"احتفلنا رغم الخسارة".. كيف تابع مُشجعو جزر القمر مباراة منتخبهم أمس؟
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتبت- شروق غنيم:
كانت الآمال كبيرة، الحماس يملأ قلوب مواطني جزر القمر، لأول مرة يتأهل منتخبهم الوطني إلى بطولة كأس الأمم الأفريقية، حدث تاريخي لكل مُحبي كرة القدم، الأماكن العامة المُخصصة لمشاهدة المباريات مكتظة، والدعوات لم تنقطع من المنازل لتوفيق الفريق، لكن سرعان ما انطفأت مشاعرهم جراء التحديات الصعبة التي عاشها المنتخب في أخر مبارياته.
وتستضيف الكاميرون النسخة الـ33 من بطولة كأس الأمم الإفريقية بكرة القدم بالفترة بين 9 يناير الجاري و6 فبراير المقبل.
دّق قلب أحمد أنتوسي بشدة، حينما جلس في ساحة عامة لمتابعة مباريات فريقه الأولى في دور المجموعات "كان يُسعدنا رؤية فريقنا على شاشة التلفاز، ورغم أننا خسرنا أولى مبارياتنا لكننا لم نكن مستائين".
رغم الخسارة في المباراة التالية أمام منتخب المغرب "لكننا كنا فخورين باختيار حارسنا المرمى سليم بن بوانا برجل المباراة" إذ تصدى الأخير إلى ضربة جزاء، لكن المباراة الأخيرة أعادت الأدرينالين والأمل مُجددًا للقمريين "تمنينا ألا نغادر الكأس بدون نقاط، وبالفعل فزنا في المباراة الأخيرة ضد غانا، وصعدنا إلى دور السادس عشر.. كانت الاحتفالات تعم أرجاء البلاد".
الحماس عاد مُجددًا، حملت المباراة في الدور السادس عشر الكثير من التطلعات للشعب القمري، تجهيزات مختلفة في المدينة، الأماكن العامة تستعد لعرض المباراة، أجواء احتفالية بالمنتخب يحظى بها المواطنون لأول مرة خلال تلك البطولة "بعض الناس من الريف سافروا إلى المدينة خصيصًا من أجل حضور المباراة لأن الأجواء تكون مختلفة، ويحدث تكتل من رجال الشرطة لتجنب الحوادث وترك مساحة حُرة للمشجعين للاحتفال".
لكن قبيل المباراة فترت مشاعر القمريين تجاه المباراة التي ستجمعهم في ثمن النهائي مع منتخب الكاميرون المُضيف "كنا مستائين من الأخبار التي سمعناها، شعرنا بالظلم، وبأننا خسرنا المباراة قبل حتى أن تبدأ"، إذ أُعلن عن إصابة 12 شخصًا من المنتخب بفيروس كورونا، بينهم المدير الفني والحارسان الأول والثالث في الوقت الذي تعرض فيه الحارس الثاني لإصابة عضلية، حيث قال جمال محمد، مدير منتخب جزر القمر: "لا نملك حارس مرمى، وسنحدد مع الطاقم الفني اللاعب الذى سيكون حارسًا ضد الكاميرون، مساعد المدرب فى حيرة وسيسأل اللاعبين من سيتكفل بذلك".
ولم يسمح الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "الكاف" لمنتخب جزر القمر الاستعانة بحارسه علي أحمادة رغم تأكيد اتحاد جزر القمر لكرة القدم في وقت سابق اليوم مشاركته في المباراة، بعد تحول نتيجة فحصه لكورونا من إيجابية إلى سلبية، وتعافيه من الفيروس، وقال "الكاف" أن اعتماد سلبية المسحة الثانية يأتي فقط بعد 5 أيام على إيجابية المسحة الأولى.
حملت المباراة التي جرت مساء أمس الاثنين، تحديات كبيرة لمنتخب جزر القمر، إذ لعب دون أي من حراسه الثلاثة، واضطر المدافع شاكر الهدهور لتولي مهمة حماية عرين منتخب بلاده، وارتدى قفازات حراسة المرمى لأول مرة في حياته، لكن تدهور الأمر في الدقيقة السابعة من عُمر المباراة حينما طُرد قائد الفريق.
"لم يكن لدي أي استعدادات لتلك المباراة تحديدًا رغم أهميتها، كنت مُنزعجًا من الموقف الذي جرى مع منتخبنا، وفقدت كل آمالي في الفوز بالمباراة. لكني ذهبت لمشاهدتها في أحد الأماكن العامة وكنا جميعًا نشعر بالإحباط ذاته، لكن كان علينا أن دعم محاربينا للنفس الأخير".. يقول أنتوسي.
مشاعر مختلطة مر بها الشاب صاحب الـ26 عامًا، ورفاقه في جُزر القمر خلال متابعة مجريات المباراة، ما بين الإحباط والحماس تصاعدت أنفاسهم مع الكرة، قاتل اللاعبون رغم نقص عددهم لنهاية المباراة،
وخلصت بفوز الكاميرون المضيفة وتأهلها إلى ربع نهائي كأس الأمم الأفريقية بعد فوزها عليها 2-1.
على وسائل التواصل الاجتماعي، حظى منتخب جزر القمر بكثير من الإشادة من مُشجعي البطولة القارية، بسبب الأداء اللافت والصمود خلال المباراة رغم اللعب بعشرة لاعبين فقط ودون حراسه الأساسيين، فيما حظى المدافع شاكر الهدهور بالإعجاب نظرًا لتصدياته القوية في حراسة المرمى، ونال لاعب جزر القمر يوسف متشانجاما لقب رجل المباراة بسبب الهدف الذي أحرزه في المباراة.
وصباح اليوم حيى المدافع شاكر الهدهور جمهور جزر القمر على صفحته على فيسبوك: "الكثير من المشاعر! بعد بعض اللحظات المعقدة (إصابة طويلة)، كان التواجد في الملعب والعيش في هذه اللحظة أمرًا لا يمكن تصوره. فخور جدًا بالفريق وبالرحلة التي قطعوها. شكرا على كل الحب الذي منحتمونا إياه".
رغم كل شيء؛ عاد أنتوسي ورفاقه إلى منازلهم سُعداء "رغم انتهاء المباراة بالخسارة، تغيرت مشاعرنا وصرنا لا نشعر سوى بالفخر، لم نتوقع أبدًا أن يكون أدائنا هكذا! لقد قاتلنا بقوة وشجاعة، واحتفلنا في بلادنا بهذا الأداء المٌشرِف.. شعرنا وكأننا فزنا بالأمس".
فيديو قد يعجبك: