حدوتة مجسمة ومناهج تفاعلية.. وسائل معرض كتاب 2022 لجذب الأطفال
كتابة وتصوير- إشراق أحمد:
بينما تتجول نهى أحمد وأبنائها الثلاثة في معرض الكتاب، التفت عثمان-أصغرهم- إلى أطفال يجلسون على مقاعد خشبية ويرتدون نظارات سبق أن جربها في إحدى الملاهي، جذب الصغير والدته وشقيقه الأكبر نحو ما يجري متشوقًا لعودة التجربة، لكن هذة المرة جاءت مختلفة عما رأى من قبل، كانت النظارة المجسمة تعرض إحدى حكايات كاتب الأطفال الراحل عبد التواب يوسف.
أختار القائمون على معرض الكتاب عبد التواب يوسف ليكون شخصية معرض كتاب الطفل المُقام في قاعة مستقلة خلاف ما كان يحدث من تخصيص ركن للصغار داخل إحدى قاعات العرض، وإلى جانب الكتب والأنشطة الترفيهية من رسم وحكي، بدا دخول مستجدات "لأول مرة في تاريخ المعرض يتم استخدام أحدث أساليب التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي" كما تقول إيمان سند، مسؤولة نشاط الطفل بالمعرض.
كانت قد انطلقت الدورة 53 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، الخميس 26 يناير المنصرف، تحت شعار "هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل"، وتحل دولة اليونان ضيف شرف، ويشارك نحو 1063 ناشر مصري وعربي وأجنبي.
قبل نحو شهر من افتتاح المعرض، طرح دكتور هيثم الحاج فكرة أن يتم عرض إحدى قصص عبد التواب يوسف عبر تقنية الـVR أو نظارات الرؤية المجسمة، وجرى العمل على التنفيذ باختيار الحكاية والصوت والتصميم، واستقر الأمر على حدوتة "الهدد يمتلك تاجًا" وكان لهذا سببًا كما تحكي سند لمصراوي " الرسومات اللي في القصة دي متميزة ينفع تبقى مجسمة والحكي نفسه متميز فيها".
اكتفى القائمون على التجربة بوضع لافتة تشير إلى ما تعرضه النظارات التي سريًعا ما تجذب أي طفل يمر للتوقف ومعرفة ما يجري. يستقبل العاملون بهيئة الكتاب المقبلين عليهم، يخبرون الطفل بما سوف يراه قبل أن ينفصل لنحو دقيقتين عن العالم من حوله.
ارتدى عثمان صاحب الستة أعوام النظارة ذات الشاشة المكبرة، وكذلك أخيه أبو بكر -12 عامًا، لبثا حتى انتهت الحكاية ليعيد الفتى الأكبر سرد شيء منها "هددين في مكان بمصر الأول كان عايز يخلي التاني ملك فكانوا بيفكروا إزاي يوصلوا للتاج"، فيما لم يلتفت الشقيق الأصغر عمرًا إلا للرسومات التي سعد بها كثيرًا كما يقول.
أراد القائمون على معرض كتاب الطفل هذا العام أن يقدموا للصغار وسائل مختلفة "بحيث يكون تجربة بيخوضها الطفل من الأول للآخر يمارس أنشطة يشتري كتاب ويكون إنطباع نحو الأشياء الجديدة"، وتنفي مسؤولة النشاط بالمعرض أن تكون الإضافات التكنولوجية "تخلص من القديم"، إنما تطوير للشكل التقليدي، معتبرة أنه كلما زاد استخدام الحواس، رسخت الفكرة في مخيلة أصحاب العمر الصغير.
لم تكن مشاهدة حدوتة الهدد يملك تاجًا عبر النظارات المجسمة التجربة التكنولوجية الوحيدة بمعرض كتاب الطفل؛ على بعد خطوات منها يستقبل الأطفال شاشة كبيرة تعرض ما يبدو في البداية أنه ألعاب إلكترونية، لكن بسؤال سما رمضان عن إمكانية اللعب، تعرف ذات العشرة أعوام أنها متعلقة بما تدرس. اندهشت الصغيرة وتحمست كي تجرب بينما يجاورها شقيقها ووالدها.
تلك الشاشة كانت وسيلة لعرض التطبيقات الإلكترونية التي أطلقتها شركة سلاح التلميذ مؤخرًا، وتعرضها لأول مرة لجمهور معرض الكتاب هذا العام كما يقول كريم أبو الفتوح مدير التسويق.
مع توجه العالم، قبل عامين، لإيجاد حلول تتواكب مع إجراءات العزل المنزلي والإغلاق الذي أعقب انتشار فيروس كورونا، لجأ القائمون على سلاح التلميذ مثل الكثير إلى طرح وسائل جديدة، فجاء العمل على تنفيذ تطبيقات إلكترونية تغطي المرحلة الابتدائية من الفرقة الأولى حتى السادسة حسب قول أبو الفتوح"بنتناول عرض كتب الوزارة لكن بطريقة تفاعلية فيها فيديو وانميشن".
توالت الأسئلة المتعلقة بالرياضيات وانغمست سما في الإجابة التي تعرف العديد منها "في حاجات بدرسها زي الأشكال الهندسية الرباعي والسداسي"، لا تهوى ابنة محافظة الغربية المسائل الحسابية، لكنها سعدت بالتجربة التي لم تر مثلها من قبل كما تصف.
وقف والد سما منجذبًا هو الآخر للشاشة التي تتفاعل معها ابنته باللمس، أعجبه تحويل المناهج إلى ألعاب والوسائل الحديثة المقدمة للصغار في المعرض، لكن ذلك لم يمنعه من التخوف والتشكك في إمكانية تطبيق هذا بشكل أوسع من كونه تجربة يمر عليها في معرض الكتاب "شيء زي كده محتاجة شاشة كبيرة وكمان لازم أشوف حاجة تحافظ على النظر لأن أكيد كتر التعرض للتليفون أو حتى الكمبيوتر هيضعف العين"، يقول الأب أنه يحاول جاهدًا في منع طفلته وشقيقها عن اللعب لوقت طويل على الهاتف المحمول لكنه لا ينجح دائمًا.
بعدما شاهد الشقيقان عثمان وأبو بكر قصة الهدد مجسمة بالصوت والصورة، رغبا لو أصبح هذا نمط قراءتهم، فيما تمنت سما لو تحولت كل المناهج الدراسية لألعاب، وعلى العكس منهم أطفال آخرين مروا بالتجربة لكن فضلوا الحكي والقراءة المباشرة عن التكنولوجيا. مثل تلك القرارات الناتجة عن التفاعل هى ما استهدفه القائمون على معرض كتاب الطفل كما تقول سند "الطفل يظل ملك عرش التجربة الأسياسية في الثقافة والسيد هنا. أحنا بس بنعمل وسائل متعددة عشان نوصل له بكل السبل".
فيديو قد يعجبك: