في يوم المرأة المصرية.. حكايات فتيات قالوا لا للزواج المبكر
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتابة وتصوير- شروق غنيم:
تستجمع رنا حسن أفكارها، تتحضر لإلقاء كلمة حول تجربتها لحضور ثلاث ورش عمل مختلفة مع مؤسسة المرأة الجديدة، كيف أثرت التجربة على حياتها وأْثرتها "عرفت إزاي أعبر عن نفسي بالكتابة والرسم والموسيقى، وأدافع عن آرائي وموافقش على أي حاجة تأذيني"، تقول الفتاة صاحبة الـ15 عامًا، خلال فعاليات المؤتمر الختامي لمشروع مناهضة الزواج المبكر في القرى المصرية من خلال الفن.
أطلقت مؤسسة المرأة الجديدة المشروع قبل عامين ونصف، مرتكزة في العمل على أربع محافظات؛ القاهرة الكبرى، الدقهلية، الشرقية وقنا، وتقول لمياء لطفي، مديرة البرامج بالمؤسسة إنها المحافظات الأكثر ترتيبًا في الزواج المبكر في مصر، وإنه تم مراعاة تمثيل نطاقات جغرافية مختلفة في مصر من الدلتا إلى الصعيد، وذلك بدعم من الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي.
لأول مرة تشارك رنا في مشروع مماثل، لكنه لمسها بشكل خاص، إذ تقابل الفتاة التي تقطن بمحافظة قنا في صعيد مصر مواقف مماثلة لصديقات يكافحن الزواج المبكر "في أصحاب ليا قدروا يتجاوزا التجربة بأنهم يرفضوا ويقنعوا أهاليهم أنهم مش عايزين ده"، فيما تحاول فتيات أخرى اللجوء إلى مؤسسات متخصصة "لو الأهل مصممين ومش قادرين يقفوا قدام القرار لوحدهم".
لا تنسى مديرة البرامج بمؤسسة المرأة الجديدة، حينما استقبلوا استغاثة من فتاة قاصر في محافظة الدقهلية، تُخبرهم أن أسرتها تُجبرها على الزواج قسرًا "وقدرنا وقتها نوقف الجواز قبل ما يحصل بـ48 ساعة"، مشاعر قوية غمرت لمياء وباقي الفريق "لأن أوقات التبليغ بييجي بعد ما الجواز بيكون حصل بالفعل، لكن المرة دي كنا فرحانين أننا قدرنا نساعد البنت أنها متدخلش التجربة دي".
عام 1984 بدأ حراك "المرأة الجديدة" كمجموعة نسوية، وتطور وضعها حتى صارت عام 2004 مؤسسة مجتمع مدني تعمل في محافظات مصر على محاور أساسية لدعم المرأة، سواء في مشروعات للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، فضلًا عن ملف العنف ضد المرأة، وملف مواءمة القوانين المصرية مع الاتفاقيات الدولية.
تستقبل المؤسسة استغاثة من الفتيات عبر قنوات اتصال مختلفة "وأحيانًا إحنا اللي بنسعى للحالات لو في نطاق عملنا الجغرافي وبنروح نساعد البنات حتى لو مطلبوش زي إننا نلاقي استغاثة على الفيسبوك وبنتواصل مع البنت بأننا موجودين ومستعدين لتقديم الدعم بشكل كامل"، فيما يتم التعاون مع لجان حماية الطفل التي أسسها المجلس القومي للأمومة والطفولة "وبياخدوا خطوات تنفيذية لحمايتهن".
خلال الفعالية، عُرضت أعمال فنية نتاج للورش التي أقيمت على مدار العامين ونصف، إذ عُلقت لوحات للفتيات يعبرن فيها عن مشاعرهن المختلفة، فيما تم عرض فيلم تجميعي لفيديوهات الفتيات وهو مُنتَج لورشة الحكي الرقمي وأفلام الموبايل، فضلًا عن تكريم "درع المرأة والمقاومة" للفتيات اللاتي قاومن ثقافة الزواج المبكر.
خلال مشروع مناهضة الزواج المبكر، عملت المؤسسة أيضًا على ندوات في المحافظات الأربع للأباء والأمهات، تقف لمياء أمامهم لتحكي عن تجربتها الشخصية "أنا من قرية صغيرة في الشرقية، ولولا أن أبويا آمن بيا وأني أقدر أعمل حاجة، كان زماني زي باقي زميلاتي اللي اتجوزوا وهما في الإعدادية".
تؤمن مديرة البرامج بالمؤسسة أن دور الأهالي محوري "إحنا اللي بندي لولادنا الفرص أو بنقفلها في وشهم". تستمع من الأمهات قصصهن مع الزواج المبكر وكيف انعكس عليهن "بنشرح لهم أن مش لازم نعيد التجربة مع ولادنا وكان في استجابة من أغلب الأهالي".
لكن الأمر لم يكن يسيرًا في بعض الأماكن إذ ما كان يقابل النشاط التوعوي وورش العمل مع الفتيات الصغار عقبات من الأهالي "بيبقوا شايفين إننا هنغير دماغ بناتهم أو بنحضرهم عليهم، لأن البنات ما بتصدق تلاقي سند".
تتلاقى الفتيات مع البيئة الآمنة الجديدة، يعبرن عن مشاعرهن وطاقة الغضب من العنف الممارس عليهن "البنات بعد الورش بيتمردوا ولو جزئيًا ويرفضوا الضرب والشتيمة أو أن يجيلهم عرسان في السن ده"، وفيما تستقبل بعدها المؤسسة مكالمات لوم من بعض الأهالي "وأحيانًا هجوم لكن كنا بنتفاجئ إن البنات بتقدر تيجي الورشة تاني ومصممين على أنه يستمروا ويغيروا حواليهم وده كان نجاح بالنسبة لنا".
كل الناس لقت مساحات تعبر عن نفسها وتستغيث وده في حد ذاته نجاح، أتمنى قانون الزواج المبكر وفي قوانين دخلت البرلمان قانون العنف الموحد يتم قبوله في البرلمان هيغير ثقافة المجتمع تجاه العنف.
بالنسبة لرنا، التي تدرس في الصف الأول الثانوي، كانت الورش الفنية فرصة هامة لها "أتعرفت على ناس جديدة وبقوا عيلة بفرح أو ما بشوفهم"، فيما شجعت فتيات أخريات معها في الصف للمشاركة معها "نفسنا المجتمع يتطور وميبقاش في بنت بتتعرض لظلم أو تجربة صعبة زي الجواز المبكر".
فيديو قد يعجبك: