لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"كتفًا بكتف".. احتفال "المشتاقين" بالصلاة داخل الحرم المكي بعد إلغاء التباعد

09:57 م الإثنين 07 مارس 2022

الحرم المكي- أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هبة خميس:

في شهر مارس 2020، وبعد بداية جائحة كورونا، أدت ثريا عيسى مناسك العمرة بالحرم المكي وقت الفجر ثم عادت لبيتها القريب من الحرم، وفي اليوم الذي يليه عادت لتصلي المغرب والعشاء لكنها لاحظت حركة غير مفهومة حولها؛ بدأ العمال بحث الناس على المغادرة، كان الأمرغريبًا، لم يفسره سوى معرفتها فيما بعد بخبر إغلاق المسجد الحرام تمامًا بسبب الجائحة.

بالأمس، وبينما تقف ثريا أمام مدخل الحرم استعادت لحظات الجائحة الأولى، بينما يدق قلبها فرحًا بإعادة فتح الحرم أمام المصلين دون تباعد "عُدنا نصلي كتفًا بكتف".

وكان أوضح المتحدث الرسمي للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي هاني بن حسني حيدر، أنه تماشياً مع تصريح وزارة الداخلية بدأ العمل بإيقاف تطبيق إجراءات التباعد في المسجد الحرام والمسجد النبوي مع الاستمرار بالإلزام بلبس الكمامة فيهما، من صلاة فجر أمس الأحد.

عايشت ثريا مراحل مختلفة لآثار الجائحة على الحرم المكي؛ بداية من الغلق مرورا بالصلاة المُحددة بتصريح وحجز مسبق.
صورة 1

منذ سنوات أقامت السيدة السودانية التي تعيش بمكة زاوية للصلاة في إحدى غرف منزلها "لما بدأت الجائحة كنت أصلي فيها وأتخيل نفسي داخل الحرم"، شعرت أن وجودها في مكة في ذلك الوقت فقد معناه؛ فالمسجد الحرام كان مكونًا أساسيًا في حياتها، كان مركزًا تلتقي فيه الآخرين واليوم قائم على الصلاة والدعاء والونس ومقابلة الأقارب والأصدقاء.

لذلك حينما تم فتح المسجد لأول مرة للصلاة مع التباعد "كنا نهني بعض، وقبل الفجر كنا منتظرين وفتحنا شباكنا نسمع إقامة الصلاة، وفرحنا فرحة شديدة. كان لازم نتطعم ونسجل عالتطبيق وكان في رمضان أول مرة ندخل الحرم بعد الجائحة"، ورغم الإجراءات الاحترازية المعقدة "لكن كأنه رجعنا نتنفس أخيراً".

لم تكن تلك الشروط عثرة كبيرة أمام ثريا؛ حرصت السيدة على حجز الصلاة في الحرم على التطبيق الذي وضع خصيصًا لذلك، فمرة كل شهر وبعدها مرة كل نصف الشهر ثم الصلاة بشكل أسبوعي، لكن في الذروة الأخيرة للوباء عاد التقييد وأصبح الأمر أصعب "كان ممنوع الصلاة بدون تصريح وطبعا الدخول بالماسك وإلا غرامة 1000 ريال والأمن موجود باستمرار، لكن الحمد لله من امبارح نهني بعض برفع التباعد والقرارات الجديدة، رجعنا الكتف في الكتف زي ما كنا".

ما أن علمت ثريا بالقرار الأخير، حتى استعدت لصلاة المغرب في الحرم المكي، دخلت من باب الملك الفهد الذي يحمل ذكرياتها وذكريات أطفالها "كان قلبي ما هو مصدق الفرحة"، جلست في الساحة بالقرب من سيدة مصرية موجودة جوار طفلها "كانت جايبة ابنها مخصوص بعد ما سمحوا باصطحاب الأطفال داخل الحرم"، فيما سادت حالة من البهجة بين السيدات اللاتي اجتمعن حول بئر زمزم للشرب بعدما ظل مغلقًا لشهور.
صورة 4

منذ سنوات انتقلت "وئام البشير" ابنة السيدة ثريا وشقيقتها لدراسة طب الأسنان بمصر، مع الحفاظ على زيارة نصف سنوية لوالدتهما وفي الزيارات حرصت وئام على الصلاة وأداء العمرة، ومع تردد أنباء حول الجائحة وبسبب وجودها في مصر في ذلك الوقت تابعت وئام غلق بوابات الحرم بكثير من الحزن "وقتها حسيت انه حتى الملجأ بتاع ربنا اللي نروح ندعي فيه قفل في وجهنا، وكنا في رمضان حريصين انا واختي اننا نشاهد قناة القرآن وعليها الحرم المكي لكن ما قدرت اشوف الحرم إمامه بيصلي بأربع أو ثلاث أفراد من العمال، كان مؤلم جداً فراغه من الناس".

تربّت وئام في كنف الحرم المكي الشريف، تصف الأماكن القريبة من الحرم كأنها بيتها، إذ اعتادت الأسرة على الجلوس بالساحة وجلب الطعام من المحال القريبة وشراء الخبز المصري من كافتيريا مصرية لأنها تحبه، لكن مع الغلق اختفت كل تلك الأماكن المرتبطة بها وطفولتها.
صورة 3 (1)

لذا حينما سمعت وئام عنعودة الصلاة دون تضاعفت سعادتها "خاصة إنه رمضان على الأبواب"، تذكرت السيدة كيف كان الإفطار في ساحة المسجد طقسًا يوميًا مُحببًا "كنا في رمضان ناخد معانا أكل بكميات كبيرة واللي حوالينا نفس الفكرة ومتطوعين وكل الناس بتاكل مع بعض في جو احتفالي برمضان، مع وجود الأطفال المبهج بالساحة كنا نخلي معانا فكة نوزعها عليهم فرحة بالشهر الكريم".

تتمنى وئام عودة الحياة السابقة، حيث يمكنها أن تحج وتعتمر وتقضي يومها بأكمله في المسجد الحرام دون أن يطلب منها الأمن المغادرة أو عدم التواصل مع الأشخاص القريبين منها.

صورة 5

ورغم غلق الأبواب في الجائحة أمام الجميع، غير أن العاملين بالحرم تم استثنائهم، كما حدث مع الطاهر أحمد "وقت ما كان فيه غلق كنا نصلي ونطوف وحدنا لكن والله كنت أحس بالغربة، أبص عالكعبة فاضية عيني تدمع وأقول يارب يرجع المكان يتملى بالناس زي ما كان".

كان الطاهر يعمل ليلًا أثناء أشهر الإغلاق بينما لم تغادره الغصة أبدًا، لذا عاودته الراحة حينما تم رفع القيود "طول الوقت الحرم في الإجازات والخميس والجمعة زحمة، ومع قرب رمضان نتمنى يعود الإفطار تاني قدام الكعبة ونحس ببهجة الشهر الكريم".

فيديو قد يعجبك: