إعلان

بعد غلق مسجد الحسين.. الشوق موصول لزيارة "حفيد النبي"

01:49 م الأحد 13 مارس 2022

غلق مسجد الحسين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

كانت صلاة عصر الأمس على وشك أن تُرفع، يقترب نور الدين مُلازم من مسجد الحسين بخطوات ثابتة، يسبقه الشوق للمكان المُحبب، دقائق ويتبدل الأمر؛ يخبره أحد الحراس بإغلاق الجامع بسبب أعمال الترميم، يرفض الشاب الصعيدي الرحيل، يجلس أمام البوابات حتى الحادية عشر مساءً، ترفض قدماه وقلبه الرحيل.

أعلنت وزارة الأوقاف بالأمس، إغلاق مسجد الحسين لحين انتهاء أعمال الترميم والصيانة، فيما تم تشكيل غرفة عمليات لمتابعة تجديد المساجد وتجهيزها وفرشها قبل شهر رمضان الكريم.
bc7fc3bd-742f-487f-9ff5-49b88caabcee

اعتاد مُلازم القدوم من مركز إدفو بمحافظة أسوان للقاهرة عدة مرات سنويا "بنحضر أغلب الموالد هنا ونقدم خدمة لأحباب بيوت الله وبعدين نعاود تاني على البلد"، تلك الأيام التي يقضيها في رحاب المساجد هي الأقرب لقلبه، كانت جولته تبدأ عادة بمولد السيدة زينب ثم قضاء عدة أيام مترددا على الحسين، لكن الحال ذلك العام أمسى مختلفا.

بعد انتهاء مولد السيدة زينب مطلع مارس الجاري "كنت بحضر كل يوم من الفجر للعشاء في الحسين، وما بين الصلوات بروح مقام السيدة فاطمة بنت الغلام أو أقدم خدمة لأهل البيت أو أزور الأزهر"، تمنّى الشاب الصعيدي أن يستمر على نفس المنوال حتى شهر رمضان الفضيل "خاصة إننا بنبقى مجموعة من الأصحاب جايين نزور ونعمل حلقات ذكر"، حين تيقن من إغلاق المسجد اتصل بأصدقائه ليخبرهم أن حلقة اليوم لن تجتمع كعادتها.
dd7f2666-cb5f-4933-bb63-b0c9505d4c06
تلك المرة ليست الأولى التي يُغلق فيها المسجد؛ حدث الأمر لفترة خلال عام 2020 تزامنا مع جائحة كورونا، مرت تلك الفترة بثقل على نفس مُلازم "بس كنت في البلد ومفيش موالد لكن دلوقتي انا أمام المسجد ومش عارف أدخل ودا أمر صعب عليا".

أمتار قليلة فصلت مُلازم عن سامح الشريف؛ وقف أمام الحواجز يقرأ سورة الفاتحة بعدما يئس تماما من الدخول لحرم المسجد "لفيت المنطقة كلها وروحت بصيت على المقام.. كله مقفول"، يقول صاحب الـ39 عاما لمصراوي.

حين كان صغيرا، اصطحبه والده مرارا للمسجد "كنت أشوفه إزاي بيحب المسجد وحبيته بسببه وبسبب صديق ليا كنت بأجي معاه". عشرون عاما أو يزيد مرت على المرة الأولى التي وطأت قدماه فيها الحسين "ومن ساعتها لازم مرتين تلاتة في الأسبوع أعدي أصلي وأقعد مع الناس شوية وأمشي.. مهما كان عندي مشاكل بحس هنا براحة عجيبة".
0493515c-027a-472d-9307-3abc38e16658

على عكس مُلازم حاول الشريف تقبل فكرة الغلق "أنا باقول بيقفلوا عشان يجهزوه لشهر رمضان ويكون شكله أجمل وساعتها هقضي فيه وقتي من المغرب للفجر زي ما كنت بعمل"، لا يملك مُلازم تلك الرفاهية، إذ يقتضي عمله العودة لإدفو قبل بداية شهر رمضان.

الزيارة لمسجد الحسين أمرا تتوارثه عائلة الشريف "ولادي مروان وعُمر بقيت بجيبهم"، فرغم صغر سن عُمر "عنده أربع سنين بس بيسألني هنروح تاني إمتى كل أسبوع"، لا يتوقف الأمر على الصلوات فقط؛ يأخذ الأب بيده ليوزع الوجبات على المحتاجين "والناس هنا بقوا صحابه وعارفينه".

حين صدر القرار، لم تُغلق ساحة المسجد على الفور؛ تم وضع حواجز أمام البوابة، التف بعض القادمين حولها للدخول فمنعهم الحراس فيما اكتفى آخرون بالوقوف داخل الساحة لإلقاء السلام على أهل البيت، غير أن حرم المسجد تم إغلاقه فيما بعد بالكامل، انتقل البائعون والمريدون خارج الساحة، بينما كانت سيارات مواد البناء تدخل وتخرج ومعها العُمال والمسئولون عن الترميم.

لم تخفت حدة الحركة في المنطقة؛ نقل أحدهم فرشته الصغيرة لصُنع المشروبات للخارج، لكن الطلب على بضاعته لم يقل، بجانبه كان محمد الإسكندراني يستند بذراعيه على الحاجز، ناظرا للمسجد بصمت.
ca252f17-b1e7-4cc3-9898-ab48cb091aa9

يعمل الإسكندراني بالتجارة الحرة، يتنقل بين المحافظات المختلفة لطبيعة عمله، تلك الفترة يعتبر نفسه محظوظا لاستقراره بمنطقة الدرب الأحمر إذ يأتي يوميا للمسجد للصلاة، يعيش العامل الخمسيني بمفرده "والوجود هنا هو اللي بيقلل الوحدة.. بقابل ناس وبناكل سوا ونتكلم"، لذا يتمنى انتهاء فترة الغلق سريعا "عشان ميجيش رمضان وأقضيه لوحدي".

فيديو قد يعجبك: