أكل مطاعم من البيت.. وصفة "ماما بركة" السحرية لسيدات المنازل
كتبت- شروق غنيم:
كلما اقتربت مناسبة عائلية كُبرى، تتحضر بركة للحدث، تعرف أنها ستكون مسئولة عن إعداد الطعام، تشتهر بين أفراد أسرتها بـ"نَفسها" في الأكل، تعتني به كما أنه صغيرها، تهتم بأبسط التفاصيل، وتحرص على تزيين كل طبق "اللي يشوفه يفتكره خارج من مطاعم كبيرة، لكن اللي عاملاه ست بسيطة".
تُعرف بين عائلتها باسم "ماما بركة، تُعرف نفسها بأنها "أم مصرية، تعبت كتير على ما ربيت عيالي، أبوهم كان بيسافر وسايب لي كل شيء أنا اللي بعمله، وقضيت أيام بين شقا وتعب وحلو وفرح ومر".
ظل شغف ماما بركة بالطعام قائمًا بداخلها، تتحين المناسبات لإخراج طاقتها بالأمر، لكن البيت العامر بالأسرة الكبيرة انفرط عقده "خسرت اثنين من عيالي، وبعدها أمي وخالي". كانت سنوات صعبة على السيدة الستينية، إلا أن أبنائها الثلاثة الأخرين وقفوا بجوارها في الشدة "قدرنا نعدي الأزمات دي، وخليتنا نتقوى ببعض".
حُلم صغير يتراءى من حين لأخر لـ"ماما بركة"، غير أن دائمًا ما تتراجع عن طرح الفكرة على أبنائها "بعد ما كبروا وكل واحد بقى له طريق، كنت ببقى زهقانة كتير ووقت فراغ وكان نفسي أملى الوقت ده بالهواية اللي بحبها".
قبل ثلاث سنوات طاردتها فكرة إنشاء قناة عن الطبخ على الإنترنت "لما بتفرج على التلفزيون بحس أن المطابخ والأكل اللي بيتعمل مش شبهي ولا شبه نص بيوت المصريين"، فكرت في خلق محتوى يمس كل المتفرجين "على أد إمكانياتنا اللي في البوك والتلاجة"، لكن الخوف بداخلها من التجربة ظل حائلًا بين تنفيذها "خصوصًا أني أُمية وكنت حاسة أن الشيف برضو لازم يكون متعلم وبيعرف يقرأ ويكتب".
عكس ما توقعت، كان أبنائها خير داعمين لها "قولت لهم عايزة أعمل قناة شيفات شبهنا وشبه مطبخي، حبوا الفكرة وقالوا لي إحنا معاكي".بدأت معها الرحلة ابنتها الصغرى هنا، صارت المسئولة عن تصويرها داخل المطبخ بينما تُعد ماما بركة وجبة الغذاء اليومية "بعمل أكل بسيط بس اللي يشوفه يبقى عاجبه ويبقى نفسه رايحاله".
أصرت ماما بركة على استخدام أدواتها المطبخية التقليدية "عندي من 48 سنة من لما اتجوزت"، بينما تخرج على المشاهدين تشرح لهم وصفات أكلات شعبية وتراثية "خصوصًا الأكل الصعيدي". قررت السيدة الستينية بينها ونفسها إذا تلقت تعليقات غير إيجابية لن تُكمل فكرة القناة "لو حست أني مبقدمش حاجة تفيد الناس يبقى خلاص".
لكن ردود الفعل كانت مُغايرة لما توقعته، دعم كبير تلقته من المُتابعين ومحبة صافية شعروا بها تجاه ما تقدموا ماما بركة، ومن دول عربية مختلفة "بيحسوا أني مامتهم أو جدتهم اللي بتطبخ لهم". يظهر شغف السيدة تجاه ما تفعله أمام الكاميرا "أكثر لحظة بتبسط بيها لما أجي أصور، بحس أني رجعت عيلة عندها 20 سنة".
تمتن بركة للتعليقات المٌشجعة، تُزيدها عزيمة لإنتاج مزيد من الحلقات عبر الإنترنت "وببقى بطبخ وأنا رايقة وبمزاج، وفي الأخر الأكلة بيبقى ليها روح تانية". لا تصور بركة يوميًا، ولكن حين تُعد وجبة غذاء جديدة "بطبخ وبعدها أنا وولادي نقعد ناكل سوا".
تتلقى ماما بركة تعليقات مختلفة تسألها إذا مُتاح توصيل ذلك الطعام، إلا أنها توضح أنها تفعل ذلك من أجل محبة الطبخ ومساعدة باقي سيدات المنازل "اللي شبهي عشان يبقى عندهم طرق مختلفة للأكل البيتي".
بعيدًا عن المطبخ، تستقبل بركة تعليقات من سيدات في عُمرها "بيحكوا لي أنهم مبسوطين إني بدأت مشروعي اللي حاباه حتى وأنا في الستين وأن ده بيديهم أمل"، أسعد لحظة بالنسبة للسيدة الستينية حينما تبدأ في إعداد وجبة الغذاء بينما تقف ابنتها هنا تصورها وبعدها تتولى تظبيط الفيديو لنشره "حلمي أني أدخل كل بيت".
فيديو قد يعجبك: