إعلان

الساعات الأخيرة في حياة زياد إيهاب.. بلاي ستيشن ومقهى ورسالة انستجرام

06:02 م الإثنين 14 مارس 2022

كلمات نعي لاعب الأهلي زياد إيهاب بيد أصدقائه

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتابة وتصوير- عبدالله عويس:

أسطورة لم تكتمل. وأحلام رحلت مبكرا. وأصابع الرفاق التي كانت تتشابك وتشتبك في لعب الكرة، صارت تكتب النعي لتلاوته في المساجد. للموت رهبته، وللحزن سطوته، وللعيون دموعها، على شاب انتهت حياته. ربما كان نجما للنادي الأهلي، ومبشرا بحارس مرمى قوي في المستقبل، لكنه في عيون من عايشوا طفولته من أبناء جيله أكبر من ذلك.

صباح أمس، الأحد، أنهى زياد إيهاب، لاعب النادي الأهلي حياته. تاركا رسالة قصيرة ومؤثرة عبر حسابه على فيسبوك، قبل فعلته بساعات «محدش فاهم اللي فيا ومحدش هيفهمه». وغير بعيد من منزله الذي نشأ فيه بأحد شوارع حي عين شمس بالقاهرة، كان مصطفى أحمد، يجلس على الأرض، يدون كلمات أخيرة، سيقرأها ورفاقه عبر مكبرات صوت المساجد القريبة، معلنا مكان الصلاة على صديقه، في فعل استلزم بكاء كثيرا، وحزنا عميقا.
5

كان زياد يشبه أبناء المناطق الشعبية. يملأ «شارع الفرن» صخبا وهو يلعب الكرة، ليظهر تميزا ومهارة كبيرين، أهلاه للعب في نادي الشمس، كمحطة أولى، تبعها محطة ثانية في نادي إنبي، ثم حارس مرمى الناشئين للنادي الأبرز في مصر، الأهلي. محطة كان يتمناها ذو الـ19 عاما، ويرسمها في خياله، بحسب أصدقاء الطفولة، الذين كانوا قبل ساعات من الحادث، يلعبون معه الكرة، وألعاب الفيديو، ويمضون وقتهم في أحد الكافيهات، حتى فوجئوا بما حدث.
3

يقول مصطفى، والذي كان يعيش مع زياد في نفس الشارع، قبل انتقاله من منزل متواضع البنية، لا يزيد عن 4 أدوار، لمنزل آخر منذ 5 سنوات، ومنه لشقة في برج سكني يزيد عن 12 طابقا، لا يبتعد كثيرا عن المنزل القديم، إنه كان يلعب معه الكرة منذ أسبوع في أحد الساحات، وكان يفضل اللعب في منتصف الملعب، لا حارسا للمرمى: «كان يمل من حراسة المرمى ونحن نلعب معه، يقول لنا دعوا هذا الأمر للنادي، لكن معكم سألعب في خط المنتصف».

يوم السبت وقبل ساعات من الحادث، كان آخر تواصل بين مصطفى وزياد، هاتفه الأخير، ليخبره بأنه أرسل له رسالة على تطبيق واتساب، ليخبره مصطفى بأن شاشة هاتفه بها مشكلة، ولا يستطيع القراءة منها، ويطمئن كلاهما على الآخر: «ولم أكن أعرف أن هذا سيكون التواصل الأخير، هذا شيء محزن».
2

يقول فارس، وهو أحد جيران وأصدقاء زياد، إن الحادث وقع في فجر الأحد، وعرف هو بالأمر في السابعة صباحا، وكانت دهشة الشاب كبيرة، فقبلها بيومين كانا يلعبان «بلايستيشن» قبل الجلوس في أحد المقاهي، والتحدث لفترة عن الأحلام والخطط المستقبلية، وعن النادي الأهلي: «أعرف زياد منذ طفولتي، لعبنا سويا وسهرنا معا وتمشينا وغنينا وحلمنا بأشياء كثيرة، لكنه كان كتوما، لا يتحدث فيما يقلقه أو يزعجه، ويخبئ كل شيء في صدره».

يتذكر فارس أوقات اللعب التي كانت تمتد لساعات طويلة، وأوقات السهر، والعودة للشارع منهكين من التعب، حتى يتجدد اللقاء في أحد ساحات الكرة مرة أخرى. يسكت الشاب قليلا وهو يجلس داخل «توك توك» سيوصله إلى المقابر حيث دفن صديق طفولته، فلا يصدق الأمر: «لا أتخيل أننا نقرأ من ورقة كتبناها موعد الدفن والعزاء، هذا أمر صعب وشاق وبالغ الألم».

أمام منزل لاعب الأهلي القديم، كان محمد أمين، ينتظر وصول الجثمان من أحد مساجد القاهرة، استعدادا للصلاة عليه مرة أخرى في أحد المساجد القريبة من مدفن بمنطقة المرج. كان الخميس القادم موعدا لفرح شقيق محمد، وكان زياد مدعوا لهذا الفرح، الذي تأجل عقب وفاته: «كان مؤدبا وجميلا وخلوقا، لا يفتعل المشكلات ولا يصدر منه شكوى، وأهله كذلك». يقاطعه شقيقه سعيد، متأثرا بما حدث: «قابلته الخميس الماضي عند بيته، تحدثنا قليلا وانصرفنا، ولا أتخيل نفسي وأنا ذاهب إلى دفنه الآن».
4

أمام المنزل الجديد، مكان الحادث، كان الهدوء سيد الموقف، لطبيعة الشارع الذي يبتعد عن سوق شعبية، عكس المنزل الأول. ويظهر العقار الذي كان يعيش فيه زياد كأطول بناية في المكان، بشكل مميز. فالمنازل إلى جواره لا تتخطى الـ5 طوابق فحسب، بينما يصل هو لـ12 طابقا.
1

تقول النيابة العامة في بيان، إن التحقيقات «توصلت حتى تاريخه (مساء أمس الأحد) إلى مرور المتوفى بضائقة نفسية لرفض والده طلبه للزواج من إحدى الفتيات (..) ففاجأ أهله بإلقائه نفسه من أعلى العقار الذي يقيمون به ففارق الحياة». ونعى الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة اللاعب، مقدما مواساته لأسرته.

زياد إيهاب

وكان زياد مرشحا لدخول الفريق الأول للنادي الأهلي في الفترة المقبلة، وكان من الحراس المميزين المشهود لهم بالكفاءة والأخلاق، بحسب خالد بيبو مدير قطاع الناشئين بالنادي. وكان زياد الحارس الأساسي لفريق الأهلي مواليد 2003 خلال الموسم الماضي، وكان الحارس الأساسي للفريق في آخر مبارتين.

فيديو قد يعجبك: