسطينية، التي وضعها مركز المعلومات الوطني الفلسطيني (وفا) ضمن ما أطلق عليه "سجل الخالدين". أكثر من 80 شهيدًا مدرجًا في السجل منذ عام 1972 إلى اليوم.

طيلة نحو 18 عامًا وتُفتح قائمة شهداء الصحافة لأبناء غزة، لتتسع بقدر مشابه لما جرى لابنة القدس شيرين أبو عاقلة عام 2004. في مخيم بلاطة –أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية- بالثاني والعشرين من مارس ذلك العام، شُيع محمد عادل أبو حليمة لمثواه الأخير عن عمر 21 ربيعًا، كان المراسل لإذاعة صوت النجاح يغطي عملية اختياح المخيم إثر عملية اغتيال الشيخ أحمد ياسين، قبل أن تتدركه يد قناص إسرائيلي برصاصة في القلب مثلما حدث مع أبو عاقلة بعدما أصابها طلقة بالرأس.

وفي القدس عام 2003، استقرت رصاصات الاحتلال في جسد مصور تلفزيون فلسطين والوكالة الفرنسة نزيه عادل دروزة أثناء تغطيته لاقتحام قوات الاحتلال، وفي أعقاب الانتفاضة الثانية عام 2002، كانت جنين على موعد مع تشييع الشهيد عماد صبحي أبو زهرة ، مصور وكالة "وفا"، بعدما أُطلق عليه النار من داخل دبابة إسرائيلية.

أسماء عدة تنسدل من القائمة، نحو 29 صحافيًا في غزة سقطوا في الحروب العدوانية التي تشنها على القطاع المحاصر منذ عام 2008 حتى 2018، ومن بين من أودت القذائف بحياتهم، استهدف رصاص الاحتلال صحفيان أثناء تغطية مسيرات العودة، هما أحمد أبو حسين وياسر مرتجي.

لم يتوقف استهداف الصحفيين، لكن تغيرت وسائله ومكانه، فما تضمنته قائمة المركز الوطني الفلسطيني، كان الغدر بأصحاب "الصوت العالي" خارج فلسطين، تقدم الأسماء الكاتب الروائي غسان كنفاني، والذي اغتيل في بيروت بينما كان رئيس تحرير مجلة "المحرر"، واستمر ذلك حتى عام 1985، كان الاستهداف هذه المرة مخططًا له، إذ اغتالت المخابرات الإسرائيلية، الصحفي حسن عبد الحليم الفقيه، بعد اختطافه لمدة شهور، عقب كشفه عن أسماء سماسرة بيع أراضي للإسرائيليين في منطقة القدس ورام الله.

في فلسطين، ما كان يومًا لقب صحفي أو ما يرتديه من سترة تشير إلي هويته يحمي من بطش الاحتلال، ولا فرق في هذا بين ابن البلاد والقادم إليها لإيصال صوت أصحاب القضية، في 2 مايو 2003، سقط المصور الصحفي جيمس هنري دومنيك ميلر، إثر إصابته بطلق ناري من قبل الاحتلال بينما كان يصور فيلمًا وثائقيًا في مدينة رفح الفلسطينية. لا شيء يشفع لمن يحمل هوية فلسطين ولو بالهوى، بل تجعله الأقرب إلى مرمى الاستهداف، في عام 2021، رصد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان 150 اعتداءً على الصحفيين، ولم تُغلق قائمة الشهداء بعد.

فيديو قد يعجبك: