إعلان

المتحدة الأبرز.. كيف ساهمت الديون في تشكيل أكبر 3 سلاسل صيدليات في مصر؟

01:58 م الخميس 20 أكتوبر 2022

سلاسل الصيدليات

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمود الشال:

اعتمدت صيدليات كبري، خلال السنوات الثلاث الماضية، سياسة الخصومات الكبيرة أو ما يعرف بـ"حرق الأدوية"، كاستراتيجية تسويقه وترويجية؛ بهدف خلق قدرة تنافسية عالية لها في سوق مبيعات الدواء الذي تجاوزت استثماراته الـ 80 مليار جنيه خلال عام 2021.

لكن جائحة كورونا وتابعاتها، والأزمات الاقتصادية العالمية ومآلاتها، جاءت بما لا يشتهي ملاك وإدارات هذه الصيدليات الكبرى، التي تكبدت خسائر وتراكمت عليها ديون بالملايين، أغلبها لشركات التوريد والتوزيع، التي استحوذت على بعض أصول هذه الصيدليات، مقابل تسوية مديوناتها، ليتشكل بهذه الاستحواذ خريطة جديدة لسلاسل الصيدليات في مصر.

يضم سوق الدواء 85 ألف صيدلية منتشرة على مستوى الجمهورية، بحسب تقديرات شعبة الصيدليات باتحاد الغرف التجارية، الذي يقدر عدد الصيدليات التابعة للسلاسل بـ 3آلاف و500صيدلية، تتبع 90 سلسلة؛ فروعها تتراوح ما بين 5 صيدليات إلى 250 صيدلية، وبعض هذه السلاسل تنتهج "سياسات خاطئة وغير قانونية"، وفقا للدكتور محيي حافظ، عضو غرفة صناعة الأدوية باتحاد الصناعات وعضو مجلس الشيوخ، منها الخصومات على الأدوية التي في الأساس مُسعّرة جبرياً من هيئة الدواء المصرية.

وخلال السنوات الخمس الماضية، أصبحت سلاسل الصيدليات وأزماتها وتوسعاتها سمة بارزة في سوق الدواء المحلي، رغم مخالفتها لقانون مزاولة مهنة الصيدلة رقم 127 لسنة 1955، الذي لا منح الترخيص بإنشاء صيدلية إلا لصيدلي، ولا يجوز للصيدلي أن يكون مالكًا أو شريكًا في أكثر من صيدليتين.

جولد وكير توسعات ممولة بالديون

صيدليات "كير" السلسلة الأكبر في سوق مبيعات الدواء، تديرها الشركة المتحدة للصيادلة، التابعة لمجموعة الـ"HO GROUP”، وهي مجموعة رائد في صناعة وتوريد وتوزيع الدواء، تضم 16 شركة، يمتلكها ويديرها الدكتور حسام عمر، وترفع المجموعة التي تستحوذ على 30% من مبيعات سوق الدواء في مصر، شعار "أسطورة خدمات الرعاية الصحية" كترويج لعلامتها التجارية.

وبجانب سلسلة صيدليات "كير" التي يحمل علامتها التجارية 256 فرعاً، يدخل ضمن قطاع صيدليات البيع بالتجزئة بالشركة المتحدة التي تسيطر على ما يقرب من ثلث سوق مبيعات الدواء، سلسلة أخرى تأسست عام 2021، تحمل اسم صيدليات "جولد"، لها 26 فرعا بالقاهرة الكبرى وبعض المحافظات، وتحتل المركز السادس بين سلاسل الصيدليات الأكثر فروعا في مصر.

قبل 19 عاما، وتحديدا في عام 2003 كان الظهور الأول لصيدليات "كير"، لكن تواجدها كان محدود، ولا يقارن بمثليتها من سلاسل الصيدليات الأخرى المنتشرة في ذلك الوقت، واستمر ذلك الوضع حتى أواخر عام 2018، حيث بدأت الشركتان المتحدة للتوزيع والتوريد، والمتحدة للصيادلة اللتان تتبعان مجموعة الدكتور حسام عمر، في تسوية المديونيات المتراكمة لهما لدي لصيدليات كبري وشركات توزيع تمتلك سلاسل صيدليات، من خلال الاستحواذ على أصول وفروع هذه الصيدليات التي تعثرت وأشهر بعضها إفلاسه، لتتوسع سلسلة صيدليات "كير" التابعة للشركة المتحدة، لتنتشر فروعها في جميع محافظات مصر، خاصة بعد إعادة هيكلتها والتوسعات التي شهدتها على مدار الـ 3 سنوات الماضية، حيث ضمت عدد من سلاسل الصيدليات الأخرى التي استحوذت عليها مجموعة HO GROUP"".

وكان أبرز استحواذت الشركة المتحدة التابعة للمجموعة في يوليو 2020، بعد دمج 60 فرعا تحمل العلامة التجارية لصيدليات "دوائي" لتحمل علامة صيدليات "كير" مقابل تسوية مديونيات للمجموعة، ولم يكن هذا الاستحواذ الأول من نوعه، حيث سبقه استحواذ الشركة المتحدة على 18 فرعا من صيدليات "الفاروق" في نفس العام، بعد تعثر إدارتها في سداد المديونيات المتراكمة خلال عام 2019. كما استحوذت الشركة على 50 فرعا من سلسلة صيدليات "أبو زيادة".

"19011" تستحوذ على "رشدي".. و 50% من فروعها لـ"كير"

في إبريل 2020، استحوذت شركة ألفا لإدارة الصيدليات المالكة لسلسلة صيدليات 19011، على 120 فرعا، تمثل نسبة 100% من فروع سلسلة صيدليات رشدي، لتصبح السلسلة التي تأسست في عام 2017 الأكثر انتشارا في سوق الدواء بعدد فروع يتخطى 300 فرع وحصة سوقية تتخطى الـ 7% من مبيعات سوق الدواء المصري.

سبق استحواذ صيدليات "19011" على صيدليات رشدي، بمديونياتها التي تصل 3 مليارات جنيه في ذلك الوقت، استحواذ أخر للسلسلة المملوكة لشركة ألفا في مارس 2019؛ حيث تم دمج صيدليات الإيمدج والتي تمتلك 20 فرعا بالقاهرة الكبرى في سلسلة صيدليات 19011.

وفي يونيو الماضي، أصدرت المحكمة الاقتصادية حكمًا بإفلاس شركة "ألفا" المالكة لصيدليات 19011، وتعيين قاضيًا للتفليسة، أصدر قائمة نهائية بديون الشركة، تجاوزت 4 مليارات جنيه

الأزمة التي تعرضت لها صيدليات 19011 منذ أواخر2020، وانتهت بصدور حكم قضائي بإفلاسها، دفعت بعض شركات التوزيع إلى الاستحواذ على عدد من الفروع المملوكة لها التي تقدر بـ 24 صيدلية، بخلاف عشرات الصيدليات التي كانت تديرها أو تستأجرها. وكان أبرز هذه الصفقات التي أجرتها الشركة المتحدة في فبراير 2021، للاستحواذ على 50% من فروعها، التي غيرت واجهات لتحمل العلامة التجارية لصيدليات "كير".

بعد الاستحواذات الأخيرة على سلاسل الصيدليات، قدمت نقابة الصيادلة ببلاغ رسمي للنائب العام، حمل رقم 9143 ضد شركة المتحدة للصيادلة، لاستحواذها على مجموعة من الصيدليات تحت مسمى "صيدليات كير" بما يخالف القانون، وفق بلاغ النقابة.

وأكدت النقابة في بلاغها، أن عمليات الاستحواذ يشوبها 3 مخالفات؛ الأولى: مخالفة قانون مزاولة مهنة الصيدلة رقم 127 لسنة 1955. بينما المخالفة الثانية كما ذكرها البلاغ: أن عمليات الاستحواذ تخالف قانون 206 لسنة 2017، بشأن تنظيم الإعلان عن المنتجات والخدمات الصحية، لأن الشركة أعلنت عن فروعها دون الحصول على الترخيص اللازم، وحدد النقابة المخالفة الثالثة: أن عمليات الاستحواذ تؤدي لممارسات احتكارية مخالفة للقانون منع الاحتكار.

اتهامات بالاحتكار وتهديد الأمن الدوائي

ما ينطبق على الشركة المتحدة للتوزيع والتوريد وصيدليات كير وجولد، ينطبق على شركة "مالتي فارما" لتوزيع الأدوية وسلسلة صيدليات العزبي، اللذان يمتلكهما الدكتور أحمد العزبي، حيث تتكون سلسلة صيدليات العزبي التي تأسس أول فروعها عام 1975 بمصر الجديدة، من 80 فرعا، وهي ثاني أكبر سلاسل الصيدليات في مصر من حيث العدد حاليا، بعد صيدليات كير التي تأتي في المركز الأول.

ومع التوسعات وزيادة عدد فروع صيدليات العزبي، قرر الدكتور أحمد العزبي، إنشاء شركة لتوزيع الأدوية، في عام 1990، تحمل اسم "مالتي فارما" لتوريد وتوزيع الدواء المحلي والمستورد لمجموعة صيدلياته، وتُعرف الشركة نفسها بأنها متخصصة في توريد الأدوية والكيماويات المحلية والمستوردة، ويرأس مجلس إدارتها الدكتور أحمد عصام راغب العزبى، وهو نفسه أحمد العزبي مالك صيدليات العزبي، وفق البيانات الرسمية على موقع الشركة.

وتأسست الشركة قبل عقدين برأس مال بلغ 535 مليون جنيه، وفي عام 2020 كان حجم مبيعات شركة مالتي فارما 5 مليارات جنيه، وفي العام الماضي أعلنت الشركة عن زيادة حجم استثماراتها في سوق الدواء المصرية، وإنشاء مصنعًا للأدوية، بتكلفة 2 مليار جنيه مصري بمدينة السادس من أكتوبر، وكان من المقرر الانتهاء من إنشائه مع بداية العام الجاري، لتكون تحت يد العزبي دائرة دوائية كاملة، من التصنيع إلى التوزيع للبيع بالتجزئة للمواطنين.

اقرأ أيضا:

"العزبي وشركاه"| رحلة صعود وهبوط "سلاسل الصيدليات": احتكار وديون وإفلاس

وحذرت النقابة أكتر من مرة، وتقدم بأكثر من بلاغ رسمي للنائب العام ووزارة الصحة، بخطورة تملك شركة للتوريد والتوزيع في نفس الوقت إدارة سلاسل صيدليات، ما يكون لهذا آثارا ضارة اقتصاديًا وسبب في احتكار الأدوية التي تعتبر سلع استراتيجية لا يجوز أن تكون محل احتكار وتلاعب حيث يمنعوا توزيع الأدوية غير المتواجدة بسوق الدواء (النواقص) على غير صيدلياتهم مما يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن الدوائي، وفق لنص أحد البلاغات.

واعتبرت نقابة الصيادلة بالقاهرة، أن استحواذ شركات توزيع الأدوية على سلاسل الصيدليات وتوسعها في سوق الدواء، بالمخالفة لقانون مزاولة الصيدلة، يدمر اقتصاديات الصيدليات الصغيرة التي تخدم المواطنين في جميع أنحاء الجمهورية، وفق بيان النقابة الصيادلة.

اقرأ أيضا:

أزمة سلاسل الصيدليات| أصحاب الصيدليات الصغيرة: نحن خارج المنافسة

وفي أغسطس 2019، صدر حكم قضائي بـ"شطب" الدكتور أحمد العزبي من نقابة الصيادلة، كاستجابة لأحد هذه البلاغات، وبالتالي إلغاء ترخيص مزاولته للمهنة، وغلق الصيدليات المرخصة باسمه، بناء على ذلك قررت الإدارة المركزية للعلاج الحر والتراخيص بوزارة الصحة، شطب الدكتور أحمد العزبي، من سجلات الصيادلة بالوزارة، لكن "العزبي" تحايل على القرار باستخدام التراخيص الذي حصل عليه من وزارة الاستثمار لممارسة عمله.

وعقب صدور الحكم بإفلاس سلسلة صيدليات 19011، كانت "مالتي فارما" لتوريد وتوزيع الأدوية المملوكة للعزبي، لديها مستحقات مالية متراكمة لدي شركة ألفا التي تدير صيدليات 19011، تقدر بـ 450 مليون جنيه، وعلق الدكتور أحمد العزبي لمصراوي أنذلك، عن موقفه من الاستحواذ على ما تبقى من مجموعة صيدليات 19011 بعد إشهار إفلاسها، وضمها إلى مجموعته: "كل الأمور تحت الدراسة، لكننا نأخذ الأمور في شكل معاملات فردية، وليس بشكل جماعي من مجموعة صيدليات 19011، وفق خطة التوسع بالنسبة لنا".

قبل ما يقرب من 70 عاما، صدر قانون مزاولة مهنة الصيادلة، الذي لا يسمح بتأسيس سلاسل الصيدليات، ودخلت نقابة الصيادلة في صراع على مدار العقدين الماضين، من أجل وقف توسع سلاسل الصيدليات التي أصبحت تسيطر على سوق الدواء في مصر، لكنها لم تتمكن حتى الأن من وقف سلاسل الصيدليات أو الحد منها بسبب لجوء ملاك السلاسل إلى وزارة الاستثمار لتأسيس شركة لتوزيع الأدوية، تمكنهم من الاستمرار والتوسع داخل سوق الدواء.

فيديو قد يعجبك: