حقيقة الجدل القائم حول إزالة سور تاريخي بأسوان (صور)
كتب- محمد مهدي:
انتشرت الكثير من الأقاويل على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ومنها إلى عدد من وسائل الإعلام حول حدوث هدم لسور أسوان الأثري الذي جرى بنائه منذ آلاف السنين، وهو ما دفع الدكتور عبدالمنعم سعيد، مدير عام آثار أسوان والنوبة إلى الانتقال للموقع المشار إليه من أجل الوقوف على تفاصيل الواقعة والتأكد من صحتها، وفقا لحواره مع مصراوي عن الأزمة.
وعقب توجه سعيد إلى المنطقة المُحددة يوم السبت الفائت فوجيء بوجود السور كما هو، على حد تعبيره "تأكدت من عدم صحة الأخبار المتداولة وعدم المساس بالسور الأثري" موضحا أن الجزء الموجودة بالقرب من مدخل معبد فيلة منذ نحو 15 عاما "تعرض لانفجار ماسورة مياه الواصلة إلى مصنع كيما، وجرى ترميمه من قَبل مجموعة من الأثريين والمرممين وإعادته إلى صورته الأولى مرة ثانية".
وتتناثر أجزاء السور الأثري في مناطق عدة بأسوان "الجزء الشهير عن مضرب الرز، وثاني عن جبانة القارور وثالث أمام معبد إيزيس والرابع عند معبد فيلة" ويظهر جزء بسيط من السور على سطح الأرض وهو مبني من الطوب اللبن، ويعود تاريخه إلى الدولة الوسطى في العصر الفرعوني فضلا عن العهد الروماني اليوناني" إذ يوضح سعيد أهميته الكبيرة وحرص وزارة السياحة والآثار على الاعتناء به بصورة مستمرة.
ونظرا لحساسية الأمر، قرر مدير عام آثار أسوان والنوبة تصوير عدد من الفيديوهات القصيرة من أمام السور الأثري موضحا أن صور اللوادر الموجودة والتي تم الإشارة إلى استخدامها في عمليات الهدم بعيد عن السور "تم الاستعانة بها أثناء تطوير المنطقة المؤدية إلى معابد فيلة دون المساس بالسور لكونها تمت تحت إشراف المنطقة الأثرية وعلمها التام بقيمة الأماكن الهامة داخل أسوان" يذكرها بحماس راغبا في أن يتحرى الجميع الدقة قبل إذاعة أخبار غير مؤكدة.
واستعرض سعيد من خلال الكاميرا سلامة السور وجميع أجزائه الأخرى "قمنا بالحفاظ على السور رغم وقوعه في قلب مناطق مزدحمة بالسكان والزحف العمراني" كما عكف رجال الآثار على ترميمه مرة ثانية عقب تعرضه للأمطار والأجواء المناخية الصعبة التي مرت بها أسوان خلال نهاية عام 2020 "ومعمول لأجزاء السور حرم أثري ولافتات لمنع الاقتراب منه أو تعرضه للأذى" مشددا على اهتمامهم بالحفاظ عليه.
وأكد مدير عام أثار أسوان والنوبة أن المنطقة شهدت طفرة كبيرة عن طريق عمليات التطوير التي جرت في جميع المناطق الأثرية منذ أكثر من 6 أعوام "وعندنا خطة مقدمة من قِبل البعثة المصرية السويسرية لمزيد من العمل في السور، وجاري الحصول على الموافقات من الجهات المعنية" مشددا على ضرورة التواصل مع العاملين في المجال للتأكد من المعلومات المغلوطة قبل نشرها.
فيديو قد يعجبك: